متابعة ـ التآخي
افتتح العراق مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان، الذي كانت أعمال تطويره قد بدأت قبل سنوات، وذلك ضمن توجه الدولة لاستغلال الغاز المصاحب في الحقول النفطية.
وبحسب بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فإن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، افتتح، يوم السبت 8 حزيران (2024)، مشروع معالجة الغاز المصاحب في الحقل النفطي الواقع في محافظة ميسان.
ومن شأن مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية العراقي، أن يعالج ما يصل إلى 300 قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط الخام من الحقل.
ويواصل العراق جهوده لتطوير منشآت معالجة الغاز المصاحب، وذلك للتوقف نهائيًا عن حرق الغاز في الحقول النفطية، بما يُسهِم في تحقيق جزء من أهداف الدولة المناخية من جهة، وتحسين حالة قطاع الكهرباء من جهة أخرى.
من المقرر أن ينتج مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية في العراق، الغاز الجاف لتشغيل محطات الكهرباء بطاقة تبلغ 1200 ميغاواط يوميًا، فضلا عن غاز الطهي، ووقود الغاز للسيارات بطاقة أولية 1100 طن يوميًا، بحسب بيان نشرته وزارة النفط.
ويأتي المشروع، الذي سينتج 20 ألف برميل من المكثفات يوميًا، وما بين 30 و40 طنًا من الكبريت، استكمالًا لجهود بغداد لتحسين بنيتها التحتية من الطاقة؛ إذ تعمل الدولة على المشروع منذ أكثر من 3 سنوات، وكان مقررًا له بدء التشغيل التجريبي في منتصف العام الماضي (2023).
وكانت وزارة النفط قد أعلنت، في منتصف شهر شباط من عام 2022، أنها أنجزت نحو 51% من مشروع استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية في حقل الحلفاية بمحافظة ميسان، على وفق ما جاء في بيان للوزارة، حينها.
وكانت الوزارة تستهدف تنفيذ المشروع على مراحل؛ إذ كان مقررًا بناء المنشآت في غضون 30 شهرًا، و30 شهرًا أخرى للتشغيل والصيانة؛ إذ جاء العمل في المشروع بتعاون بين وزارة النفط وشركة النفط الوطنية العراقية، وشركة نفط ميسان، الذراع الرئيسة لاستثمار الغاز المصاحب، وتحويله لطاقة.
ويستهدف المشروع تطوير قطاع النفط، عبر مشروعات حيوية ذات جدوى اقتصادية، بهدف تحسين حياة السكان، الذين يواجهون أزمة انقطاع التيار الكهربائي منذ سنوات، على وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ويُنفذ المشروع بوساطة شركة بتروتشاينا الصينية، والمقاول الرئيس للحقل شركة (سي بي إي سي سي) الصينية، فضلا عن مجموعة من الشركات الثانوية، تعمل جميعها تحت إشراف لجنة فنية من شركة نفط ميسان.
في نيسان الماضي (2024)، أعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، موعد تشغيل مشروعات الغاز، في 3 حقول عملاقة، ضمن جهود وقف حرق الغاز واستغلاله لتوليد الكهرباء، عبر توجيهه إلى الشبكة الوطنية.
وقال عبد الغني إن العقد مع توتال الفرنسية (TotalEnergies) سيوفر الكهرباء والمياه لأغراض الزراعة، محددًا موعد تشغيل مشروعات استثمار الغاز المصاحب في العراق بحقول الناصرية والغراف، فضلا عن حقل الحلفاية الذي بدأ تشغيله.
ولفت وزير النفط إلى أن كثيرًا من مشروعات الغاز المصاحب التي وقّعتها وفعّلتها الوزارة، ومنها مشروع البصرة، الذي يُنَفَّذ بشراكة بين شركة غاز البصرة و”شل” (Shell) وغاز الجنوب.
وكانت بغداد قد وقّعت عقدًا مع شركة توتال الفرنسية، لاستثمار الغاز المصاحب بطاقة 600 مليون قدم مكعبة يوميًا، علاوة على استعمال الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، بخلاف استعمال ماء البحر في الحقن المكمني، الذي من شأنه توفير 5 ملايين برميل من مياه الأنهار، لاستعمالها في الزراعة.
ويعاني العراق من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي منذ عقود ولم يجري حل المشكلة برغم الوعود الحكومية بهذا الشأن ومقابل هذا يقوم باستيراد الغاز من دول اخرى لاسيما ايران لتشغيل محطات الكهرباء؛ مع انه يقوم بحرق الغاز المصاحب الناجم عن استخراج النفط وما يسببه ذلك من التلوث المناخي فضلا عن عدم الاستفادة من الغاز المستخرج المحترق والقيام بدلا من ذلك باستيراد الغاز من الدول الاخرى وما ينتج عن ذلك من تكاليف كبيرة على خزينة الدولة، فضلا عن بقاء مشكلة تزويد السكان بالطاقة الكهربائية من دون حل فتتكرر مشكلة توفير الكهرباء باستمرار ارتباطا بحاجة البلد المتواصلة الى الغاز لتشغيل المحطات.