86 % من موانئ العالم تتعرض لأكثر من ثلاثة مخاطر مرتبطة بالمناخ
متابعة ـ التآخي
تتخذ موانئ العالم خطوات للاستثمار في البنية التحتية وزيادة الحماية من الفيضانات للحماية من التهديد المكلف المتمثل في تغير المناخ.
وقد جرت مراجعة توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة، ولكن التوقعات الحالية تشير إلى أنه بحلول عام 2100، سيكون مستوى سطح البحر أعلى بما يتراوح بين 43 سم و84 سم مقارنة بمتوسط المدة من 1995-2014.
ونشر معهد التغير البيئي بجامعة أكسفورد دراسة ذكرت أن 86% من الموانئ على مستوى العالم تتعرض لأكثر من ثلاثة مخاطر مرتبطة بالمناخ والجيوفيزيائية.
ووجدت الدراسة أن المخاطر المطلقة كانت أعلى في الموانئ الكبيرة في البلدان ذات الدخل المرتفع في آسيا وخليج المكسيك وأوروبا الغربية، لكن آثار المخاطر المناخية على الموانئ يمكن أن تكون أعلى في البلدان المتوسطة الدخل.
من إجمالي المخاطر المناخية التي تتعرض لها الموانئ، التي تبلغ 7.6 مليار دولار أمريكي سنويًا، يُعزى معظمها إلى الأعاصير المدارية وفيضانات الأنهار.
ويقول التقرير “علاوة على الأضرار المادية، فإن توقف الموانئ المرتبط بهذه المخاطر الطبيعية يعرض تجارة بقيمة 67 مليار دولار أمريكي للخطر كل عام، مما قد يؤدي إلى تأخيرات مكلفة وخسائر في الإيرادات وتأثيرات على الاقتصاد الأوسع”.
ومن دون اتخاذ إجراءات، فمن المرجح أن تأثير تغير المناخ على الموانئ لن يكون مكلفا فحسب، بل سيكون له تأثير كبير على تدفقات التجارة في جميع أنحاء العالم، مع أحداث مثل الاضطرابات في قناة بنما بسبب الجفاف التي يمكن أن تصبح كارثة، أكثر شيوعًا.
وتستعمل الموانئ عددا من تدابير التخفيف والتكيف لإعداد البنية التحتية لتحمل آثار تغير المناخ وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة الخاصة بها لتقليل الزيادات في درجات الحرارة العالمية.
ويمكن لتخطيط البنية التحتية أن يأخذ نظرة طويلة للمستقبل. وبدأت حكومة المملكة المتحدة بالفعل التخطيط لمبادرة مصب نهر التايمز 2100 التي ستعمل على إعداد دفاعات الفيضانات على طول النهر للتعامل مع ارتفاع مستويات سطح البحر في أواخر القرن الحادي والعشرين.
بحلول عام 2040، سيتم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ستجري ترقية حاجز التايمز، أو تحويله، أو إنشاء حاجز جديد للفيضانات في مكان آخر على طول النهر، أو إنشاء مناطق لتخزين فيضانات المد والجزر.
ويتم اتخاذ قرارات مماثلة من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم، كاستغلال الحواجز البحرية، والأراضي المستصلحة، وزراعة أشجار المانجروف لحماية السواحل، وتستثمر مليارات الدولارات على مدى خمس سنوات في تحسين البنية التحتية للصرف، وحتى شبكة الدفاع ضد الفيضانات الواسعة تحت الأرض الشهيرة في طوكيو يجري تحديثها للتعامل مع المخاطر المناخية المتزايدة في إطار مشروع طوكيو للقدرة على الصمود الذي اسس عام 2022.
ويتخذ مشغلو الموانئ أيضًا خطوات مثل السماح بالوصول عن بعد إلى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتركيب مولدات احتياطية لأنظمة الموانئ الحيوية لتقليل الاضطراب في الأحداث الجوية القاسية.
الخطة الرئيسة التي أطلقتها خطط التخطيط المبني على الأنشطة ABP مؤخرًا للنمو الخالي من الكربون في ميناء نيوبورت في المملكة المتحدة، التي تتضمن تخطيطًا محددًا للتخفيف من آثار الفيضانات، مع مراعاة ارتفاع منسوب مياه البحر وحدث الفيضانات الذي يحدث مرة واحدة كل 200 عام، تشمل التدابير قيد النظر استعمال مواد التجريف لرفع مستويات الأرض وتصميمات المباني المقاومة للفيضانات.
وقال هنريك إل بيدرسن، الرئيس التنفيذي لبرنامج الجسر الأكاديمي، “يعد تغير المناخ تحديًا يحدد العصر، ولكنه أيضًا فرصة لتوسيع نطاق الصناعات الجديدة المبتكرة لترك إرث متفائل للأجيال المقبلة”.
قد يكون من الصعب الاستعداد للمجهول، ومع ذلك، قالت جوليا سفورزي، المهندسة الرئيسية في منظمة HR Wallingford للهندسة المدنية والهيدروليكية البيئية المستقلة، لـ ICS Leadership Insights إن ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر هو أهم خطر على الموانئ فيما يتعلق بالتأثير المناخي، مع زيادة تواتر وشدة أحداث العواصف التي تمثل خطرًا كبيرًا آخر.
وتوضح سفورزي، ان التأثيرات الأخرى لتغير المناخ، التي يجب أخذها في الاعتبار بالنسبة للموانئ، لا سيما في أجزاء معينة من العالم، هي العواصف الأكبر، وزيادة هطول الأمطار وهطول أكثر كثافة في بعض الأحيان، والتغيرات في ظروف الأمواج والزيادات في حدوث الأعاصير المدارية الكبرى.
ويعد التخطيط طويل المدى أمرًا ضروريًا إذا أريد لسلسلة التوريد العالمية أن تظل مرنة؛ ومن المتوقع أن تصبح الأحداث المتطرفة لمستوى سطح البحر، التي يُنظر إليها حاليًا على أنها حدث يحدث مرة واحدة كل مئة عام، شائعة بحلول عام 2100، وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).
ومما يزيد من تفاقم هذا التحدي الذي تواجهه بيئات الموانئ، أنه من المتوقع أيضًا أن تصبح الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواتراً، مما يزيد من المخاطر على البنية التحتية.