الإعصار “رمال” يقطع الكهرباء عن ملايين السكان في الهند وبنغلاديش

 

متابعة ـ التآخي

يعدّ الإعصار المسمى “رمال” أحدث الظواهر والتقلبات الجوية التي ضربت سواحل الهند وبنغلاديش، مخلّفًا أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، وأدى إلى قطع الكهرباء عن مدن ومناطق عدّة.

ووفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استمر انقطاع الكهرباء في بعض المناطق لمدة تصل إلى 17 ساعة، سواء نتيجة أضرار فعلية، أو خشية تفاقم الوضع.

ومع تزايد موجات الإعصار “رمال”، الأول من نوعه في المنطقة خلال العام الجاري 2024، طالت الأضرار أكبر غابات المانغروف في العالم، خاصة سد دلتا ساندربانز المشترك بين البلدين.

ومنذ عام 1965 حتى الآن، ضرب سواحل بنغلاديش ما يقرب من 12 إعصارًا كبيرًا، نجم عنها وفاة ما يزيد عن 450 ألف شخص.

ويعدّ قطاع الكهرباء أبرز ضحايا الإعصار رمال، إذ تسبَّب في قطع الكهرباء عن الملايين في الهند وبنغلاديش، فور وصول موجاته للساحل وتجاوزه.

وقال وزير الكهرباء في ولاية البنغال الغربية في الهند، أروب بيسواس، إن بنية الكهرباء التحتية تضررت بشدة، بعدما انتزعت موجات الإعصار العنيفة 356 عمودًا كهربائيًا من موقعه، وألحقت تداعيات بعشرات المحولات.

واضطرت السلطات في بنغلاديش إلى قطع التيار في مناطق عدّة لمنع الحوادث المتوقعة في مثل هذه الحالات، وقرر مجلس كهربة الريف (REB) تعطيل الإمدادات لمناطق ساحلية عدّة.

في حين انقطعت إمدادات الكهرباء في مناطق أخرى إثر تضرُّر الخطوط وسقوط الأعمدة، واستمر الانقطاع لمدة تتراوح بين 16 و17 ساعة.

وزادت حدّة الأمر بعدما ضربت موجات الإعصار رمال بعض السدود، وجرفت مزيد من المياه المخزّنة لعشرات القرى، فضلًا عن هطول الأمطار القوي؛ وتضرر من قطع الكهرباء ملايين الأشخاص في منطقة الحزام الساحلي لبنغلاديش، في 26 أيّار 2024.

لم تقتصر أضرار الإعصار رمال على البنية التحتية لقطاع الكهرباء في الهند وبنغلاديش فقط، لكن رُصدت أضرار في الأرواح والممتلكات أيضًا.

وفي بنغلاديش، رصدت السلطات مصرع 10 أشخاص وتعرُّض 30 ألف منزل حتى الآن، وقد ترتفع هذه الأعداد مع تزايد الأمطار الغزيرة والفيضانات.

وعلى إثر ذلك، اضطرت بنغلاديش إلى إعادة توطين ما يقرب من 800 ألف شخص من سكان المناطق الساحلية، ونقلتهم إلى مواقع أخرى منذ ظهر الأحد 26 أيار.

وبرغم أن التوقعات تُشير إلى ضعف الإعصار “رمال” واحتمال تحوله إلى عاصفة مع تحرُّكه باتجاه الشمال الشرقي للبلدين، فإن شخصًا واحدًا لقي حتفه شرقي الهند بعدما بلغت العاصفة ذروتها.

ونزح 110 آلاف شخص في الهند من مواقع سكنهم الساحلية، مع استعداد السفن والطائرات والفرق الطبية لمواجهة الأمر، طبقًا لما نشرته وكالات الانباء.

وتتعرض السواحل المنخفضة في جنوب شرق آسيا، خلال السنوات الأخيرة، بكثرة إلى تداعيات تغير المناخ، إذ تسببت درجات الحرارة المرتفعة في رفع سطح البحر لمستويات أعلى من ذي قبل.

وأدى ذلك إلى تكوين الإعصار “رمال” وضربه سواحل المنطقة مخلفًا رياحا شديدة وأمطار غزيرة، تسببت في رفع عدد الضحايا إلى 16 شخصًا بحدّ أدنى، بحسب تقديرات رويترز. وقد يرتفع عدد الضحايا المعلَن رسميًا مع هدوء العاصفة وتداعيات الإعصار، وتلقّي المزيد من المعلومات لتقدير الخسائر الفعلية.

وأكد مسؤولون أن عدد القتلى يزداد مع تأخُّر السكان في الاستجابة لقرارات السلطات، بترك مزارعهم وأراضيهم وإعادة التوطين بصورة مؤقتة في مواقع أخرى.

وبحسب تقديرات رويترز، بلغ عدد المتضررين من قطع الكهرباء في بنغلاديش 3 ملايين شخص، سواء مع قطع التيار بصورة استباقية، أو نتيجة تساقط أعمدة وخطوط نقل الإمدادات، فين حين أن موقع “تي بي إس نيوز” المحلي قال إن الكهرباء انقطعت عن 25 مليون مواطن في بنغلاديش.

وكشفت السلطات المحلية في ولاية البنغال الغربية بالهند أن الصعق بالكهرباء أدى إلى وفاة 4 أشخاص، فضلا عن وفيات أخرى نتجت عن انهيارات المنازل وغيرها.

والأعاصير هي أنظمة جوية عنيفة تتميز برياح قوية وأمطار غزيرة، وتشكل تهديدًا كبيرًا للأرواح والممتلكات في المناطق التي تضربها. وتتشكل الأعاصير فوق المحيطات الدافئة حيث تتجاوز درجات حرارة المياه 26 درجة مئوية، والرطوبة العالية في الطبقات الجوية السفلى هي أيضًا ضرورية لتشكلها. وتبدأ الأعاصير كاضطرابات جوية صغيرة مثل موجات شرقية أو اضطرابات استوائية.

ومع استمرار اضطراب الهواء الدافئ والرطب في الارتفاع والتبريد، تتشكل سحب رعدية، وإذا كانت هناك رياح على ارتفاعات مختلفة فانها تساعد في تدوير الهواء، يمكن أن يبدأ نظام العاصفة في الدوران وتتشكل الأعاصير.

قد يعجبك ايضا