صادق الازرقي
ونحن الآن على ابواب أشهر الصيف الثلاث الحارة، فان تساؤلات عدة تنبثق بفعل التجارب السابقة التي عانى منها العراقيون طيلة العقود الماضية، ومن ذلك العواصف الترابية وشحة الكهرباء وشحة المياه بنوعيها، لأغراض الشرب وللزراعة، وغير ذلك من تبعات الصيف الحار.
ان تأثير التغيرات المناخية على الطقس الصيفي يمكن أن يكون متنوعا ومعقدا، ومن ذلك الزيادة في درجات الحرارة اذ من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ هذا يعني أن الصيف المقبل قد يصبح أكثر حرارة بشكل عام.
كما تشتمل أشهر الصيف على تغيرات في الأمطار، وقد يتغير نمط الأمطار في الصيف بسبب التغيرات المناخية، مما يؤثر على الجفاف والفيضانات والعواصف الرعدية والأحوال الجوية الشديدة الأخرى.
ويمكن أن يؤدي الارتفاع المتوقع في مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الجليد في القطب إلى زيادة في الفيضانات الساحلية وتأثيرات طويلة الأجل على المناطق الساحلية.
وقد يتغير تردد وشدة الظواهر الجوية الطبيعية مثل الأعاصير والعواصف الاستوائية بسبب التغيرات المناخية، مما يؤثر على الطقس الصيفي في كثير من مناطق العالم.
ويمكن أن تؤثر التغيرات المناخية على البيئة الطبيعية والنظم البيئية، مما يؤدي إلى تغيرات في النباتات والحيوانات والأنواع البيولوجية الأخرى التي تؤثر بدورها على الطقس والمناخ.
بشكل عام، فإن التغيرات المناخية تعمل على زيادة التقلبات في الطقس الصيفي وتأثيراته، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية في عديد المناطق حول العالم.
وفي العراق، عادة ما تأتي أشهر الصيف شديدة القسوة وتتميز بالعواصف الترابية وشحة المياه ومعضلات توفير الطاقة الكهربائية؛ وبهذا الصدد فان علينا ان نسعى لأن يكون هذا الصيف مختلفا لاسيما مع زيادة كمية المياه المتدفقة الى السدود بفعل الامطار، ونأمل الا تنبثق شكاوى الناس من جديد بشأن شحة المياه بنوعيها الشرب والزراعة، بعدما أعلنت وزارة الموارد المائية، عن ارتفاع الخزين المائي وتعزيز الأهوار وخفض إطلاقات السدود والخزانات بعد النجاح باستثمار مياه الأمطار والسيول، فيما لفتت الى، أن الموقف إيجابي بشأن موسم الصيف المقبل، على حد قولها.
اما العواصف الترابية فيتطلب لجمها سياسة دائمة ويومية للغرس الواسع للأشجار المثبتة للتربة ومصدات الرياح وعد ذلك ضمن الخطط الرئيسة للحكومة والجهات التنفيذية وحتى مفاصل المجتمع المدني؛ وبدأت بالفعل خطوات على هذا الطريق من قبل بعض الشباب وعلى الحكومة ان تستثمر ذلك بتقديم الدعم لهم وتوفير احتياجاتهم المتعلقة بتلك المهمة الحيوية.
وبشأن توفير الكهرباء على مدار الساعة، فهي امر لا غنى عنه لمواجهة موجات الحر، اذ ان المولدات الاهلية لا تشغل اجهزة التكييف كما اننا بتوفير الكهرباء “الوطنية” على مدار اليوم نخلص السكان من تبعات استنشاق الغازات السامة المتولدة عن استعمال المولدات الاهلية، وبذلك نقضي على سبب مهم من اسباب تلوث البيئة.
ان مواجهة أشهر الصيف الحارة في العراق تتلطب مواجهة حاسمة مسبقة للسيطرة على تداعياتها والنأي عن الشكوى المتكررة التي ترافق دخول كل صيف، اذ ان ذلك يولد شعورا بالأمل ويعطي دفعة للسكان للتمتع بحياتهم بصورة صحية وسليمة، ومغادرة مشاعر التذمر والتشاؤم.