المدارس الكرفانية

 

ماجد زيدان

أعلنت وزارة التربية عن وجود ألف مدرسة كرفانية تقريباً في مختلف محافظات العراق، مؤكدة أن المشاريع الجديدة ستسهم في القضاء على هذه المدارس بشكل تدريجي لأول مرة تبتعد عن القطع بإنهائها قريبا او هذا العام او العام الذي يليه مثلما اعتاد المسؤولين على ذلك في محاولة لإزالة الفشل بتصريحات لا تقدم ولا تؤخر.

الخبر كان له وقع جيد , ولكنه اوقع الناس في حيرة حسب الناس الذين يتابعون هذا الملف , فان لسان حالهم يلهج بان التربية مرة تمنع المدارس الكرفانية ثم تفتتحها, ويبدو ان الضوء سلط عليها مجددا بسبب الطقس الماطر, وغرق ليس المدارس فحسب , وانما الطرق الواصلة اليها ,الامر الذي دفع التربية الى تعطل الدراسة في مدارس البلاد كلها على حال ” وداوني بالتي هي كانت الداء ” .

والاعلان الذي تحدثنا عنه اولا غفل احصاء المدارس الطينية وكم عددها وهل من موعد صادق للانتهاء من بنائها ام تبقى شاخصة في بلد النفط , ولو كان الامر عمليا لوضعنا احداها  في متحف لتكون شاهدا على ما يعانيه التلاميذ وفشل السياسات الحكومية في المعالجة لأحدى المشاكل التي مستلزمات حلها متوفرة محليا لو توفرت الارادة وارجل المناسب في المكان المناسب .

لقد مللنا من الكلام والوعود التي تكال في كل عام بان تكون اولوية في برنامج الوزارة لأنه بلا ملموسية لو تعاملت معها على هذا الاساس لتمت احالة مناقصاتها الى الشركات والمقاولين واحصينا المتبقي منها وتاريخ احالته للتنفيذ السريع ومتابعة العمل فيها بجدية وازالة العراقيل التي تجابه اتمامها ..

هذا تشخيص افتراضي , لأنه ليس لدينا ثقة بان هذه المسالة تشكل اولوية حقا ,والا لما بقيت مدارس من التي احيلت على العقد الصيني لغاية الان لم تنجز بسبب العجز في الاموال المترتبة على العمل فيها للمقاولين العراقيين الذين ينفذونها, والمفارقة اننا دفعنا مبالغ كبيرة جدا للشركات الصينية من دون الحاجة اليها , كان يمكن ان تبني الحكومة بها ابنية اضافية هي احوج ما تكون اليها ..

واخيرا الطموحات ان يغلق هذا الملف وملف المدارس الطينية والحديدية على وفق  جدول معلوم وبمواعيد لا تقبل  التأجيل والتسويف ..

قد يعجبك ايضا