أربيل – التآخي
في موسمهم الرابع من البحث والتنقيب، تمكن فريق من علماء الآثار من اكتشاف مجموعة من المواد التاريخية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، في منطقة خوشناوتي التابعة لناحية سكتان في اربيل.
يضم الفريق كل من لينكا ستاركوفا وكاريل نوفتشيك من جامعة بالمو التشيكية، واللذين يعملان منذ 22 يومًا في التنقيب عن القطع الأثرية في قرية كونه فلوسه. وتعد هذه الحملة الأثرية جزءًا من مشروع مستمر لدراسة المواقع التاريخية في الإقليم.
لينكا ستاركوفا عالمة آثار قالت: في هذه الحملة، أحرزنا عدة اكتشافات مهمة، وكان دوري يتمثل في توثيقها باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد. ركزنا على استكشاف كهوف منطقة كونه فلوسه، المعروفة بوفرة كهوفها، حيث سعينا للعثور على بقايا دينية إلى جانب الآثار التاريخية الأخرى.
وبدأ الفريق العمل على دراسة آثار إقليم كردستان منذ عام 2013، بناءً على طلب أحد زمائهم، ووعيرت ستاركوفا عن سعادتها للمشاركة في هذا المشروع، لا سيما مع تركيزهم هذا العام على منطقة سكتان.
بدرو يقول كاريل نوفتشيك عالم آثار : انه قبل ثلاث سنوات، تمت دعوتهم للمشاركة في هذا المشروع من قبل هيئة الآثار في الإقليم.
ويتمثل هدف المشروع في دراسة المواقع الأثرية بين سكتان وكومسبان. هذه المنطقة كانت مأهولة في الماضي وتزخر بالكثير من الآثارويعمل الفريق على توثيقها.
ويضيف بالقول : خلال السنوات الثلاث الماضية، اكتشفنا ما يقارب 200 موقع أثري، تشمل كهوفًا، مقابر، وقرى قديمة، مما فاجأنا بغنى المنطقة التاريخي. نأمل أن تتخذ سلطات الإقليم الإجراءات اللازمة لحماية هذه المواقع القيّمة. في
هذا الموسم فقط، تمكّنا من جمع نحو 75 قطعة أثرية، ومن بينها هذه القطعة التي تعود إلى العصر الحجري.
شملت الاكتشافات الحديثة قطعًا حجرية، أواني فخارية، وأدوات معدنية مستخرجة من المخلفات الأثرية. وقد خضعت جميع القطع الأثرية لعمليات تنظيف وترقيم وتسجيل تاريخ الاكتشاف، قبل أن يتم تصويرها وتوثيقها لتحديد العصر الذي تنتمي إليه. في النهاية، تم حفظها في مخازن دائرة آثار كويه.
ويؤكد هيمن حسين ممثل دائرة آثار كويه انه سيتم الاحتفاظ بهذه القطع الاثرية لديهم ويضيف قائلا: لن يتم إرسال أي قطعة أثرية إلى الخارج، إذ إن قانون الآثار العراقي والكوردستاني لا يسمح بذلك. يقتصر نطاق عمل الفريق على قرى ناحية سكتان والأودية التابعة لها، مثل وادي سكتان، نازنين، وادي سماقولي، وادي علياوه، ومضيق كومە سپان.
تجدر الإشارة إلى أن معظم كهوف إقليم كوردستان قد كشفت عن آثار تعود إلى ما يقارب خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، مما يعكس غنى المنطقة بإرثها التاريخي، ويستدعي ضرورة الحفاظ على هذه المواقع القيمة التي تعد جزءًا من هوية المنطقة الثقافية والتاريخية.