الباحث/احمد الحمدالمندلاوي
# نگين وإسمه الأصلي حسن بن أبي طاهر الكاكائي،أمّا (نگين = فُصّ الخاتم) فهو لقبه الشعري،وهو من مدينة مندلي الواقعة في محافظة ديالى…
و في هذا المقال المتواضع نتعرف على جانب من حياته كأقدم شاعر كوردي -فيلي..ظهر من ربى مندلي الحبيبة.
ولد نگين عام (1265م) في مندلي ، حيث نشأ وترعرع ، وتلقى دراسته الأوليّة ، ثمّ شدّ رحاله إلى بغداد ؛ ليدرس اللغة العربيّة والفقه الإسلامي والمنطق والفلسفة،ومن ثمّ سافر إلى (هَورامان) ليستكمل دراسته، وبالأخص ما يتعلّق بعقائد اليارسانية،ولقد إستقرّ في قرية (شيخان) الهورامانيّة ، حيث إنخرط في سلك مريديّ شيخ اليارسانيّة المعروف ب(سلطان إسحق (…1359م.. ممضياً بقيّة عمره بالقرب منه حتى وفاته.
خلّف نگين العديد من القصائد المنظومة باللغة الكرديّة الأدبيّة السائدة عصرذاك، ألا وهي (الكَورانيّة) المسمّاة أيضاً بـ (الهورامانيّة) عموماً.
وقد تُرجمت قصيدته
(إسمي زمرّد) والجدير ذكره هو أن أغلب الشعراء الكورد كانوا ينظمون أشعارهم على الأوزان القوميّة (الكورديّة) المقطعيّة ،لا على العروض العربي.
(إسمي زمرّد)
إسمي زمرّد ،
هنالك في جبل الجوهر
كان اسمي زمرّدا
إذْ كنت السابع
في محفل دجلة بلا ضفاف
مكبّلاً بأغلال (أرشوت)
ثمّ عبرنا الظلمات ..
مع الخلاّن
فبلغنا بئر (هاروت) ،
و رحنا نحن (الأربعين)
بمشيئته تعالى
نحث الخطى هازجين
صوب عالم الناسوت
العالمِ الزاخر بالخير والشرّ .
و ها أنا ذا سابعهم
أحيا في جبل (كبوت)
كبوت الأزل العظيم
ملتقانا
حيث تجلّى لنا محفل (دزاور)
وها نحن مستغرقون
في حمد الواحد الأحد
في (برديور) و زادُنا مبذول
على خوانٍ حافلٍ بكلّ ما لذ وطاب
ندعو الله من أجل (دزاور) ونشرب الماء
من يد (بنيامين)
ألا ما أعذبه من ماء!
من لا يرتشفه ؛
يظلّ قلبه .. طافحاً بالضغينة والبغضاء .
في هذه القصيدة يسرد مجريات رحلة روحه من عالم اللاهوت الخالد “عالم المُثل العليا”،و كيف تمظهرت و تجسّمت في عالم الناسوت المحسوس غير الخالد…
وقد كتب عنه المرحوم
جلال زنگبادي.وٱخرون.
كماذكرتُه في كتابي
(الشعراء الكورد مندلي- تحت الطبع) أن شاء الله..
_