يونس حمد – أوسلو
الغناء احساس ولحن واجمل وسيلة لإبراز وتوحيد الكلمة بين الشعوب، لأن الغناء يتكون من كلمات ولحن وأداء، أي أننا نقول بشكل عام نطق الكلمات ولكن بطريقة أجمل.. تتمتع الشعوب الأصيلة بأفكار وتشكيلات فنية مميزة، لكن الغناء سيبقى العنوان الأهم في تجسيد الروح في عيون المجتمعات. بعد ظهور المزيد من وسائل الإعلام كالقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والحفلات المفتوحة، أصبح العالم أكثر انفتاحا في كافة مناحي الحياة، وأهمها الفن بكل ألوانه وأنواعه، وفن الغناء بصورة خاصة.
ومن خلال ملاحظتنا للفن في هذا الزمن، أي زمن الابتكار والسرعة، نرى أن المقام أو الطرب الكوردي أصبح أكثر انتشاراً في العالم. والآن، إن لم نقل جميعاً، فإن غالبية محبي فن الغناء يتعاطفون ويحبون الغناء الكوردي بالوانه الحزينة و ايقاعه السريع ويجسدون روحه بكل عناية.
وفي الشرق الأوسط، يتصدر الغناء الكوردي من حيث المشاهدين والمستمعين المرتبة الاولى ، إذ لاحظنا على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصة الفيديو يوتيوب وغيرها من المواقع الترفيهية ، وجود الكثير من التعليقات الإيجابية حول الفن الكوردي، وخاصة الغناء، من المتابعين العرب ومن الشرق إلى شمال أفريقيا، والفرس، والأتراك، وحتى الأفغان، والدول الأوروبية، وأمريكا اللاتينية.. نعم، أصبح الغناء الكوردي أو الطرب، بكل أنواعه الحزين وإيقاعه السريع، عنواناً مجيداً للشعب الكوردي الغني بالحضارات والحياة الحرة والمدنية. ومن هنا انتقل الغناء والموسيقى الكوردية، بأصالتها، من المحلية إلى العالمية على نطاق واسع. ومن ناحية أخرى نرى العديد من المطربين المشهورين وكذلك الهواة يتنافسون على أداء الأغاني الكوردية في كليباتهم وحفلاتهم، كما نرى الغناء الكوردي في الأعراس والحفلات بشكل خاص في العديد من البلدان بامتياز.
الطرب والموسيقى تجعل الإنسان يتأثر ويتفاعل ويرتاح في أفكاره. إذا كان تأثير الموسيقى يخلق انفعالاً لدى الإنسان، فإنها قد تهدئ أعصاب المستمع وتجعله ينسى متاعبه اليومية، وبالتالي تحافظ على قدرته على السمع.
ولهذا يبتعد الإنسان عن مشاكل الحياة اليومية. و يعتقد الكثير من الناس أن الطرب أو الغناء الكوردي أصبح علامة على إحياء الروح الإنسانية لأنه مزيج من التاريخ القديم والمعاصر. وتطرق المغردون والمستمعون من الشعوب الأخرى للفن والطرب الكوردي بشكل خاص إلى الطرب لأن الصوت واللحن على مستوى عالٍ يجسد الروح الإنسانية، كاللذة التي يجلبها الطرب الجيد والغناء الجميل لتهدئة القلب.