كاوه بازياني
في الايام القليلة المنصرمة قام المدعو عبدالله ملا نوري بشكل غير لائق وكأنه وجد ضالته بالتعقيب على تصريح للسيد محما خليل والذي صرح بالقول : أن عائلة الطيار طارق رمضان في اقليم كوردستان!
وكعادته وبكل أسف قام عبدالله ملا نوري بتشويه التصريح المموه اليه وتسويف الحقائق لتحقيق ماكان يسعى وراءه من نية خبيثة بدليل أن السيد محما خليل قال بالحرف الواحد : أن عائلة الطيار طارق رمضان وليس الطيار نفسه يتواجدون في كوردستان . بينما شوه ملا نوري هذا التفصيل من خلال تغير القصد بدوافع خبيثة ونيات خفية لغرض في نفسه والايماء الى القاريء والناظر أن المقصود من التصريح هو وجود الطيار طاريق رمضان شخصيا في كوردستان والذي قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية في ثمانينات القرن الماضي . وبذلك ضربت الحقيقة عرض الحائط متناسين أصل المسألة وهو اطلاق صراح طارق رمضان علانية في اكتوبر عام ٢٠٠٨ وتسفيره الى الخارج بكل تقدير والتصوير معه قبل السماح له بالمغادرة وكأنه بطل فذ . ذلك الطيار الذي قام بارتكاب أبشع جريمة وحشية بحق سكان حلبجة حينما قصفهم بالاسلحة الكيمياوية!!
وهنا لكي يطلع القاريء على الحقيقة كاملة من الضروري أن نسأل أنفسنا : أيهما أشرف منوالا؟ إيواء النساء والاطفال أم إطلاق صراح الطيار الذي قصف حلبجة؟
أو كالذي يسأل أيهما أشرف بائعة اللبن أم باعة الوطن؟!؟ أيهما الاحسن والاشرف أن نكون ملجأ آمنا للنساء والاطفال ممن لاذنب لهم سوى كونهم من عائلة الطيار المجرم المذكور ( ولاتزر وازرة وزر اخرى وكل نفس بما كسبت رهينة) في وقت أعلن من قبل المؤسسة التي عمل فيها عبدالله ملا نوري والتي أعلنت اطلاق صراح مجرم حرب .. وكتب ذلك للعالم بخط عريض .
إن توفير الملاذ الآمن للنساء والاطفال الذين لاذنب لهم سوى كونهم من أفراد عائلة الطيار السالف الذكر هو من القيم الاصيلة المتجذرة في المجتمع الكوردي والذي تعكس أصالة ونبل شعبنا وتجربتها الديمقراطية باعتبارها منطقة آمنة للجميع يكون فيها الفرد متمتعا بكرامته وثقافته التي تندرج تحت خانة التسامح ويكون الانسان فيها جوهر العملية الديمقراطية.
وفي شرع الله تعالى (لاتزروا وازرة وزر أخرى ) ويتوافق ذلك مع مباديء حقوق الانسان باستثناء أدبيات حزب البعث المنحل التي تنص على أن الاخ يتحمل جريرة أخيه.
وعلى الرغم من أن هذا التشويه الاعلامي المليء بالتظليل السياسي كسابقاته سوف يتعدى أفوله . لكن من المهم أن لاتمر هذه المواقف الحاقدة لهؤلاء دون أن يتم فضحهم لشعب كوردستان لكي يعرفوا ماهيتهم الحقيقية وهي كيف أن ديدنهم من أجل البقاء هو الكذب ثم الكذب وتزيف الحقائق .