ارهاصات بيئية .. الامن الغذائي وتأمين قوت الفقراء

صادق الازرقي

يؤثر الأمن الغذائي بشكل مباشر على صحة الإنسان من عدة جوانب، تشمل، التغذية السليمة والنمو، اذ يضمن الأمن الغذائي حصول الأفراد على غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات.

ويعزز الامن الغذائي النمو الصحي للأطفال ويساعد في تطور الدماغ والجهاز المناعي، و يقي  من الأمراض و يقلل من خطر الإصابة بسوء التغذية، مثل فقر الدم ونقص الفيتامينات، ويحدّ من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية مثل السكري، والسمنة، وأمراض القلب، وهشاشة العظام.

كما يسهم الامن الغذائي في تعزيز المناعة ومقاومة العدوى، اذ ان التغذية الجيدة تقوي جهاز المناعة، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات، و يساعد على الشفاء السريع من الأمراض والجروح.

ويؤثر الامن الغذائي على الصحة العقلية، اذ ان نقص الغذاء يؤدي إلى التوتر والاكتئاب واضطرابات المزاج؛ كما ان سوء التغذية في الطفولة يؤثر على الأداء العقلي والتحصيلي للطلاب.

كما يعمل على تحسين الأداء البدني والذهني، فالنظام الغذائي المتوازن يزيد من طاقة الجسم ويحسن القدرة على التركيز والإنتاجية، و يقلل من الشعور بالتعب والإرهاق.

ان التأثيرات السلبية لغياب الأمن الغذائي تتسبب في نقص الوزن وسوء التغذية، مما يزيد من خطر الوفاة بخاصة عند الأطفال؛ وفي زيادة معدلات الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب بسبب الاعتماد على غذاء غير صحي، والإجهاد والتوتر نتيجة القلق المستمر بشأن تأمين الطعام.

فالأمن الغذائي ضروري للحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات، فهو لا يتعلق فقط بتوفير الغذاء، بل بتوفيره بطريقة متوازنة ومستمرة لضمان حياة صحية وسليمة.

لقد اعلنت وزارة التخطيط العراقية في نهاية شهر شباط 2025 أن نسبة الفقر في العراق انخفضت لتبلغ 17.5بالمئة، أي أن من بين كل 30 عراقي، هناك 5 أشخاص تحت خط الفقر؛ وحتى على افتراض صحة تلك الارقام فان النسبة كبيرة، ما يحتم علينا وضع العلاجات الآنية في بلد يعد من البلدان الغنية، ويفترض ان يختفي فيه الفقر، وذلك لتأثير الامن الغذائي الكبير على حياة الناس وصحتهم.

ان تحسين الأمن الغذائي للفقراء ومحدودي الدخل في العراق، يتطلب مزيجا من السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف توفير الغذاء الكافي والمغذي بشكل مستدام، ومن ذلك دعم الزراعة المحلية و  تحسين الوصول إلى الغذاء، وإنشاء أسواق شعبية مدعومة تتيح للمستهلكين شراء الغذاء بأسعار منخفضة.

وكذلك يستدعي توفير بطاقات دعم غذائي للفقراء مثل القسائم التموينية أو الدعم النقدي المشروط، و تعزيز البنية التحتية للنقل والتخزين لضمان وصول الغذاء إلى المناطق النائية، و تطبيق سياسات حماية اجتماعية تحمي الفئات الأكثر ضعفًا من تقلبات الأسعار والأزمات.

وكذلك يتوجب تحسين الدخل والقدرة الشرائية بتوفير فرص عمل لائقة بمرتبات عادلة للفئات محدودة الدخل، و دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لتوفير مصادر دخل مستقرة، و تقديم برامج تمكين اقتصادي مثل القروض الصغيرة للنساء والشباب من الفقراء ومحدودي الدخل.

ومن الضروري توفير الوجبات المجانية أو منخفضة التكلفة للفئات المحتاجة، و تقديم وجبات مدرسية مغذية لضمان تغذية الأطفال وتعزيز قدرتهم على التعلم، و تحسين أنظمة التأمين الصحي لضمان معالجة الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

قد يعجبك ايضا