من الصحراء إلى الخضراء .. روانكَه تقود مبادرة بيئية وتجمع بغداد وكوردستان

 

أربيل – التآخي

 

بحث المدير التنفيذي لمؤسسة روانكَه حسن علاء الدين ، مع وزيرة الزراعة في إقليم كوردستان بيكَرد طالباني بالإضافة إلى وفد من وزارة الموارد المائية العراقية، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة النظم البيئية، وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وتشجيع برامج الاستدامة الموجهة نحو المجتمع.

وأطلقت روانكه مبادرة خاصة تهدف إلى زراعة 20,000 شجرة زيتون في منطقة كسنزان الجافة جنوب غربي أربيل، وقد تولى رئيس مجلس إدارة المؤسسة إدريس نيجيرفان بارزاني، قيادة المشروع منذ إطلاقه في عام 2023.

وشهدت المبادرة زراعة 18,500 شتلة زيتون مقاومة للجفاف؛ وذلك بهدف مكافحة تآكل التربة وتراجع التنوع البيولوجي، وتحويل الأراضي المتدهورة إلى نظم زراعية مستدامة.

وأكدت الوزيرة طالباني خلال بيان لروانكَه ، أن المشروع يتماشى مع الهدف الوطني بزيادة مساحة الغابات بنسبة 15% بحلول عام 2030، مشيرة إلى الدور الحيوي لأشجار الزيتون في امتصاص الكربون، والحفاظ على التراث الثقافي، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

وأضافت أن المبادرة تربط بين شفاء البيئة وازدهار المناطق الريفية، مع خطط لإنشاء تعاونيات لزيت الزيتون تهدف إلى تمكين المزارعين المحليين.

وذكرت روانكه أن هذه الشراكة كشفت عن خطط مستقبلية موسعة، شملت إدخال أنظمة الري بالتنقيط بالطاقة الشمسية لتقليل استهلاك المياه بنحو النصف في المناطق المتأثرة بالجفاف.

وبالإضافة إلى ذلك، ستعمل برامج تدريبية تقودها الحكومة على تزويد المزارعين بمهارات الحفاظ على التربة وتقنيات الحصاد الصديقة للبيئة، فيما سيتم تكييف إطار الزراعة والغابات ليشمل المناطق الضواحي للتخفيف من آثار الحرارة الشديدة والتلوث.

من جانبه أشاد المدير التنفيذي لمؤسسة روانكَه حسن علاء الدين بما وصفه بالكفاءة التعاونية للوزارة، مؤكدًا أن تضافر جهود المؤسسات والمجتمعات يثمر حلولاً مناخية منهجية.

وأشار إلى أن الإجراءات الإدارية السريعة والمشاركة الشعبية كانت من العوامل المحورية في تحقيق هذا التقدم.

ويعد مشروع كسنزان حجر الزاوية في حملة كوردستان الخضراء التي تقودها روانكَه، والتي أسفرت عن زراعة أكثر من 200,000 شجرة منذ عام 2020.

وتشمل الخطوات المستقبلية التعاون مع جامعة صلاح الدين لتوثيق عودة الملقحات والطيور، وتقييم تعافي الميكروبيوم التربوي لتحسين استراتيجيات إعادة التشجير.

وأعلنت الوزيرة طالباني أيضًا عن إصلاحات سياسية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التشجير، مؤكدة دعمها لمقترح روانكَه، بإعادة تأهيل الأراضي الرطبة في حوض دجلة، كإجراء حيوي لمواجهة تحديات ندرة المياه في العراق.

وتشير روانكه إلى أنه في ظل مواجهة أربيل لتحديات مناخية متفاقمة، تُعد هذه الشراكة نموذجاً لاستراتيجيات قابلة للتوسيع لتحقيق توازن بين التعافي البيئي والتقدم الاجتماعي والاقتصادي.

ومع اقتراب مشروع بستان الزيتون من الوصول إلى ثماره، يُتوقع أن تسهم المبادرة في الحد من تمدد الصحراء، وتنشيط الاقتصادات الريفية، وتحقيق تنمية حضرية مستدامة.

وروانگە هي مؤسسة غير حكومية تقول إنها تطمح لرفع مستوى التعليم وجعله في متناول الجميع، كما تعمل على تقديم الخدمات وبناء القدرات.

ويقع المقر الرئيسى لمؤسسة روانگە في اربيل، وبدأت أنشطتها ومشاريعها في سبتمبر 2013 لتشمل أنحاء العراق كافة ضمن اربعة قطاعات رئيسية هي التعليم والشباب والبيئة والفئات المستضعفة.

قد يعجبك ايضا