ميسون عبد الرحيم
يجب على الأم أن تهتم بتطوير ذكاء الطفل وتعزيز قدراته العقلية من خلال عدة طرق ونصائح، ولكن ذلك لا يمنع أن تعلم الأم أن ذكاء طفلها يرتبط بعدة عوامل، كما أن أمنيتها أن ترى طفلها ذكياً وناجحاً ويحظى بمكانة مرموقة، فيجب أن تعرف أن ذلك لا يكون في غمضة عين، فهناك عوامل ليس لها تدخل فيها وتشير إلى علاقة الذكاء بالأب والأم.
هناك عوامل أخرى يمكن أن تزيد من الذكاء تبدأ من مرحلة الحمل واهتمام الأم بتغذيتها مثلاً، ولذلك يجب أن تعرف الأم أهم العوامل التي ترتبط بمعدل ونسبة ذكاء الطفل وحسب نوعه سواء كان ذكراً أو أنثى، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأسرة الدكتور محمد طارق؛ حيث أشار إلى الفرق بين طريقة اكتساب الولد والبنت للذكاء وطرق لتعزيز ذكائهما ابتداء من مرحلة الحمل ومروراً بالرضاعة ثم مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة ثم مرحلة المدرسة من حيث الاهتمام بتغذية الحامل من أجل الجنين، وما يتلوها من اهتمام بتغذية الطفل حين يأتي إلى الحياة وغيرها من الطرق في الآتي:
ما الفرق بين ذكاء الولد والبنت من حيث طريقة اكتسابه؟
طفل ذكي
اعلمي أن الأبحاث الطويلة والمستمرة التي قام بها العلماء وأخصائيو التربية قد توصلت إلى أن البنت تستمد نسبة ذكائها ومعدله من الأب والأم معاً وبنسبة متساوية من الطرفين، وبالتالي فإنجاب البنت سواء كان ترتيبها الأولى أو الثانية لا يرتبط بمعدل ذكائها كما تشيع بعض المعتقدات، فالمهم هو نوعها وكونها أنثى فهي سوف تحصل على نسبة متساوية من والديها وليس من الأب فقط.
توقعي أن يحصل طفلك الذكر ومهما كان ترتيبه في العائلة وليس الذكر الأول كما يعتقد البعض، ولكن الولد عموماً يحصل على نسبة ذكائه، ويتربط معدل هذا الذكاء بالوراثة من الأم وعائلة الأم وكذلك سلالتها بشكل عام، وعلى الأم أن تتوقع أن يكون طفلها الذكر بنفس مستواها الدراسي حينما كانت صغيرة، ولكن يمكن أن تعزز هذا المستوى بالعناية والتوجيه ووسائل تربوية أخرى.
العوامل التي تلعب دوراً في ذكاء الطفل
العوامل الوراثية
اعلمي أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في معدل ونسبة ذكاء طفلك، ولذلك فنسبة حصول الطفل على درجات مرتفعة أو متدنية في اختبارات الذكاء ترتبط بالوراثة التي تأتي من عائلتي الأب والأم، ويجب أن تعرفي ذلك عند اختيار الزوج وكذلك عند التخطيط للإنجاب، فإذا كان الزوج أو الزوجة ينحدران من أسر لا تهتم بالتعليم بسبب تدني مستويات أطفالها منذ صغرهم في المدرسة ويتجهون للأعمال الحرفية والصناعات اليدوية مثلاً، فمن المتوقع أن يكون أطفالهم كذلك ويسيرون على نفس الخط ما لم يتفوق ذكاء أحد الوالدين على الآخر، ولكن يحدث أن يلقي اللوم على أحدهما في تدني معدل ذكاء الطفل دون الأخذ بعين الاعتبار الأمراض الوراثية والخلقية التي تؤثر على ذكاء العائلات وانتقالها من خلال الجينات الوراثية.
العوامل البيئية المكتسبة
اعلمي أن البيئة المحيطة بطفلك وبك من خلال البيت والمجتمع المحيط بكما يلعبان دوراً كبيراً في نسبة ذكاء الطفل، ولذلك لا يمكن أن يكتسب الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى نسبة ذكاء من أحد الوالدين أو كليهما، وينشأ ليكون طفلاً ذكياً ما لم يتلقَ الرعاية وتوفر له السبل المحيطة لكي يتم تعزيز ذكائه مثل الشجرة التي تزرع في أرض خصبة ولكن لا أحد يتعهدها بالري والرعاية ونثر السماد حولها، والنتيجة أن الشجرة لن تنمو ولن تنتج ثماراً، وهكذا يكون حال الطفل تماماً، وحيث تلعب العوامل المحيطة دوراً في تنمية ذكائه أو العكس، فنشأة الطفل في أسرة متماسكة لا يوجد فيها خلافات ومشاكل وتحرص على تعليمه وتقدم له كل ما يلزمه لنموه ونشأته يسهم بدور كبير في أن يكون الطفل ذكياً ويمتلك قدرات عقلية مميزة مقارنة بغيره ممن ينشأون في أسر مفككة ولا يتوفر لهم التغذية والرعاية والاهتمام والاحتواء العاطفي.