نبذة من حياة الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي

 

متابعة التآخي

نبذة

جميل صدقي الزهاوي وهو ابن محمد فيضي ابن أحمد بن حسن بن رستم بن خسرو ابن الأمير سليمان الزهاوي، وهو شاعر وفيلسوف عراقي كبير كوردي الأصل, وقد عرف بالزهاوي منسوبا إلى بلدة (زهاو) من أعمال ولاية كرمنشاه، وكانت موطنا لأسرته في العهد الأخير. ولد جميل الزهاوي في بغداد يوم الأربعاء في18 حزيران عام 1863،وبها نشأ ودرس على أبيه وعلى علماء عصره، وعين مدرسا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885م، وهو شاب ثم عين عضوا في مجلس المعارف عام 1887م، ثم مديرا لمطبعة الولاية ومحررا لجريدة الزوراء عام 1890م، وبعدها عين عضوا في محكمة استئناف بغداد عام 1892م، وسافر إلى إستانبول عام 1896م، فأعجب برجالها ومفكريها وتأثر بالأفكار الغربية، وبعد الدستور عام 1908م، عين استاذا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإستانبول ثم عاد لبغداد، وعين استاذا في مدرسة الحقوق، وانضم إلى حزب الاتحاديين، وأنتخب عضوا في (مجلس المبعوثان) مرتين، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضوا في مجلس الأعيان. ونظم الشعر بالعربية والفارسية منذ نعومة أضفاره فأجاد واشتهر به.

وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد في الباب الشرقي من بغداد، واتخذ في آخر أيامه مجلسا في مقهى أمين في شارع الرشيد وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة، ولقد قال فيه الشيخ إبراهيم أفندي الراوي وفي قرينه الرصافي:

مقال صحيح إن في الشعر حكمة    وما كل شعر في الحقيقة محكم

وأشعر أهل الأرض عندي بلا مرا    جميل الزهاوي والرصافي المقدم

كان الزهاوي معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلبا في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم فنظم قصيدة في تحيّة الشهداء مطلعها:

على كل عود صاحب وخليل    وفي كل بيت رنة وعويل

وفي كل عين عبرة مهراقة    وفي كل قلب حسرة وعليل

كأن الجدوع القائمات منابر    علت خطباء عودهن نقول

دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك، حيث قال:

اسفري فالحجاب يا ابنة فهر    هو داء في الاجتماع وخيم

كل شيء إلى التجدد ماض    فلماذا يقر هذا القديم؟

اسفري فالسفور للناس صبح    زاهر والحجاب ليل بهيم

اسفري فالسفور فيه صلاح    للفريقين ثم نفع عميم

زعموا ان في السفور انثلاما    كذبوا فالسفور طهر سليم

لا يقي عفة الفتاة حجاب    بل يقيها تثقيفها والعلوم

وقال أيضا:

مزقي يا ابنة العراق الحجابا    أسفري فالحياة تبغي انقلابا

مزقيه واحرقيه بلا ريث    فقد كان حارسا كذابا

وكتب فيه طه حسين: “لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار لقد كان شاعر العقل وكان معري هذا العصر ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم..”

 

 

وكتب فيه الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعر العربي ومما قال فيه: (شعر الزهاوي يمتاز بسهولة الالفاظ واضح المعاني ثر الإنتاج وكذلك يتسم بالتأثر بالعلوم التي درسها واشتهر بالشعر الوطني والاجتماعي والفلسفة والوصف وأنشد في أغلب الفنون الشعرية). هناك شارع سمي باسمه يقع في الأعظمية قرب البلاط الملكي وهذا الشارع يربط بين الطريق إلى جامع الإمام الأعظم ومنطقة الوزيرية العريقة في بغداد.

وكان يحسن اللغة العربية والتركية والفارسية والكوردية، وشيئا من اللغة الفرنسية، وترك عدة دواوين منها (الكلم المنظوم) وديوان (اللباب)، وديوان (الأوشال)، و(الثمالة)، و(رباعيات الزهاوي)، وهي ترجمة لرباعيات الخيام.

وفاته

توفي الزهاوي في شهر ذي القعدة عام 1354 هـ، 1936م، ودفن بمشهد حافل في مقبرة الخيزران في الأعظمية، وبنيت على قبره حجرة ودفن على مقربة منه علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي ابن أخيه.

أخذ الزهاوي العلوم العقلية والنقلية على يد علماء بغداد ونبغ في مختلف المجالات العلمية والفلسفية، وكان نبوغه باللغة العربية والشعر العربي طاغيا على بقية تحصيلاته العلمية. وله مؤلفات علمية وأدبية منها:

عدا دواوين شعره أعلاه، فله عدة كتب سردية: الجاذبية وتعليلها. الظواهر الطبيعية والفلكية. الخيل وسباتها. الدفع العام. الفجر الصادق. إني.

قد يعجبك ايضا