ارهاصات بيئية 

 

صادق الازرقي

المياه النظيفة مطلب السكان الرئيس

توفير المياه النظيفة هو تحد كبير يواجه كثيرا من دول العالم، وهناك عدة عوامل تسهم في هذه المشكلة منها افتقار البنية التحتية في تلك البلدان إلى القدرة الكافية لتوفير المياه النظيفة للسكان. هذا يشمل نقصا في الشبكات المائية ومحطات التنقية والصرف الصحي.

كما يعاني عديد المصادر المائية من التلوث بسبب التصريف الصناعي والزراعي والمحلي، وتلوث المياه بالمواد الكيميائية والملوثات العضوية يجعل المياه غير صالحة للشرب؛ وكذلك فان تغير المناخ يؤثر على توفر المياه بشكل كبير، اذ يمكن أن يزيد من الجفاف ويؤدي إلى نقص المياه في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على المياه السطحية أو المياه الجوفية.

وتشكل النزاعات والحروب تهديدا كبيرا على موارد المياه، اذ يمكن أن يؤدي التدمير والتلوث الناتج عن النزاعات إلى نقص المياه النظيفة وزيادة معاناة السكان.

ولحل مشكلة توفير المياه النظيفة، يجب على الحكومات والمجتمع الدولي العمل على تحسين البنية التحتية المائية، وتخفيف التلوث، وتعزيز إدارة الموارد المائية بشكل فعّال، فضلا عن تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات المياه على مستوى عالمي.

وفي العراق، تواجه مشكلة توفير مياه الشرب النظيفة تحديات عدة تتمثل في نقص البنية التحتية لمياه الشرب التي تعاني من التقادم، وهناك حاجة ماسة إلى تحديثها وتطويرها، وغالبا ما يكون هناك نقص في الشبكات المائية ومحطات التنقية والتحلية، كما ان كثيرا من مصادر المياه في العراق تعاني من التلوث بسبب التصريف الصناعي والزراعي غير المنظم، وكذلك بسبب التلوث الناتج عن النفايات البلدية والتلوث النفطي في بعض المناطق.

ويعتمد العراق بشكل كبير على المياه الجوفية لتلبية احتياجاته المائية، ولكن مع تناقص مستويات المياه الجوفية بسبب الاستعمال المفرط وسوء الإدارة، يزداد الضغط على مصادر المياه النظيفة.

والفقر والتهميش يعدان عوامل تزيد من صعوبة الوصول إلى مياه الشرب النظيفة في كثير من مناطق العراق، بخاصة في المناطق النائية والمجتمعات الفقيرة التي قد تكون خارج نطاق الخدمات المائية.

وشهد البلد حروبا واضطرابات اثرت سلبا على توفر مياه الشرب النظيفة، اذ يجري استهداف البنية التحتية المائية وتلوث مصادر المياه في مراحل النزاعات.

ولحل هذه المشكلة، يجب على الحكومة العراقية العمل على تحسين البنية التحتية لمياه الشرب، وتوجيه جهود لمكافحة التلوث المائي، وتعزيز التوعية بأهمية حماية وتوفير المياه النظيفة، كما ينبغي التعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية لدعم العراق في تحسين إمدادات المياه وتعزيز استدامتها.

وكمثال فان تلوث ماء البصرة يشكل تهديدا للصحة العامة والبيئة في المنطقة، اذ يؤثر على النظم البيئية المائية ويسبب مشكلات صحية للسكان المعرضين لهذا التلوث؛ من الضروري اتخاذ إجراءات فورية للحد من هذا التلوث.

 ولطالما جرى الحديث من قبل المسؤولين في الحكومة العراقية والحكومة المحلية في البصرة عن تحلية مياه الشرب في المحافظة وتنقيتها، الا ان المتحقق من ذلك يجري بصورة بطيئة ولا تنسجم مع تطلعات السكان.

وفي الوقت الذي تطورت فيه وسائل تنقية المياه في العالم ومن ضمنها حتى مياه البحر المالحة، فان الامر يتطلب اجراءات جادة فورية وحسم مشكلات تلوث المياه في العراق بصورة جذرية.

 

 

قد يعجبك ايضا