أهم القضايا التي واجهت البيئة في عام 2023

 

متابعة ـ التآخي

تشخص التقارير أبرز المشكلات التي واجهت العالم في عام 2023 في مجال البيئة؛ وفي حين أن لأزمة المناخ عددا من الأسباب التي تلعب دورا في تفاقم مشكلات البيئة، إلا أن هناك بعض العوامل التي تتطلب مزيدا من الاهتمام أكثر من غيرها.

الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري، الصيد الجائر، تعدين الكوبالت، إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي، انعدام الأمن الغذائي والمائي، وهدر الطعام والأزياء السريعة، ونفايات المنسوجات، كلها أدت لتفاقم الأزمة البيئة، بخاصة وأن الأبحاث العلمية على مدار العقدين الماضيين أكدت أن أزمة المناخ هي نتيجة لإخفاقات متعددة في إدارة القضية، مما أدى إلى أن الكوكب قد تجاوز بالفعل سلسلة من النقاط الحرجة التي يمكن أن تكون لها عواقب كارثية.

بلغ ثاني أكسيد الكربون 418 جزءا في المليون   وارتفاع درجة الحرارة العالمية 1.15 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.

وفي آخر مرة كانت فيها مستويات ثاني أكسيد الكربون على كوكبنا مرتفعة كما كانت اليوم قبل أكثر من 4 ملايين سنة، أدت زيادة انبعاثات غازات الدفيئة إلى زيادة سريعة وثابتة في درجات الحرارة العالمية، التي بدورها تتسبب في أحداث كارثية في جميع أنحاء العالم، من أستراليا والولايات المتحدة التي تشهد بعضًا من أكثر مواسم حرائق الغابات تدميراً على الإطلاق، حيث يجتاح الجراد أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، تدمر المحاصيل، وموجة حارة في القارة القطبية الجنوبية شهدت ارتفاع درجات الحرارة فوق 20 درجة لأول مرة.

ووفقًا لخبراء اقتصاديين مثل نيكولاس ستيرن، فإن أزمة المناخ هي نتيجة لإخفاقات متعددة، وحث الاقتصاديون وعلماء البيئة صناع السياسات لسنوات على زيادة أسعار الأنشطة التي تنبعث منها غازات الدفيئة (واحدة من أكبر مشكلاتنا البيئية)، التي يشكل نقصها أكبر فشل في السوق، على سبيل المثال من خلال ضرائب الكربون، التي ستحفز الابتكارات في تقنيات الكربون.

ويُهدر أو يُفقَد ثلث الأغذية المعدة للاستهلاك البشري، أي نحو 1.3 مليار طن، هذا يكفي لإطعام 3 مليارات شخص. يتسبب هدر الطعام وفقده في ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا؛ وإذا كانت في دولة ما، فستكون مخلفات الطعام ثالث أكبر مصدر لانبعاث غازات الاحتباس الحراري، بعد الصين والولايات المتحدة.

كما شهدت الخمسون عامًا الماضية نموًا سريعًا في الاستهلاك البشري والسكان والتجارة العالمية والتوسع الحضري، مما أدى إلى استغلال البشرية لموارد الأرض أكثر مما يمكنها تجديده بشكل اعتيادي.

وجد تقرير صدر مؤخرًا عن الصندوق العالمي للحياة البرية، أن أحجام مجموعات الثدييات والأسماك والطيور والزواحف والبرمائيات شهدت انخفاضًا بنسبة 68 ٪ في المتوسط ​​بين عامي 1970 و2016.

في عام 1950، أنتج العالم أكثر من مليوني طن من البلاستيك سنويًا، بحلول عام 2015، تضخم هذا الإنتاج السنوي إلى 419 مليون طن وفاقم النفايات البلاستيكية في البيئة.

شخص تقرير صادر عن مجلة العلوم Nature ، أن ما يقرب من 14 مليون طن من البلاستيك تشق طريقها إلى المحيطات كل عام ، مما يضر بموائل الحياة البرية والحيوانات التي تعيش فيها، وكل ساعة يجري قطع غابات بحجم 300 ملعب كرة قدم. بحلول عام 2030، قد يكون للكوكب 10٪ فقط من غاباته؛ إذا لم يتم وقف إزالة الغابات، فيمكن أن تختفي جميعها في أقل من 100 عام.

واحدة من أكبر المشكلات البيئية اليوم هي تلوث الهواء الخارجي. تُظهر بيانات منظمة الصحة العالمية (WHO) أن ما يقدر بنحو 4.2 إلى 7 ملايين شخص يموتون من تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم كل عام وأن تسعة من كل 10 أشخاص يتنفسون هواء يحتوي على مستويات عالية من الملوثات.

تؤدي أزمة المناخ إلى ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بأكثر من ضعف سرعة أي مكان آخر على هذا الكوكب. اليوم، ترتفع مستويات سطح البحر بأكثر من ضعف السرعة التي كانت عليها في معظم القرن العشرين نتيجة لارتفاع درجات الحرارة على الأرض.

لم يؤثر ارتفاع درجة الحرارة العالمية على السطح فحسب، بل إنه السبب الرئيس لتحمض المحيطات.

أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي العالمي مسؤول عما يصل إلى ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، التي يأتي 30٪ منها من الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك. ينتج عن إنتاج المحاصيل غازات الدفيئة مثل أكسيد النيتروز عن طريق استعمال الأسمدة.

وأدى ارتفاع درجات الحرارة والممارسات الزراعية غير المستدامة إلى زيادة تهديد المياه وانعدام الأمن الغذائي، وأصبحت المسؤولية كواحدة من أكبر المشكلات البيئية اليوم.

وارتفع الطلب العالمي على الأزياء والملابس بمعدل غير مسبوق، اذ تمثل صناعة الأزياء الآن 10٪ من انبعاثات الكربون العالمية، لتصبح واحدة من أكبر المشكلات البيئية في عصرنا.

يعتمد أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم على الأسماك كمصدر أساسي للبروتين، يعتمد نحو 12٪ من العالم على مصايد الأسماك بشكل أو بآخر، مع 90٪ منهم من صغار الصيادين، ولنفكر في طاقم صغير في قارب، وليست سفينة، باستعمال شباك صغيرة أو حتى قضبان وبكرات وطُعم لا يختلف كذلك عن النوع الذي ربما تستعمله، من بين 18.9 مليون صياد في العالم، يقع 90٪ منهم تحت الفئة الأخيرة.

قد يعجبك ايضا