مهند شوقي
تتسابق الفضائيات العراقية لتقديم برامجها التي اعتدنا على مشاهدتها تزامنا مع شهر رمضان ولعل ابرز البرامج تلك التي تعرف بالكاميرا الخفية اضافة الى كم المسلسلات والبرامج والاعلانات التي تتخللها والتي تطرح في شهر الشاشة الصغيرة…
مفهوم برامج الكاميرا الخفية في عالمنا العربي ابتدأ منذ عام 1983 والتي بدأ مشوارها الرائد في مجال الكوميديا الفنان المصري الراحل فؤاد المهندس ومن هناك بدأت التجربة بالاستنساخ كل عام ومنها الى العراق وقنواته التلفزيونة والفضائية لاحقا …
فكرة البرامج الخفية تتشابه في معظمها من حيث الطرح فأثارة الضيف من خلال مقدم البرامج بطريقته الخاصة وفق الاعداد المسبق للحلقة وتوزيع الكاميرات وصولا الى ردة الفعل التي يترقبها الجمهور لما ستؤول اليه الامور لاحقا من قبل الضيف أمور تشكل فقرات البرامج الخفية…وبلا ادنى شك وفي عصر التجربة او التجارب المتواصلة في طرح مثل هكذا محتوى (الكاميرا الخفية ) صارت ردود الفعل التي نشاهدها من خلال الضيوف في تلك البرامج اضافة الى طرق التقديم التي صارت متشابهة بل حتى متوقعة في اغلب الاحيان ! على الرغم من المحاولات المتكررة في اظهار ان مايقدم في برامج الكاميرا الخفية هو حقيقي ! ولا يحدث وفق اتفاق مسبق مابين الضيف والمستضيف لكن ! يبدو ان التحليل يقودنا والجمهور مرة أخرى الى الغوص في نظريات المؤامرة والتي لم تأت من فراغ حتما فهناك جانب آخر وبرامج سياسية اخرى في اوقات تقبع خارج الشهر أو في سنة كاملة بأستثناء شهر رمضان جميعا تتحدث عن مؤامرة … وبلا ادنى شك تنساق العقول البشرية وتهيئ في حالة اللاشعور لتفسير ماتراه في برامج الكاميرا الخفية على انه معد مسبقا !!!
وهذا لا يعني بأن هناك برامج خفية كانت قد اعدت مسبقا بالاتفاق مابين الضيف والمقدم وفي اغلبها !!! طالما ان شهر رمضان يتكرر كل عام وطالما ان الجمهور يتشوق للجلوس والتفرج على ماتقدمه الشاشة الصغيرة من برامج استنسخت كل عام !!!!
تلك التجربة المتكررة في شهر رمضان ومابين الفعل ورد الفعل يشابه من حيث منطقيات التفسير الوجه الاخر للسياسة العراقية بأحزابها التي قد تختلف مفاجئة الجمهور في قرار أو قد تقترب وهي مختلفة في قرار آخر كحال دورات وحكومات الاربعة سنوات !!!
وطالما ان الديمقراطية عبر فضائياتنا تتيح وتستنسخ ذات التجربة الخفية من البرامج السياسية الى الاجتماعية في شهر رمضان يبقى الجمهور في حيرة التفسير وهو متفق !!! بأن مايراه صار مألوفا لكنه صار مفروضا كحال واقع السياسة في العراق وكل ما عليه ان يتفرج وحسب …ويبدو بأنه من اكل المقلب قبل( الضيف ومن استضافه )لكنه وكعادته يتفرج من خلال قنوات الديمقراطية على ما يطرح ان تقبل الفكرة الخفية وان لم تكن خفيا بالاساس !!!