صيف عراقي أخر بلا كهرباء

 

ماجد زيدان

تجمع المصادر ان هذا الصيف سيكون قاسيا على العراقيين جراء انخفاض انتاج الطاقة الكهربائية , وذلك لفشل الحكومات المتعاقبة في توفير الغاز المحلي والايراني لتشغيل محطات انتاج الطاقة , وهي بذلك ستوجه ضربة موجعة للناس والاقتصاد .

منذ البداية تعالت الاصوات الشعبية وذات الاختصاص على الضرورة التي لا غنى عنها للاعتماد على الامكانات المحلية في توفير مستلزمات تشغيل محطات التوليد من غاز وغيره من انواع الوقود وعدم رهن البلاد على الاستيراد الذي قد ينقطع لهذا السبب او ذاك, لاسيما ان البدائل متوفر وارخص بكثير مما نستورده , ولكن لا حياة لمن تنادي ,وجرى الاصرار ولازال على ما هو قائم لأسباب سياسية  في الجوهر وللارتباط العقائدي الذي لا يضيء مصباحا ويشغل مصنعا في البلد , وبقينا في حاجة شديدة للطاقة الكهربائية للاستهلاك المنزلي الذي اعتمد بشكل كبير على وسائل بدائية للقطاع الخاص والامر من ذلك مكلفة وترهق ميزانية العائلة ولتفعيل مصانعنا وورشنا وجعلها تدور مرة اخرى, ورغم مضي 22 عاما على اطاحة النظام السابق , بقينا نعتمد على ايران ونستجدي امريكا للتجديد الاعفاء , في الوقت بناء المحطات لا يحتاج سوى سنتين او ثلاث سنوات , وانتاج الغاز الوطني وتشييد المصافي بهذه الحدود ايضا , ومع ان انقطاع الغاز من الجارة كان للناظر مسالة وقت وممكن ان يكون اداة ضغط تؤذي البلاد والعباد الا ان السلطات استمرت بسياساتها من دون ان تراعي شعبنا وتخفف عنه , وتمكنه تشغيل وتفعيل الاستهلاك للطاقة ..

والامر من ذلك البطء والتلكؤ والتأخير الذي الحق ضررا فادحا  الذي لا يمكن تبريره في انجاز بعض المشاريع , فالمكامن الغازية بقى استثمارها حبيس الادراج ولم يدخل العراق نادي الطاقة النظيفة بحجج واعذار واهية , كما الحال ليس بأحسن منه بالنسبة لمشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار جميعا , رغم انها اقل تكلفة , نسمع تصريحات رنانة وعن تقدم في  نسب العمل ولكن بلا ملموسية عملية.

الواقع ان البلد لم يملك سياسة مستقلة نزيهة وبعيدة عن الفساد , وهو امر طبيعي في ظل حكومات المحاصصة وتقاسم النفوذ وهيمنة المكاتب الاقتصادية , فمن غير المتوقع ان ننتج كهرباء كافية والبعض يفكر ويدعو الى بناء السدود ومحطات الطاقة في بلدان الجوار بذريعة انها ارخص مما تبنى في البلد !

ومن المسخرة ان نذهب الى تركمنستان ونوقع اتفاقية منذ ما يقرب العام ولا تزال على الورق ومرتبطة انابيبها بإيران وايضا وندفع عنها مبالغ كبيرة ,وفيها من المشاكل الكثير باعتراف المسؤولين ذاتهم , في حين عندما اجبرت الحكومة تحت التهديد بالعقوبات الاميركية  اعلنت انها ستنصب محطة استقبال الغاز في البصرة , الذي يمكن استيراده من بلدان الخليج والجزائر  المستقرة والمعروفة بالإيفاء بالتزاماتها , ليس لنا سوى الامل ان لا يبقى الامر مجرد وعود لكسب الوقت ولامتصاص النقمة على السياسات الخاطئة .

ليس من المعقول والصحيح ان نعتمد في طاقتنا ,ونحن نملك النفط والغاز والرياح والشمس وغيرها من مستلزمات انتاجها , على الغير ومفاتيح تمريرها ليست وطنية تتحكم بها ايادي اجنبية ..

 

قد يعجبك ايضا