شيروان الشميراني
العمل من أجل الحق القومي المهدور للأمة الكوردية واجب ديني وانساني، فهو عمل من اجل الله وخلق الله، وعمل من اجل المظلومين الذين ظُلموا من العدو والصديق، ظلموا من اخوة الدين وإخوة الإنسانية، والشعب الكوردي في سوريا لم يُحرموا من الحقوق السياسية والثقافية فحسب، وإنما مئات الالاف منهم حرموا حتى من إمتلاك حق صفة المواطن “الجنسية السورية” وليس حقوق المواطنة لوحدها، هؤلاء المئات من الالاف لم يعترف النظام بهم على انهم سوريون وحرموا من كل الحقوق، كل الحقوق وليس بعضا من الحقوق، وبما أن الآخرين يتعاملون مع الحق الكوردي من منطلق المصلحة وموازين السياسة، فلا يجوز للسياسي الكوردي في أي مكان كان أن يتعامل مع الأوضاع المستجدة في سوريا من منطلق المصلحة السياسية الحزبية وموازينها، الحركة هنا تأتي من منطلق الواجب وليس الفضل.
ومن يقدر على التحرك في هذا الملف ينبغي ان يكون على علاقة ومودة مع أطراف النزاع، وهي تركيا وقنديل وقوات سوريا الديمقراطية وanks، وحسب هذا المعيار توجد في إقليم كوردستان ثلاثة أحزاب قادرة على فعل ما يلزمهم فعله تجاه الوضع الكوردي في سوريا “غرب كوردستان”، وهم:
– الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
– الإتحاد الوطني الكوردستاني.
– الإتحاد الإسلامي الكوردستاني.
فالحزب الديمقراطي على علاقة ممتازة مع انقرة والمجلس الكوردي فيكون قادرا على الحديث معهم، والاتحاد الوطني على علاقة مع قنديل وقسد وقادر على الحديث اليهم، والاتحاد الإسلامي على علاقة جيدة جدا مع انقرة وله تواصل مع قنديل والمجلس الكوردي قادر على الحديث معهم، وربما من حيث قدرة التواصل فإن الاتحاد الإسلامي هو الأقدر بما لديه من علاقة مع جميع الأطراف نظراً لغياب المصالح السياسية والحزبية، وذلك لانه خارج السلطة التنفيذية ولم يدخل في علاقة المحاور وتجنب حساسية السياسة في التعامل مع الأطراف الكوردية، فهو في وقت يذهب إلى انقرة قادر على أن يعود ويذهب إلى قنديل. لكن التواصل غير الممكن في الوقت الحاضر بين الديمقراطي وقنديل هو الانجع والأسرع في وضع الحلول “لو كان ممكناً”، لكن بالنظر إلى ما نرى ونشاهد فإن هذا الجسر بعيد بناؤه وان لم يكن مستحيلاً.
حدثت لقاءات واجتماعات في الفترة الأخيرة لكن لم تتحول إلى مسار عملي ملموس على الأرض وبقيت الأمور على حالها، والنتيجة غير مرضية.
هذه الأحزاب الثلاثة بما يمتلكون من تجارب تاريخية وعلاقات محلية ودولية، يكون من الخطأ إنتظار الطلب منهم ليتدخلوا، وهم أصحاب الشأن، فمن يقدر على أداء دور والقيام بفعل يجسد من خلاله رؤيته لخدمة القضية الكوردية في سوريا لكنه يمتنع او يتكاسل يكون مخطئاً، فمن اجل الله ومن اجل خلق الله هذا العمل لا يندرج ضمن النوافل والأفضال، وإنما هو واجب والمقصر يؤثم.
نعم هناك اختلاف في الستراتيجيات لكل طرف، وهناك قراءات مختلفة للواقع الشاخص، وإن بعضا من السياسات مرتبط بالإطار العام لما يجري في المنطقة، لكن التحدي الحقيقي في هذا الطريق هو شبكة العلاقات السياسية لكل طرف مع دول المنطقة، لأن هذه الدول لها حضورها في الملف السوري من جانب ورؤيتها الخاصة لإعادة ترتيب الأوضاع فيها من ناحية ثانية، وقد يتحرك كل وفق الستراتيجية المرسومة لديه، لكن كل هذا لا يعني تجاهل الحالة الكوردية في سوريا، واجبٌ تجنيب هذه الحالة الكوردية في سوريا من تبعات العلاقات الإقليمية لأن المرحلة الحالية هي مرحلة تأسيسية، وإذا لم يكن الكورد قادراً على فعل شيء لهم بعد الحرب العالمية الثانية، فيمكن التخفيف عن الظلم الواقع منذ ذلك الوقت، هذه فرصة تاريخة لم تكن من قرن كامل من الزمان، هدرها ظلم ومن يهدرها عن عمد أو يتلكأ في تسخيرها والاستفادة منها يكون ظالماً، يكون ظالماً لأنه تعمد في إضاعة الحقوق أو التحايل لأغراض طرفية يسبب في ضياعها.
ربما يمكن تقديم اقتراحين في هذا المجال:
1- العمل الجادّ على توحيد الرؤية والصف الكوردي وحمايتهم في سوريا من آثار سوء العلاقة البينية الحزبية الكوردية.
2-تفويض “وليس تكليف” الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكوردستاني للقيام بما يجب ومايمكن القيام به من قبل القيادة السياسية في إقليم كوردستان مع الاخوة داخل سوريا، لأنه بعيد عن المصالح الإقليمية والحزبية وقادر على الحديث مع الجميع من دون استثناء، لم يدخل في نزاع مع أحد منهم. ويتحرك بناء على قاعدة “المستشار مؤتمن”.
وهنا لابد من توجيه كلام إلى قنديل، وهو: – ضرورة التمتع بمرونة عقلية تكون لازماً والتخلي عن التجمد في التفكير والتعاطي مع الاحداث كما هو حال المنظمات اليسارية عموما و المسلحة منها على وجه الخصوص، ورفع اليد عن “PYD” في سوريا، وإن لم يكن ذلك ممكناً فالتخفيف من التأثير عليهم ليكونوا قادرين على الحركة، خاصة ان شرطاً كوردياً خاصاً وسورياً عاماً على “قسد” هو القطع مع قنديل أو الإستغناء عن العناصر غير السورية ضمن صفوفها، لأنها محكومة بالحدود الجغرافية وما يسمى بالدولة القطرية الحديثة التي مزّقت الشعوب والأقوام.