رأس الأفعى الكوردي !

صبحي ساله يي

التجارب الطويلة مع الذين طغى على تفكيرهم السعي المستمر في سبيل الانزلاق باتجاه الهاوية، جعلتنا أن لا نشكّ يوماً فيما يقولون وأن لا نصدق عهودهم وتعهداتهم وبالذات عندما يطحنهم الخوف ويوجعهم القلقُ ويسيرون بثقة على طريق تأليب الحركات الشوفينية والعنصرية المتطرفة، ويسهمون في صنع مشاعر العداء لكل ما هو كوردي.

قبل أيام تجرأ السيد صبحي الطفيلي ضمن غلوّه السياسي ودعا بعبارات مجحفة بحق الكورد، الى قطع رأس الأفعى الكوردي لتنعم سوريا بالاستقرار، في حين تجاهل الذين حرّموا سوريا من الأمن والأمان والإستقرار والإعمار، وشردوا وهجروا الملايين وحولوا الإنسجام الى خصام والتفاهم الى تنافر وإختلاف، ومارسوا الضغوطات من أجل تضييق الخناق على السوريين وتركيعهم للإملاءات المزاجية والإنسياق مع مشاريعهم .

سمعت خطابه ( في الثالث من كانون الثاني الحالي) وتذكّرت، وبالأكيد يتذكّر كثيرون ممّن تابعوا أخبار السيد الطفيلي ( أول أمين عام لحزب الله اللبناني بعد تأسيسه عام 1982)، تذكّرت تحمّسه للتصعيد ضد الجميع ومواقفه وخطاباته السياسية التحريضية وتوجهاته المختلفة المثيرة للجدل، وذرائعه الدائمة غير الصادقة التي يكرّرها دون رفّة جفن، والمسوّقة لإغراق المنطقة في أتون الصدامات وإشعال نارالصراعات والفتن الطائفية وتوظيفها علنياً لصالح أجندته ومشروعه .

علة السيد وعلة أمثاله واحدة فى الأصل، وهي عدم الإعتماد على المنطق والعقل والواقع والاستدلال والتجربة، والعجز عن التحليل والتفسير والقيام بأداء المسؤوليات المنهجية، وتجاهل كل الحقائق الموضوعية، لذلك كل خطاباته مسمومة، تجارة بأوهام، ومخالفة للطبيعة الإنسانية، وتسييس للإسلام وأسلمة السياسة. ومن خلاله ( أي خطابه) أكد إنه لا يختلف عن مزوّري التاريخ والمتلاعبين بالمفردات اللغوية في نشر ثقافة المعاداة لكل ما هو كوردي وكوردستاني، والتخطيط في العمق لتسيير الأمور بإتجاه الإطاحة بالآمال الكوردستانية. وإنه يشبه الذين مارسوا الجرائم ضد الكورد الآمنين ووعاظ السلاطين الذين كانوا يحفظون الكثير من العبارات المجحفة بحقنا ويرددونها في كل مناسبة، ويعتبروننا أسباباً لكل المشكلات والمصائب التي نزلت وتنزل على رؤوس العراقيين، وفقهاء الحكام الذين حاولوا تشويه صورة الانسان الكوردي ووصفوه بالمتمرد والخائن والانفصالي، ويشبه الذين نسوا وتناسوا الحكمة والموعظة الحسنة، ولا يختلف عن الذين لم يترددوا في توجيه السلاح ضد الكورد، بل كانوا يتفننون في تنفيذ مآربهم الاجرامية، ومارسوا الضغوطات من أجل تضييق الخناق على الكورد وتركيعهم للإملاءات المزاجية والإنسياق مع مشاريعهم الخبيثة، وبرعوا في التدمير المقرون بالكراهية والممزوج بالتدني الأخلاقي وفي شحذ الهمم لصالح صدام وحزبه.

قد يعجبك ايضا