ارهاصات بيئية .. استغلال الطاقة الشمسية ضرورة لا بد منها

صادق الازرقي

برغم لجوء كثير من دول العالم حتى تلك التي لا تتوفر فيها الشمس على مدار الساعة، الى استغلال تلك الطاقة لإدارة شؤونها الحياتية، فان الخطوات التي يتخذها العراق في هذا الجانب خجولة وتكاد لا تذكر مقارنة بتواجد الشمس التي تسطع طوال السنة.

وتعد الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة التي تستعمل في عديد المرافق الحياتية. ففي مجال توفير الكهرباء تقوم الالواح الشمسية بتحويل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء باستعمال خلايا شمسية مصنوعة من مواد شبه موصلة مثل السليكون، وتستعمل مرايا أو عدسات لتركيز أشعة الشمس على نقطة معينة لتسخين سائل ينقل الحرارة إلى مولدات كهرباء تعمل بالبخار.

كما ان السخانات الشمسية تستعمل لامتصاص وتخزين حرارة الشمس لتسخين المياه المنزلية أو الصناعية؛ وتعد هذه الطريقة فعالة جداً في تقليل استهلاك الطاقة التقليدية لتسخين المياه، كذلك فان أنظمة التدفئة الشمسية تستعمل لامتصاص وتوزيع الحرارة الشمسية لتدفئة المباني في الاجواء الباردة.

ويمكن استغلال الطاقة الشمسية لتشغيل أنظمة التبريد، مثل التبريد الامتصاصي، الذي يعتمد على الطاقة الحرارية بدلا من الكهرباء.

كما توفر الطاقة الشمسية ما تسمى الزراعة الشمسية (الزراعة المائية)، باستعمال الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء المستعملة في تشغيل مضخات الري ونظم الزراعة المائية. ويفيد استغلال الطاقة الشمسية لتدفئة الترب الزراعية لتمديد موسم النمو وزيادة إنتاجية المحاصيل.

كما ان للطاقة الشمسية استعمالات صناعية وتجارية وفي الشؤون الحياتية، مثلا في محطات تحلية المياه بالطاقة الشمسية وذلك بتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب باستغلال الطاقة الشمسية، وفي الصناعات الخفيفة، مثل تجفيف الفواكه والخضروات باستعمال المجففات الشمسية.

وكذلك فان الشواحن الشمسية تستعمل لشحن الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، واستعمال الأضواء الشمسية للإضاءة الخارجية، التي تعتمد على بطاريات يجري شحنها بالطاقة الشمسية في النهار.

كما تستغل الألواح الشمسية لتشغيل السيارات الكهربائية، و

استعمال الطاقة الشمسية لتشغيل محركات القوارب والطائرات.

ان استعمال الطاقة الشمسية يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويقلل من انبعاثات الكربون، ويعزز الاستدامة البيئية.

ويرى خبراء ان محاولات تجري في العراق لاستغلال “شمسه التي لا تغيب إلا نادراً طوال السنة” لنشر ثقافة الطاقة النظيفة والاستفادة منها في مجالات الحياة العامة وإدخالها حيز التنفيذ، إذ تحتاج بلاد الرافدين اليوم إلى أكثر من 32 ألف ميغاواط في أدني حد لتغطية حاجتها الفعلية من الكهرباء.

ويتمتع العراق بأكثر من ثلاثة آلاف ساعة مشمسة من أصل 8700 ساعة في السنة، لكن 98 في المئة من كهربائه تنتج بوساطة “الوقود الأحفوري”، مما يؤشر إلى عدم استغلال الطاقة النظيفة.

والعراق اليوم يسعى إلى تأمين جزء من الكهرباء عبر مصادر طاقة متجددة بحلول عام 2030، موقعاً بذلك عددا من الاتفاقات لبناء محطات طاقة شمسية.

وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تركيب منظومات للطاقة الشمسية على أسطح المنازل لاستغلال الطاقة النظيفة، ولكنها لا زالت دون المستوى المطلوب؛ في وقت كان البنك المركزي العراقي قد كشف عام 2022 عن تخصيص 750 مليون دولار لتأمين قروض مدعومة للقطاع الخاص تتعلق باستغلال الطاقة الشمسية شملت المنازل والشركات.

 

قد يعجبك ايضا