ارهاصات بيئية .. الحر .. الكهرباء .. شحة الماء

 

صادق الازرقي

يتميز العراق بمناخ شديد الحرارة في فصل الصيف، اذ تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية أو أكثر في بعض المناطق؛ هذا المناخ القاسي يزيد من الطلب على الكهرباء لتشغيل أجهزة التكييف والمراوح، ما يؤدي إلى ضغط كبير على شبكات الكهرباء، ويفاقم مشكلة توفير مياه الشرب.

ومشكلات الكهرباء في العراق تتجلى في انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والاعتماد على مولدات كهرباء خاصة؛ يعود ذلك إلى عدة عوامل منها تضرر البنية التحتية للكهرباء بشكل كبير في سنوات الحروب والصراعات.

ومن العوامل الاخرى سوء الإدارة والفساد، اذ ان هناك اتهامات بالفساد في عقود الصيانة والتطوير لمشاريع الكهرباء.

ان ارتفاع درجات الحرارة يزيد من استهلاك الكهرباء بشكل كبير؛ كما ان شحة المياه ومنها مياه الشرب تشكل مشكلة حادة في العراق، وتعود لعدة أسباب منها انخفاض مستويات الأنهار، اذ يعتمد العراق بشكل كبير على نهري دجلة والفرات، وقد انخفضت مستويات المياه في هذين النهرين بسبب السدود التي أقامتها دول الجوار مثل تركيا وإيران.

ان شبكات المياه والصرف الصحي تضررت بسبب الصراعات وعدم الصيانة، كما ان تلوث مصادر المياه يجعل كثيرا من مصادر الماء غير صالحة للشرب.

ان نقص المياه النظيفة يؤدي إلى انتشار الأمراض، وتؤدي مشكلات الكهرباء والماء إلى تعطيل الأعمال والنشاطات الاقتصادية، وتسبب هذه المشكلات في زيادة الضغوط الاجتماعية والتوترات بين السكان.

ومن الحلول المطلوبة تطوير البنية التحتية، اذ ان العراق بحاجة إلى استثمارات كبيرة في تطوير وصيانة شبكات الكهرباء والمياه.

كما يتوجب محاربة الفساد وتحسين الإدارة في قطاعي الكهرباء والماء، والتعاون الإقليمي الذي يشمل التفاوض مع دول الجوار بشأن حصص المياه والبحث عن حلول مشتركة.

ان مشكلات الماء والكهرباء المرتبطة ايضا بطقس العراق الحار تتطلب جهودا مشتركة بين الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية لضمان تحسين الأوضاع المعيشية في البلد.

لقد اتخذت الحكومة العراقية بعض الخطوات لمحاولة معالجة المشكلات المتعلقة بالطقس الحار ومنها توفير الكهرباء للسكان، ولكن السؤال هو بشأن مدى كفاية تلك الإجراءات لحل المشكلة بشكل نهائي.

وعلى سبيل المثال قامت الحكومة بتحديث بعض محطات توليد الكهرباء وبناء محطات جديدة لتحسين قدرة التوليد وتوسيع شبكات النقل والتوزيع لتحسين توصيل الكهرباء إلى مناطق أكثر؛ ووقعت عقودا مع شركات دولية مثل شركتي جنرال إلكتريك وسيمنز لتحسين وتطوير قطاع الكهرباء في العراق.

وهناك محاولات للاستثمار في الطاقة الشمسية وبدائل أخرى لتخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية. كما جرت محاولات لمحاربة الفساد وتحسين الإدارة وجرى اتخاذ خطوات لتحسين الشفافية في منح العقود ومكافحة الفساد الإداري، وهو أحد العوامل الرئيسة التي تعرقل تحسين قطاع الكهرباء.

وقامت الحكومة بعقد اتفاقيات لاستيراد الكهرباء من دول مجاورة لتعويض النقص في الإنتاج المحلي.

وبرغم هذه الخطوات، هناك تحديات كبيرة تجعل من الصعب القول ان الإجراءات الحالية كافية لمعالجة المشكلة نهائيا.

الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية تعد جزءا من الحل، ولكن لضمان معالجة مشكلة الكهرباء بشكل نهائي، يجب تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولا، ومستدامة، مع التركيز على تحسين البنية التحتية ومحاربة الفساد وتطوير مصادر الطاقة البديلة.

 

قد يعجبك ايضا