ارهاصات بيئية .. المركبات الكهربائية تتقدم باستمرار

صادق الازرقي

برغم انه لم يكن أحد يصدق في عقود سابقة بأن يجري الاستغناء عن الوقود لتشغيل السيارات في الشوارع، وربما شتى الاجهزة الميكانيكية لاحقا، فان التطورات المتسارعة في هذا الجانب تثبت مدى الجدية التي يمثلها ذلك التطور ومنافعه، إذا ما اخذنا الجوانب البيئية التي يولدها حرق الوقود في الشوارع الذي تنتجه السيارات، وما يشكله ذلك من مخاطر على الصحة.

والسيارات الكهربائية هي تطور هام في صناعة السيارات، وتقدم عديد الفوائد البيئية والاقتصادية والتقنية، فهي لا تنتج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث الهوائي المتصاعد من محركات الاحتراق الداخلي، مما يقلل من تأثيرات تغير المناخ ويحسن جودة الهواء.

وتعد السيارات الكهربائية أكثر كفاءة في استعمال الطاقة من السيارات التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري. كما أنها تقلل من تكاليف الصيانة بسبب الأجزاء الأقل تآكلًا والتقليل من الحاجة إلى تغيير الزيوت والفلاتر بشكل دوري.

ويمكن توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويعزز الاستدامة.

والسيارات الكهربائية غالبًا ما تتميز بأداء سريع وتسارع فائق بفضل عزمها الفوري الذي يتوفر منذ البداية من دون الحاجة إلى انتظار تسارع المحرك، على وفق المتخصصين.

ونظرا لأن معظم السيارات الكهربائية تستعمل محركات كهربائية، فإنها تعمل بصمت نسبي مقارنة بالسيارات التقليدية، مما يقلل من التلوث البيئي الصوتي.

ويشجع انتشار السيارات الكهربائية على تطوير التكنولوجيا في مجالات مثل تخزين الطاقة والشحن السريع، مما يعزز الابتكار في هذه الصناعة ويعود بالفائدة على المستهلكين.

وتعد السيارات الكهربائية بحسب اجماع المتخصصين خيارا مستداما وفعالا من حيث الطاقة مع فوائد بيئية واقتصادية وتقنية متعددة.

ان التحول إلى استعمال المركبات الكهربائية بدلا من سيارات الوقود يمكن أن يترتب عليه كثير من النتائج الإيجابية على المستوى البيئي والاقتصادي والاجتماعي.

باختصار، التحول إلى استعمال السيارات الكهربائية يمكن أن يسهم في تحسين البيئة، وتوفير التكاليف الصحية، وتعزيز الاستدامة، وتعزيز التكنولوجيا النظيفة.

وفي مجتمعنا، وبرغم ان اقتناء المركبات الكهربائية لا زال في اولى خطواته ويجري بطيئا، فان التحول الى ذلك الاسلوب في الانتقال آت لا محالة وبقوة؛ نظرا للميزات التي يوفرها استعمال تقنية الكهرباء في شحن وادامة المركبات فضلا عن سهولة ونظافة استعمالها.

وإذا صحت تصريحات رئيس “هيئة التصنيع الحربي” وفحواها ان العراق سينتج اول سيارة كهربائية منتصف العام الحالي 2024، فاننا نكون بذلك قد تهيأنا لتوسيع رقعة استعمال المركبات الكهربائية، وما يوفره ذلك من فوائد بالنأي عن المخاطر التي يولدها استعمال الوقود في النقل.

وفضلا عن ذلك فان الفوائد التي يوفرها البدء بإنتاج وتصنيع المركبات الكهربائية في البلد، يحقق الامل بتشغيل الوف الأيدي العاملة العاطلة، وما يؤمنه ذلك برفد العراق بالخبرات المطلوبة على صعيد الامساك بالتقنية من آخر ما توصلت اليه العقول البشرية، وبما يحفز النشء الجديد على الالتفات الى تلك التخصصات التقنية الجديدة وفتح مجال الدراسات والابحاث في هذا المضمار.

لذلك، فإننا ندعو الى ضرورة تشجيع شراء واقتناء السيارات الكهربائية من قبل السكان، مع توفير البنية التحتية لها فيما يتعلق بمحطات الشحن وغيرها.

قد يعجبك ايضا