صادق الازرقي
يعد سوق الغزل الواقع قرب منطقة الشورجة ببغداد سوقا كبيرة لعرض شتى انواع الحيوانات، لاسيما ايام الجمع، ما يسلط الضوء على التنوع البيئي الحيوي في هذا الجانب المهم.
وتضم السوق عدة أقسام، فواحدة مخصصة لبيع الطيور بأنواعها، واخرى للدواجن، و هناك سوق مخصصة لبيع أسماك الزينة بشتى الأحجام والنوعيات فضلا عن السلاحف الصغيرة، كما تعرض في السوق حيوانات أخرى كالكلاب والقطط والقرود، ولا تقتصر السوق على الحيوانات الأليفة والداجنة، فبعضهم يعرض الأفاعي، وهناك الطواويس والبومات والببغاوات، فضلاً عن البلابل، كما تتواجد النسور والصقور؛ وغيرها من الانواع، ويتواجد هواة ومربو الديكة، ولا تخلو السوق من الأطباء، فهناك طبيب بيطري حوله شتى أنواع الأدوية، يفحص الحيوانات ويصف العلاج لها.
ويعد التنوع الحيوي مظهرا هاما للحياة على كوكب الارض، وقد كشفت دراسة علمية ان نحو80%-90% من الكائنات الحية على مستوى الكرة الارضية لم يتم التعرف عليها وتصنيفها حتى الآن.
وتسبب التغيرات البيئية السريعة عادة “انقراضات” جماعية؛ وتشير الارقام والتقديرات إلى انقراض أكثر من 99.9% من الأنواع التي عاشت على الأرض، التي بلغ عددها أكثر من خمسة مليارات نوع، وتتراوح التقديرات الخاصة بعدد الأنواع الحالية على الأرض بين 10-14 مليون، وقد وُثق منها نحو 1.2 ميلون، وبقي 86% منها من دون توصيف.
لقد دفعت المخاطر التي تتعرض لها الحيوانات الدول الى انشاء المحميات الطبيعية، التي تعد ضرورة بيئية للحفاظ على التنوع الحيوي وحماية الاحياء من الانقراض، أي انها بحسب الدراسات محاولة لتعزيز النظام البيئي واستدامته في ظل التحديات والمشكلات البيئية التي تهدد وجودها اهمها، الزحف العمراني والتصحر وتراجع الغطاء النباتي والتلوث والحرائق، فضلا عن ممارسات الصيد الجائر واستخراج الموارد، وحقول الالغام، وقلة الوعي بأهمية المحميات، والجفاف.
وتبرز الحاجة ملحة الى ضرورة انشاء المحميات الطبيعية ودورها في الحفاظ على التنوع الحيوي في العراق، لاسيما ان المحميات قد نجحت في انقاذ كثير من الاحياء من الانقراض في العالم، بحسب المتخصصين.
ان انموذج سوق الغزل في مركز بغداد وكذلك في مناطق اخرى منها وفي المحافظات، يعد معلما مهما للتواصل مع قضية التنوع الحيوي ومتطلبات المحافظة على انواع الحيوانات التي يتعامل معها الانسان بشتى انواعها؛ وهي قضية مهمة لإدامة التنوع، لما لذلك من دور هام في الحفاظ على التوازن البيئي.
وفضلا عن الاهتمام بتلك الاسواق ورعايتها وتخليصها من الفوضى التي يجري فيها عرض الحيوانات للبيع، فان على الجهات المعنية في الحكومة التفكير جديا بإقامة المحميات الطبيعية باختيار اماكنها الملائمة وتنظيم امورها، فان كثيرا من الدول بدأت حتى باستعمال بيئاتها الجافة لتعزيز التنوع الاحيائي.
فمثلا تعد السياحة الصحراوية والسياحة بشكل عام من القطاعات الرائدة لإحداث التنمية في الدول، فهي تشكل في كثير من البلدان الفقيرة سندا بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية، إذ يمثل هذا القطاع الحيوي بالنسبة لـ 46 من أصل البلدان الـ 49 الأقل تقدماً في العالم المصدر الأول للعملة الأجنبية؛ ووفقا لتقديرات منظمة السياحة العالمية WTO فان الدخل الذي تحققه السياحة يضاهي الدخل الناتج من بيع المنتجات النفطية.