ارهاصات بيئية … النقل العام .. وسيلة بديلة لحماية البيئة

صادق الازرقي

يشدد الخبراء والمتخصصون والأطباء على وجوب التشجيع على وسائل النقل الصديقة للبيئة، ومنها تحفيز استعمال وسائل النقل العامة والمشي وركوب الدراجات كبديل للسيارات الخاصة.

وتحيي الأمم المتحدة في الثالث من حزيران من كل عام اليوم العالمي للدراجة الهوائية لتسليط الضوء على منافعها الجمة، الصحية والبيئية، اذ يساعد استعمالها على الحد من أمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطانات والسكري.

وتفيد التقارير، انه لم تزل تلبية احتياجات المشاة وراكبي الدرجات الهوائية تُعد جزءًا مهمًا من حلول التنقل الرامية إلى المساعدة في فصل النمو السكاني عن زيادة الانبعاثات في المدن، فضلا عن تحسين جودة الهواء والسلامة على الطرق، وكانت أزمة كورونا قد دفعت عديد المدن إلى إعادة التفكير في أنظمة النقل فيها.

اما السيارات الكهربائية، فتستعمل الطاقة النظيفة وليست لديها انبعاثات كربونية ضارة، فالحافلات الكهربائية تستعمل الطاقة النقيةويمكن توفير كميات كبيرة من الانبعاثات الضارة عندما يجري استعمالها لنقل الناس بشكل جماعي.

ويرى كثيرون ان النقل العام يشكل مفتاحالاستدامة النقل واستدامة التحسن البيئي فيالوقت نفسه حيثما كان شاملا لأرجاء المدينة،وبنظام يعتمد عليه زمنيا ومكانيا، ويرونهكمحقق للعدالة الاجتماعية أيضا.

واستنادا الى الدراسات، تقلل وسائل النقل العامبشكل كبير من عدد السيارات على الطريق وهذايعني تلوثا أقل من انبعاثات السيارات، اذ يمكنأن تؤدي الأبخرة التي تنتجها المركبات إلىأمراض الجهاز التنفسي، وأن قلة السيارات علىالطريق تعني تقليل احتمالية الإصابة بهذهالأمراض الخطيرة.

ويعد النقل من أسهل القطاعات التي يمكنالتعامل معها وهذا يتضمن تواجد عددا أقل منالسيارات على الطرق. وتنبعث من السياراتالغازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة الاحتباسالحراري، وعن طريق تقليل عدد المركبات لن تكونكمية الغازات الدفيئة الناتجة كافية للتسبب فيظاهرة الاحتباس الحراري.

كذلك، ان وسائل النقل العام تشكل بديلاً فوريًاللأفراد الذين يسعون إلى تقليل استعمالهمللطاقة وانبعاثات الكربون، كما ان النقل العامبحسب الدراسات، يتواءم مع السياسات الصحيةويمكن أن يقلل بشكل كبير العبء على الخدماتالصحية عن طريق تشجيع أنماط الحياةالنشطة؛ تضمن وسائل النقل العام أن يكونالسكان في أفضل حالاتهم بتشجيعهم علىالمشي إلى محطات الحافلات والسكك الحديدوفي الوقت نفسه تخفيف الضغط النفسي الناتجعن قيادة السيارة على الطرق المزدحمة.

ويقع النقل العام بين النقل الخاص واستعمال الدراجة الهوائية في التنقل، يتحقق هذا بإعادةتنظيم حركة السير ليكون هناك مجال خاصللنقل العام، وآخر لمستعملي الدراجات الهوائيةفي الشوارع الرئيسة للمدينة.

اننا في العراق، أحوج ما نكون الى تفعيل النقل العام بزيادة محطات التنقل ومدها الى جميع أجزاء المدينة واطرافها لاسيما في العاصمة بغداد، التي تتميز بالتزايد الكبير لعدد السيارات الخاصة؛ كما يتوجب تنظيم شؤون النقل العام من ناحية توقيتات تنقل المركبات، لنشجع السكان على استعمالها بدلا من السيارات الخاصة، كما يتوجب العمل بجد على استكمال انشاء وسائط النقل العام الأخرى مثل المترو والقطارات، وغيرها، وكذلك تشجيع استعمال الدراجات الهوائية وفتح ممرات آمنة لها وكذلك للمشاة.