جاسم العقيلي
كانت ولا تزال الصحافة على رأس ” الصناعات” الثقافية التي أثرت فيها ثورة المعلومات ولم يقتصر التأثير على المضمون ، بل في الأشكال الفنية التي يتم خلالها مضمون الرسالة الإعلامية .
القارئ لم يعد مقتنعا بما يقدم له بسهولة في ظل التدقيق الهائل للمعلومات ، وبالتالي فقد ألقيت على الصحفيين مهمات جديدة تضيف على الخبر ميزاته وأهميته اذ ان الصحافة مهنة البحث ومتابعة الاحداث ومصادرها التي يجري عن طريقها تحرير الإخبار ونقلها إلى الجمهور بموضوعية إذ تعد الصحافة من اكثر المهن التصاقا بحياة وهموم الناس اليومية .
إن الصحافة من أكثر الفنون قابلية للتطوير، وصناعة الخبر الصحفي من أهم ” الصناعات ” في العصر الحديث، وأحد مبتكراته التي أوصلت الإنسانية
عصرا جديدا .
لقد تمازجت الشعوب في طريقة صفات المطبوع والمسموع والمرئي تتمثل في نقل إحداث وإخبار المجتمع وتطورت هذه الصناعة لتصبح في نهاية الأمر سهلة وقائمة بذاتها تعكس توجه المجتمع ودوافعه التي تعبر عنها بحيادية تامة .
لقد أصبحت الصحافة في بعض المجتمعات تلعب دور المحرك للآراء وتفكير الشعوب وأصبح للصحفيين دور الحراس في المصلحة العامة للمواطن، لقد شهدت صناعة الخبر وأساليبه وإعداده وإخراجه تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة .
وامتد هذا التطور ليشمل لغة وطريقة الصياغة والتحرير والقوالب والأشكال.
ولم يعد الخبر الصحفي مجرد وصف اعتيادي لحدث معين يحظى بالاهتمام، بل أصبح صناعة مميزة لها سماتها الخاصة وهذه الصناعة الصحفية دخلت وتفاعلت فيها عوامل أسهمت في تطور أساليب ووسائل وطرائق إيصالها الى الجمهور .