البصرة بديلاً عن تركيا لتصدير نفط الإقليم … أنبوب نفط “كركوك – بانياس المغلق منذ عام 2003 يعود الى الواجهة مجدداً
بغداد – التآخي
اعلن وزير التجارة، أثير الغريري، عن “جهود حثيثة” لتطوير التعاون الاقتصادي مع سوريا، وعلى وجه الخصوص في مجال النفط.
وأكد الغريري في تصريحات صحفية أن “اجتماع عقده مع وزير النفط والثروة المعدنية السوري، تم خلاله تبادل وجهات النظر حول إطلاق الاستثمارات في مجال النفط والطاقة بكلا البلدين، من خلال تقديم التسهيلات للشركات العراقية الراغبة في الاستثمار في مجال النفط في سوريا، والتي بدورها ستضمن إعادة العمل بأنبوب نفط “كركوك- بانياس” الذي يربط آبار النفط العراقية بالموانئ السورية بالعراق”.
وتابع الغريري، أن “إعادة تشغيل أنبوب نفط “كركوك- بانياس” سيكون مفصليا لسوريا، وسيساهم في تخليصها من أزمتها النفطية الحالية خاصة أن أغلبية آبارها النفطية خارج السيطرة”، كما يتخذ الأنبوب النفطي السوري العراقي أهمية استثنائية بالنسبة للعراق، نظرا للكلفة الباهظة التي تترتب على تصدير نفطه للخارج حاليا، موضحاً أن “السيناريوهات المرجحة لإعادة الضخ عبر أنبوب “كركوك- بانياس” تتركز حول إسناد عمليات إصلاح ما تم تخريبه في الأراضي العراقية إلى بغداد، وبالمقابل يتكفل الجانب السوري بإصلاح الأَضرار التي أصابت خط الأنابيب الموجود في أراضيه”.
وبين وزير التجارة، أن “التقديرات الأولية تشير إلى أن إعادة تشغيل خط الأنابيب تحتاج إلى عمليات صيانة بتكلفة مالية كبيرة، نظرا لحجم الأضرار الكبيرة التي تعرض لها خلال السنوات الأخيرة سواء في القسم العراقي أو في سوريا”.
ويعود تاريخ تأسيس أنبوب تصدير النفط العراقي- السوري “كركوك- بانياس” إلى 1952، ونفذته شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية والتي كانت لها استثمارات نفطية كبيرة في البلدين.
وتم تشغيل أنبوب نفط “كركوك-بانياس” لفترات متقطعة تاريخيا متأثرا عمله بالتطورات التي حصلت في المنطقة عموما، والتغيرات الداخلية في سوريا والعراق.
واستمر العمل بالأنبوب منذ تأسيسه بشكل متواصل حتى عام 1980، حيث توقف العمل به لحقبة طويلة منذ أوائل الثمانينيات مع اندلاع حرب الخليج الأولى، ليعود إلى العمل عام 1997، قبل أن يتوقف مجددا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وفي عام 2010 تمت إعادة الضخ عبر أنابيب “كركوك-بانياس” للمرة الثالثة، إلا أن ذلك لم يدم طويلا نتيجة التدمير الممنهج الذي طاله تحت ضربات طائرات التحالف الدولي إبان فترة سيطرة “داعش” على مناطق مساراته في سوريا والعراق.
وعلى الرغم من توقف أنبوب النفط المذكور منذ أكثر من 13 عاما، فإن أهميته توصف بالاستراتيجية سواء لسوريا أم للعراق، فيما يخص العراق سيخفف الخط من تكاليف نقل وتصدير النفط نظرا لكونه طريقا مختصرا لحقول النفط العراقية الشمالية عبر البحر المتوسط، والتي تحوي احتياطي نفطي يقدّر بـ 13 مليار برميل، أي ما يشكل 12% من إجمالي الاحتياطي العراقي من النفط الخام.
كما يتيح أنبوب “كركوك- بانياس” للعراق الاستفادة من مصافي النفط السورية لتكون بديلاً لمصافي التكرير التي تستهدفها الحكومة العراقية في دول بعيدة، وسيساعد العراق أيضاً على زيادة إنتاجه النفطي اليومي لأن الخط مصمم لطاقة تصديرية كبيرة، خاصة أنّ العراق يعمل على زيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يومياً بحلول 2027.
أمّا فيما يتعلق بسوريا، فيمكن لخط “كركوك- بانياس” أن يسهم في توفير المشتقات النفطية التي تحتاج إليها البلاد اليوم وسيكون مصدراً لتأمين الطاقة وسيعود بمنافع كبيرة للمواني السورية ما يعني أنه سيزيد من حركة الملاحة البحرية وينشط الحركة الاقتصادية
وعلى صعيد تصدير النفط ايضا , كشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفاء كريم عن خطة بديلة حال استمرار وقف تصدير النفط الى تركيا.
وقال كريم لـ(بغداد اليوم)، إنه “في حال استمرار توقف تصدير النفط الخام الى تركيا فأن هناك خطة بديلة تتمثل في استخدام نفط الاقليم بالمشتقات النفطية”.
وأضاف ان “شركة تصدير النفط الوطنية (سومو) لديها اكثر من خيار لتعويض الخسارة المالية التي تصل الى حوالي مليار دولار شهريا من بينها ارسال نفط الاقليم الى البصرة”.
يشار الى انه ما يزال استئناف تصدير نفط كردستان إلى تركيا يواجه عددًا من التعقيدات في ظل عدم التوصل إلى تسوية مُرضية بين الجانبين العراقي والتركي حول عدد من النقاط
وعلى الرغم من تأكيد وزير النفط حيان عبدالغني استئناف عمليات تصدير الخام من إقليم كردستان في غضون أيام، فإن خبراء قد كشفوا أن الاتفاق ما يزال يواجه عددًا من العقبات، مما يرجّح عدم عودة التصدير في المستقبل القريب.
وكانت تركيا قد أوقفت شحن تدفقات النفط من كركوك إلى ميناء جيهان في 25 آذار الماضي ، بعد قرار تحكيم دولي ألزمها بدفع تعويضات إلى بغداد؛ لانتهاكها اتفاق خط أنابيب عام 1973 بالسماح بتصدير نفط حكومة إقليم كردستان دون موافقة بغداد بين عامي 2014 و2018 .