الشخصية الوطنية جعفر ابو التمن- الوزير السياسي المخضرم والزعيم

التاخي – ناهي العامري

أقام منتدى بيتنا الثقافي ندوة بعنوان (جعفر ابو التمن، الوزير السياسي المخضرم والزعيم) قدمها الباحث في التاريخ الاستاذ محسن جبار العارضي ، ضمن برنامجه الثقافي المتواصل، الذي يسلط الضوء على اعلام العراق ورواده في مختلف المجالات.

استعرض الاستاذ العارضي في مستهل محاضرته ، نشأة ابو التمن وظروف حياته المبكرة، متوقفا عند البيئة الاجتماعية والفكرية التي ساهمت في تكوين وعيه السياسي والوطني، وتطرق الى دوره البارز في مواجهة الاحتلال البريطاني للعراق ، ومشاركته الفاعلة في ثورة العشرين، التي شكلت محطة مفصلية في تاريخ النضال الوطني العراقي. وقال: هو الحاج محمد جعفر جلبي بن محمد حسن بن الحاج داود ابو التمن، ولد عام ١٨٨١م في بغداد ، ولان جده كان يمتهن تجارة الحبوب لا سيما الرز ، ويمتلك مخزنا كبيرا للحبوب في وسط بغداد،  يعرف باسم خان داود ابو التمن، لذلك اخذ لقب جده(جعفر ابو التمن)، امتلك عقلا اقتصاديا وتم انتخابه عضوا لغرفة تجارة بغداد، ونائبا لرئيسها للدورة ١٩٢٩ – ١٩٣٥م ثم انتخب لرئاسة الغرفة للدورة ١٩٣٥- ١٩٣٩م. وبعد ان ازداد وعيه الثقافي والسياسي أدرك ان التعليم وحده يساهم في تنشئة الشباب ، فطالب بتأسيس مدرسة، وتمت الموافقة على طلبة بشرط تسميتها ( مكتب الترقي الجعفري العثماني) ، فكانت بادئ الامر ابتدائية ثم لحقت بها متوسطة ثم اعدادية، وبعد مضي سنة اصبح عدد طلبتها يزيد عن (٣٠٠) طالب.

وقد لعبت المدرسة دورا كبيرا في تأجيج الشعور الوطني الى جانب الجمعيات السرية التي تأسست يومذاك. وقد القيت فيها الخطب والقصائد التي تثير حماس الجمهور للمطالبة باستقلال العراق ونيل حريته، ومن جملة القادة المدنيين الذين عملوا في هذا الاتجاه ، يوسف السويدي، محمد الصدر، جعفر ابو التمن، علي البازركان. وفي عام ١٩١٧، تم تأسيس لجنة تعليمية ، اختير الحاج جعفر ابو التمن من بينهم، وتضم الى جانبه، الاب انستاس ماري الكرملي، حمدي بابان، شكري الآلوسي، القاضي على الآلوسي، الشاعر جميل صدقي الزهاوي، ولان اللجنة كانت استشارية وتمت باشراف الانكليز، اعترض ابو التمن وقدم استقالته في حزيران عام ١٩١٩، واصر على وجوب اعطاء اللجنة صلاحيات تنفيذية.

كما تناول المحاضر العارضي مسيرة ابو التمن السياسية الغنية، حيث تولى عدة مناصب وزارية، لكنه لم يتردد في تقديم استقالاته، منها حينما شعر بتقاطع المسار السياسي مع مبادئه، وخصوصا في الفترات التي تميزت بالتراجع الديمقراطي، كذلك اشار العارضي الى فترات اعتزاله للعمل السياسي نتيجة الاحباط الذي اصابه، خاصة بعد انقلاب بكر صدقي عام ١٩٣٦، والذي مثل بالنسبة له انتكاسة للمشروع الوطني والدستوري.
هذا وقد شهدت المحاضرة مداخلات غنية لعدد من الحضور الذين ساهموا فى اثراء النقاش وتقديم رؤى متعددة حول شخصية جعفر ابو التمن ودوره فى مرحلة مفصلية من تاريخ العراق الحديث.

قد يعجبك ايضا