ترامب يفوز في المعركة القانونية ضد وكالة أسوشيتد برس

 

التآخي / حسين الحميد

انتصرت محكمة استئناف فيدرالية للرئيس دونالد ترامب وأقرت له بـ“سلطة تقديرية” لمنع وكالة أسوشيتد برس من تغطية نشاطات إعلامية في البيت الابيض، موقفة بذلك تنفيذ حكم سابق يسمح لصحافيي الوكالة الأميركية بالوصول إلى جميع المناسبات .

ومنذ منتصف فبراير، تم منع صحافيي ومصوري وكالة أسوشيتد برس من دخول المكتب البيضوي والسفر على متن الطائرة الرئاسية بسبب قرار الوكالة مواصلة استخدام تسمية “خليج المكسيك” وليس “خليج أميركا” كما قرر ترامب .

وفي أبريل، اعتبر قاضي محكمة المقاطعة تريفور ماكفادن أن هذا القرار يشكل انتهاكا للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الذي يضمن حرية التعبير والصحافة. لكن قررت هيئة قضاة في محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن أن بإمكان الحكومة المضي قدما بمنع اسوشيتد برس من الدخول إلى “مساحات رئاسية محظورة” باعتبار أن حماية التعديل الأول لا تشملها .

وجاء في الحكم أن “البيت الأبيض يحتفظ بسلطة تقديرية لتحديد الصحافيين الذين يتم السماح لهم بالدخول، بما في ذلك على أساس وجهات النظر .”

وأضاف أنه دون وقف تنفيذ الحكم السابق “ستتعرض الحكومة لضرر لا يمكن إصلاحه لأن الأمر القضائي يمس استقلال الرئيس وسيطرته على أماكن عمله الخاصة “.

وفي أعقاب صدور الحكم، أشاد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” بـ”الفوز الكبير على أسوشيتد برس”. وقال “رفضوا ذكر الحقائق أو الحقيقة بشأن خليج أميركا” أنهم ينشرون أخبارا مضللة” .

وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على منصة إكس “نصر! كما قلنا دائما، لا ضمانة بحصول وكالة أسوشيتد برس على تصريح خاص لتغطية أخبار الرئيس ترامب في المكتب البيضوي وعلى متن الطائرة الرئاسية وفي مواقع حساسة أخرى”

وكانت وكالة أسوشيتد برس التي تأسست قبل 180 عاما وتعد من ركائز الصحافة الأميركية حتى الآن قد رفضت التراجع عن قرارها باستخدام تسمية “خليج المكسيك” .

ولترامب علاقة عدائية منذ فترة طويلة مع معظم وسائل الإعلام الرئيسية التي وصفها في السابق بأنها “عدوة الشعب” .

ومنذ عودته إلى الرئاسة، سعت إدارته لإحداث تغيير جذري في الطريقة التي تتم بها تغطية مناسبات البيت الأبيض، ولاسيما من خلال إعطاء الأفضلية للمذيعين والمؤثرين المحافظين .

كما ضغطت إدارته من أجل تفكيك المنافذ الإعلامية الخارجية التي تمولها الحكومة الأميركية، مثل صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وإذاعة آسيا الحرة، وتسعى إلى حرمان الإذاعة الوطنية العامة “ان.بي.آر” وخدمة البث العام “بي.بي.أس” من الأموال الفيدرالية .

ويعد توسيع التحول الرقمي للصحف الحكومية خطوة لتجنب الاختفاء من المشهد، لكن المعضلة سوف تظل مرتبطة بالتقليدية التي تتعامل بها كل صحيفة، في العناوين الروتينية وعدم التطرق إلى قضايا حيوية مطروحة على الشبكات الاجتماعية، علاوة على سطحية المحتوى، ما ينعكس بشكل سلبي على مستوى التسويق وجلب العوائد .

وتفتقد الصفحات الرسمية للمواقع الإلكترونية والصحف الحكومية على مواقع التواصل الحد الأدنى من التفاعل من جانب الجمهور، ومع أن كل صحيفة تضم مئات الآلاف من المشتركين، لكنهم لا يتفاعلون مع ما يُنشر من محتوى لأن الكثير من تلك الصحف في نظر القراء “نشرة” حكومية تفتقد العمق والتفرد ولا تقدم معلومة جديدة .

على خلاف الصحف الرقمية المستقلة أو المملوكة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تعتمد على التسويق الخبري الجذاب على الشبكات الاجتماعية، مستفيدة من وجود 50.7 مليون مصري يستخدمون الإنترنت ويتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا رقم ضخم للصحف جماهيريا ودعائيا وماديا، لكن الأمر يتطلب معايير على رأسها المحتوى الجذاب .

تفتقد الصفحات الرسمية للمواقع الإلكترونية والصحف الحكومية على مواقع التواصل الحد الأدنى من التفاعل من جانب الجمهور، ومع أن كل صحيفة تضم مئات الآلاف من المشتركين

ويعتقد البعض من العاملين في المؤسسات القومية في مصر أن الإخفاق في تجربة التحول الرقمي مرتبط بعدم فهم كل إدارة لطبيعة المحتوى الذي يبحث عنه رواد المنصات بعيدا عن التحول إلى صوت للحكومة ونشر البيانات الرسمية، وإذا التزمت الصحف الحكومية بعدم اللهاث وراء الإثارة لتوفر البديل المهني الذي تعمل عليه .

ويخلو المحتوى المقدم في الصحف الرقمية القومية من نقد للمسؤولين أو التفرد بأخبار يبحث عنها الجمهور أو ممارسة الدور الرقابي المطلوب منها على أداء الجهات الحكومية، وأمام الوقوف عند نقطة واحدة دون تطور، تفقد جماهيريتها عند جمهور الشبكات الاجتماعية، بالتوازي مع غياب التقنيات الحديثة في تقديم المحتوى .

قال عميد كلية الإعلام بجامعة المدينة في القاهرة حسن علي إن التوسع في التحول الرقمي للصحف لا يكفي دون إرادة لتطوير المحتوى، والعِبرة ليست في شكل الصحيفة ورقية أم إلكترونية، وكل ما يهم القارئ أن يجد ما يبحث عنه، وليس ما يريد المسؤولون قوله للناس، وهذا يعني أن العصرنة بلا حلول مهنية عالية سوف تُبقي الوضع الراهن بما يجعل كل الأطراف خاسرة .

وأضاف أن نجاح التحول الرقمي للصحف القومية أو غيرها ليس عملية صعبة، المهم تلبية احتياجات الجمهور والسماح بسقف حرية منضبط يقنع الجمهور بأن الصحيفة تتمتع بمصداقية وتستحق المتابعة، والاعتماد على الكفاءات التي تستطيع صناعة الفارق في مهنة تتغير سريعا ولم تعد أمام المؤسسات رفاهية للعمل بشكل تقليدي .

ولدى المؤسسات الصحفية قوائم من الكفاءات تستطيع وضعها في المكانة التي تستحقها، لكن يتم تنحيتها جانبا وعدم استغلال طاقاتها وأفكارها، مقابل اختيار عناصر بعينها بذريعة أنها أكثر ولاء للحكومة، مع أن هناك كفاءات نجحت في تأسيس تجارب صحفية خاصة بتوازن ومهنية ولم تُثر منغصات سياسية، وكان يُمكن الاعتماد عليها لجعل المؤسسات القومية متفردة .

وأمام عدم وجود رؤية للاستفادة من المخزون البشري في كل مؤسسة صحفية حكومية أصبح أغلبهم من العاطلين عن العمل، أو يلجأون إلى منابر خارجية لإفراغ طاقاتهم عبر تقديم محتوى متميز ونوعي، لأن الصحيفة الأم لم تستفد منهم، إلى درجة أن هناك صحفا مستقلة نجحت في منافسة نظيرتها القومية بمحررين يعملون في إصدارات حكومية ورقية ورقمية، لكن يُساء استغلالهم .

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا