عمر كوجري
يحظى الرئيس مسعود بارزاني بشعبية هائلة عند عموم الكورد، شخصيةٌ ثائرةٌ قومية كوردستانية، كرّس جلّ حياته منذ أن كان يافعاً في البيشمركة للدفاع ليس عن كرامة وعزة شعبنا في جنوب كوردستان فحسب، بل كانت حياته ونضاله مكرّساً للكورد في كلِّ مكان.
في كل مراحل عمره المبارك، دأب بعزيمة لا تعرف اللين لإعلاء شأن الكورد على المستوى العسكري، حيث خاض قيادة المعارك ضد ناكري الحقوق الكوردية في الثورات التي اندلعت على أرض جنوب كوردستان كلها، وكان مثال الشجاعة والمراس والرجولة التي لا تهاب الصعاب، وتتحدّى الردى بقلب رضي، فكان لسيادته ما يرتضي قلبه.
برز الرئيس البارزاني على المستوى الدبلوماسي كرجل دولة بلا منازع، واستطاع في جميع المحافل الدولية التي حضرها مدافعاً عن الحق الكوردي بصبر الحكيم، وجلادة القائد الذي يسخّر كلَّ ثانيةٍ من حياته لأجل شعبه، فكان لجنابه ما أراد..
لشعبنا الكوردي في غرب كوردستان مكانة خاصة في قلب سيادة الرئيس، وهو بهذا الشُّعور الجميل يبادل شعبه الحب بحب، فالرئيس البارزاني له مكانةٌ كبيرةٌ، ومنزلة متقدّمة في نفوس أطياف واسعة وكبيرة لدى شعبنا في غرب كوردستان، ولم تخلُ مراحل نضاله من إخوته البيشمركة الذين ما رأوا للحدود مطرحاً في قلوبهم، وحملوا بنادقهم نحو جبال كوردستان للزود عن حياضها.
قبل أيام، كان الرئيس البارزاني في لقاء مع فضائية «شمس» الكوردية والناطقة بالعربية، وقد شرّفها جناب الرئيس بحوار خاص مع الإعلامي اللبناني المخضرم إيلي ناكوزي والذي قد تهيّأ لأسئلته التي يتلهف لجوابها الكورد من مشاعر وحب الرئيس البارزاني، الذي برع كالعادة في الأجوبة التي كنا ككورد نتوقّعها من الرئيس.
حيث منحتنا الأمل بمستقبل زاهر للكورد، رغم كل ما يُحاك ضدّهم من ألاعيب الدول التي لا تتمنى الخير للكورد وكوردستان، ويشعر كلُّ مَنْ يكنّ للبارزاني التقدير العالي بالثقة المطلقة، لأن مَنْ يمسك بيديه وقلبه كل ما يعيد للكورد كرامتهم، وطموحهم في غدٍ يكون للكورد فيه كلمتهم المحترمة بين الأمم، لأن حامل لواء الكوردايتي الحقة والنبيلة هو الرئيس البارزاني…لهذا لا تتملكهم الريبة، ولا يسلكون درب الخوف من مصير مجهول.
الرئيس البارزاني بدا في مجمل اللقاء شديدَ القرب من نبض كلّ أهله الكورد، وعلى وجه الخصوص من قلوب أهله في غرب كوردستان، وهذا ما رسم البهجة والطمأنينة في نفوسنا جميعاً، ونحن نمرُّ في منعطف شديد الغموض في سوريا ما بعد الرئيس البعثي الفاشي المخلوع الذي ترك البلاد أثراً بعد عين، وفرّ بجلده إلى بلاد الثلوج والمشاعر الميّتة، إلى بلاد رجل الاستخبارات الذي لولا طيرانه ما كان للطاغية أن يستمرّ بعبئه القذر والثقيل على صدور السوريين طيلة أربع عشرة سنة هي الأشد وجعاً طيلة تاريخ سوريا المعاصر..
بقلب ناصع ردّ الرئيس البارزاني على سؤال أن الكورد في غرب كوردستان يكنون كل الحب والاحترام لجنابه، كان ردّ الرئيس كما صفاء قلبه، و(أودُّ أن أقولَ إنّي أبادلُهم نفس الشُّعور ونفس الحبّ) و(هم نورُ عيني وقلبي)
هكذا هو الرئيس كما عهدناه، ونبادلُ سيادتَه الحبَّ في أجمل صوره ومعانيه.