بغداد-التآخي
بمناسبة سقوط نظام بشار الأسد والتغيير الكبير الذي شهدته سوريا والشرق الأوسط، اصدر المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي،بياناً دعا فيه الى اجراء حوار وطني شامل في سوريا ونبذ العنف لحل الخلافات.
فيما يلي نص البيان
مع سقوط النظام الاستبدادي في سوريا، تدخل البلاد مرحلة تأريخية بالغة الأهمية تتطلب إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية تضمن مشاركة حقيقية لجميع مكونات المجتمع السوري. إن هذا التحول يعكس إرادة شعب عانى طويلًا من القمع والتهميش، ويؤكد حقه الطبيعي في تقرير مصيره بعيدًا عن التدخلات الخارجية وأجندات القوى الإقليمية والدولية.
إننا نؤكد أهمية أن تُدار العملية السياسية في سوريا من خلال حوار وطني شامل، يعتمد على نبذ العنف والسلاح كأسلوب لحل الخلافات، ويكرس مبدأ السيادة الوطنية كقاعدة لاستعادة القرار السياسي المستقل. إن التحدي الأكبر أمام السوريين اليوم يكمن في تجاوز الانقسامات وبناء دولة المواطنة التي تُعلي من شأن الهوية الوطنية الجامعة، بعيدًا عن النزعات الطائفية أو العرقية التي غذتها قوى لا تريد للمنطقة الاستقرار.
إننا ندعو جميع الأطراف المعنية إلى احترام إرادة الشعب السوري وتوفير الظروف المناسبة لتحقيق انتقال سياسي آمن وسلمي، يقوم على اساس العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان. كما نؤكد أن الحلول المستوردة أو المفروضة لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمات، وأن الحل الأمثل ينبع من الداخل، بمشاركة كل القوى الوطنية المخلصة.
وفي هذا السياق، نأمل بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية تمثل مختلف أطياف المجتمع السوري وأن تضع خارطة طريق واضحة للانتقال السياسي. ونتطلع ان يكون لمبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا دور محوري، مع تعزيز مشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية لضمان عملية انتقالية سلمية وسلسة تأخذ بعين الاعتبار التعددية السياسية والفكرية والقومية والأثنية، كما نشدد على أهمية التهيئة لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة وعادلة لجمعية وطنية تضطلع بمهمة صياغة دستور دائم للبلاد يخضع للاستفتاء العام، بما يضمن مشاركة كل السوريين في تحديد مستقبلهم وبناء دولتهم على أسس الحرية والديمقراطية والتعددية.
وان بناء دولة مدنية عصرية يتمتع مواطنيها في المساواة بالحقوق والواجبات دون أي تمييز هي الحصانة التي تُوصد الأبواب امام الفساد والطائفية والتدخلات الأجنبية.
إن الشعب السوري اليوم أمام فرصة تأريخية لبناء دولته على أسس الحرية والديمقراطية والتعددية، ونحن نثق بأن وعيه السياسي وإرادته الصلبة كفيلة بتحقيق هذا الهدف، مهما كانت التحديات.
المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي
8 كانون الأول 2024