المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية لرووداو: قلقون من توسعة نطاق الحرب من لبنان إلى العراق

 

 

متابعة التآخي

أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساموئيل ويربيرغ، أن بلاده قلقة من إمكانية أن يوسع أي طرف من الأطراف حالة الصراع في المنطقة، بما في ذلك الجماعات المسلحة العراقية، في سياق الحرب بلبنان، مشيراً إلى أن “الميليشيات” العراقية زادت من نشاطاتها المزعزعة للاستقرار بعد 7 تشرين الأول.

 

وجاء ذلك في مقابلة أجرتها شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الخميس (26 أيلول 2024)، مع ويربيرغ، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 المنعقدة في نيويورك، منذ الثلاثاء الماضي، والتي يشارك فيها وفد عراقي برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

 

أدناه نص الحوار:

 

رووداو: لقد شاهدنا الرئيس بايدن يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول العديد من القضايا، ولكن دعنا نركز على الشرق الأوسط. لقد تناول مسألة وقف إطلاق النار في غزة، وتحدث عن أحداث 7 أكتوبر وما تلاها. برأيك، لماذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار حتى الآن؟ ما هو السبب الرئيسي وراء ذلك؟

 

ساموئيل ويربيرغ: كما سمعنا من خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، كان خطابا قويا وهو كان يركز على بعض الأولويات الأميركية، على رأسها الجهود المستمرة لأنها ليس فقط الحرب في غزة والحروب في الشرق الأوسط، ولكن كل الحروب والنزاعات والصراعات في العالم. وهي أولوية أولى وأولوية ثانية لجهود تقوية النظام الإنساني العالمي، وثالثا الإصلاح في مؤسسات الأمم المتحدة.

 

بالنسبة لهذه الجهود، من أولوياتها الأولى لإنهاء الحروب في العالم، أحدها جهود إنهاء الحرب في غزة، وهي أحد هذه المحدثات والمناقشات المستمرة كما معروف من قبل الولايات المتحدة بوساطة مع مصر وقطر. نحن نحاول أن نحث الأطراف خاصة حركة حماس وإسرائيل لقبول الاتفاق. وبالنسبة للمعلومات لدينا كل تفاصيل الاتفاق معروفة، ومن الممكن أن الجانبين، إسرائيل وحماس، اتفقا على 95٪، ولكن كما علمنا من أي مفاوضة أخرى في الماضي، أنه من الممكن أصعب شيء هي الخطوة الأخيرة، وهذه الـ500 متر الأخيرة، أو الكيلومتر الأخير، لذلك يجب مضاعفة الجهود لحث الأطراف، لأننا نراهن أن هناك الآخر كيلومتر كما بين هذه الحرب في غزة والتوترات الأخرى الأوسع في المنطقة.

 

رووداو: أميركا تلعب دور الوسيط كما ذكرت. هل مارستم ضغوطاً للقبول بشروط حماس الجديدة؟ ما الذي سمعتموه من حماس عبر وسطاء مثل قطر ومصر؟ دعني أسأل أيضاً: هل تتوقعون وقفاً قريباً لإطلاق النار في هذا الشهر أو الشهر المقبل؟

 

ساموئيل ويربيرغ: بالنسبة للمواعيد صعب جدا أن أتكهن بها، لأن في نهاية المطاف ليست الولايات المتحدة أو مصر أو قطر أن تفرض الحلول أو إيراداتها أو القرار النهائي، لذلك يجب أن نرى حماس وإسرائيل للقبول بالاتفاق، لذلك يجب الانتظار لنرى، خصوصا أنه سمعنا شيئا مهما جدا من الوزير بلينكن مؤخرا حيث تكلم حول التحدي بالنسبة للإرادة السياسية، إذن بالرغم من كل التفاصيل الموجودة ونحن نعرف الملفات لا تزال معلقة منها ممر فيلادليفيا وبعض الأسماء في لائحة الأسرى الفلسطينيين وإلى آخره. هناك نقص في الإرادة السياسية من قبل الجانبين.

 

رووداو: كلاهما إسرائيل وحماس؟

 

ساموئيل ويربيرغ: هو لا يشير فقط لحماس، هناك نقص في الإرادة السياسية في الجانبين، وحتى الآن من جانب الولايات المتحدة نرى أن قبول الاتفاق ممكن، ولكن يجب أن نرى هل فعلا هناك إرادة سياسية من الحكومة الإسرائيلية ومن قبل يحيى السنوار وحركة حماس.

 

رووداو: فيما يتعلق بالمنطقة، بينما تُبذل جهود لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة، تبرز مخاوف من أن يتجاوز القتال حدوده الحالية ويمتد إلى لبنان. هل تخشون توسع نطاق الحرب لتشمل العراق أيضاً؟ خاصة وأن هناك فصائل مسلحة في العراق تشكل جزءاً من جبهة المقاومة، تهاجم إسرائيل وتدعم حزب الله. هل لديكم أي مخاوف بهذا الشأن؟

 

ساموئيل ويربيرغ: نعم، بشكل عام، منذ الساعات والأيام القليلة بعد 7 تشرين الأول، كان لدى الولايات المتحدة قلق بالنسبة لإمكانية أي طرف من الأطراف في المنطقة، ليقوم بتوسعة رقعة الحرب، ولذلك بذلنا جهودا دبلوماسية مستمرة بوساطة مع دول أخرى في المنطقة وبتنسيق مع الأمم المتحدة والأصدقاء في المنطقة لخفض التصعيد في المنطقة، كل الإجراءات التي رأيناها في المنطقة من قبل الولايات المتحدة هي من أجل خفض التصعيد.

 

ولكي أجيب على الجانب الآخر من سؤالك؛ بالنسبة لهذه الميليشيات في العراق وفي أماكن أخرى بكل أسف هذا ليس بشيء جديد، أي أنها لم تبدأ بعد 7 تشرين الأول، وإنما منذ سنوات رأينا وعندما أقول رأينا لا اقصد الولايات المتحدة فقط، ولكن كل العالم والمجتمع الدولي، رأينا كيف يستغل النظام الإيراني الفراغات الأمنية في لبنان وسوريا واليمن، لتصليح وتمويل وكلائها بما فيهم حزب الله وحماس، وهذه الميليشيات في العراق وإلى آخره، إذن هي ليس شيئا جديدا، ورد الفعل الأميركي والتنسيق مع حلفائنا بما في ذلك الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان، مستمر منذ سنوات وليس فقط منذ 7  تشرين الأول، لمنع إيران من هذه النشاطات المزعزعة للاستقرار، ولكن يجب أن ندرك كيف بعد 7 أكتوبر أن  كل هذه الميليشيات ووكلاء إيران الممولة من طهران، قامت بزيادة النشاطات المزعزعة للاستقرار، وقامت باستغلال الوضع الإنساني في غزة بالرغم من أنها لم تقدم ولن تقدم أي شيء للشعب الفلسطيني، فهؤلاء جميعا من الحوثيين وحزب الله، كلهم يتحدثون باسم الشعب الفلسطيني دون توفير أي شيء لهم سوى الدمار والموت.

 

رووداو: فيما يتعلق بالعراق، اجتمع الوزير بلينكن مع رئيس الوزراء العراقي لبحث ثلاثة مواضيع رئيسية: الوضع في المنطقة الذي ناقشناه، ومستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق. يقول المسؤولون العراقيون أن كل شيء قد انتهى، بما في ذلك مسودة الاتفاق، ولم يتبق سوى الإعلان عنه. ما الذي يمكن أن تخبرني به حول هذا الموضوع؟ هل تم التوصل إلى اتفاق ؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يُعلن؟ أو متى سيّعلن؟

 

ساموئيل ويربيرغ: نعم إذن نحن نتوقع أن في الأيام القادمة خلال أسبوع أو أسبوعين. لا أريد تحديد موعد معين لكن في الأيام والأسابيع القادمة، سنسمع بشكل أكبر عن الموقف ولا أقصد الموقف الأميركي، وإنما الموقف المشترك، لأن الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق هو الأهم، وعندما نقول هناك اتفاقا أو صفقة؛ كان هناك صفقة أو كان هناك اتفاق منذ سنوات بالنسبة لوجود الجيش الأميركي والتحالف الدولي في العراق، هذا كان بدعوة من الحكومة العراقية وثانيا لمكافحة الإرهاب فقط، ولذلك يجب أن نرى في هذا سياق الاتفاق الذي كان خلال السنوات الماضية، كيف نحن سنقوم بالتغيير إذا الظروف تغيرت، حيث يجب أن نقوم بتغير أو على الأقل يجب أن نجدد هذه العلاقة الدفاعية والأمنية مع العراق.

 

رووداو: هل توصلتم إلى اتفاق بشأن هذه التغييرات؟ هل توصلتم إلى اتفاق مع العراق لانهاء مهمة التحالف الدولي؟

 

ساموئيل ويربيرغ: حتى الآن ليس هناك أي إعلان أو بيان رسمي لأقوم بمشاركته، لكن كما قلت منذ أسابيع، كنا نعرف أنه منذ الإعلان من قبل وزير الدفاع أوستن، كنا نرى أن الحكومة الأميركية والحكومة العراقية تتدخل في هذه المناقشات لنضع الظروف المناسبة بالنسبة لاستمرار هذا التنسيق بين البلدين، إذن نتوقع أنه في الأيام ويمكن خلال أسبوع أو أسبوعين سنسمع أكثر.

 

رووداو: الموضوع الثالث، ما رأيته في بيان الخارجية الأميركية، هو موضوع صادرات النفط من إقليم كوردستان. في العام الماضي بحث  الوزير بلينكن هذا الأمر مع السوداني، وهذا العام أيضاً. ما هو موقف الولايات المتحدة بهذا الشأن؟ ما تعليقكم بشأن بقاء هذه المشكلة لفترة طويلة دون حل؟

 

ساموئيل ويربيرغ: صحيح، هذا موضوع وملف مهم جدا، وأنا كدبلوماسي أشتغل في العراق منذ سنوات، حيث كنت أعرف منذ العام 2009 حينها كنت في العراق، ولاحظت بعيني أن هذا الملف مهم جدا بالنسبة للاقتصاد العراقي بشكل عام، وبالنسبة للتنسيق الجذري للاقتصاد بين الحكومة المركزية والحكومة في إقليم كوردستان، ولذلك الولايات المتحدة ترى لاسيما وأنه لديها نفس التجربة بالنسبة لحقول النفط المشتركة بين ولايات وولايات أخرى، أي موارد تبعية مشتركة بين الولايات المتحدة وكندا والولايات المتحدة والمكسيك، وكل هذه التحديات توجد لها حلول تقنية وفنية، ولذلك منذ سنوات كانت الولايات المتحدة تقول أنها مستعدة لتقديم أي مساعدة فنية تقنية بين الجانبين.

 

رووداو: هل ترون أي حل لهذه المشكلة؟

 

ساموئيل ويربيرغ: بدون شك. أنا لست خبيرا، ولكني أقول لدينا خبراء كلهم مستعدون لتقديم المساعدة الفنية والتقنية للحكومة الإقليمية في أربيل والحكومة المركزية في بغداد. هذا ليس حلا سياسيا فقط، وإنما هناك تقنيات وبعض التفاصيل المهمة ويجب أن نرى هل هناك كما تحدثنا عن بعض المواضيع، بأنه هل توجد إرادة سياسية من الجانبين.

 

رووداو: هل تعتقد بأن إرادة سياسية تقف وراء ذلك؟

 

ساموئيل ويربيرغ: هذا ممكن ولكن في نهاية المطاف يجب أن نسمع من العراقيين ليس من الولايات المتحدة، فليس الولايات المتحدة من تفرض هذه الإرادة السياسية، ولكن من جانبنا كنا نرى ولا زلنا نرى، أن كل الشعب العراقي لديهم الحق أن يستفادوا من الموارد الطبيعية.

 

رووداو: سؤالي الأخير، كان هناك وفد كوردي صغير ضمن الوفد العراقي الذي التقى بمسؤولين أميركيين وأعضاء في الكونغرس ومسؤولين من دول أخرى. كيف تقيم وجود ممثلي الكورد في الأمم المتحدة؟ وإلى أي مدى تعتبر مشاركتهم مهمة، خصوصاً أن تعداد الكورد يصل إلى نحو 50 مليون نسمة. ورغم أنهم حضروا ضمن الوفد العراقي، إلا أنه لا يوجد تمثيل للكورد بشكل مستقل في الأمم المتحدة. ما رأيك في هذا الأمر؟

 

ساموئيل ويربيرغ: بدون شك مهما جدا لنرى ممثلين من أي دولة أو أي إقليم أو أي شعوب في العالم، لأن كما سمعنا من الرئيس بايدن في خطابه هو كان يتكلم حول هذه الأولويات والأولوية الأولى الجهود لإنهاء الحروب، ولكن الأولوية الثانية والثالثة مهم جدا جدا بالنسبة لمحاولة تقوية النظام العالمي الصحي والإنساني، وهو كان يقول إنه ليس من الممكن أن نفعل ذلك فقط على مستوى الدولة. يجب أن تكون لدينا علاقة مع كل الأقاليم وكل الشعوب والمؤسسات والحكومات وليس فقط حكومات فدرالية، ولكن إقليمية ومحلية في كل إنحاء العالم، لنتعامل ونتصدى للكوارث البيئية والإنسانية والحروب إلى آخره. شيء آخر هو التركيز حول جهود الإصلاح، هنا في مؤسسة الأمم المتحدة.

 

رووداو: كتدريب أعضاء جدد من الكورد والفلسطينيين؟

 

ساموئيل ويربيرغ: كل الجهود لضم الشعوب في العالم للأمم المتحدة، ولهذه المؤسسات، ليس من الممكن أن نتكلم الآن كيف الشكل لهذه الانضمام، ولكن من اللازم أن نتكلم هذه الأسبوع في نيويورك حيث كل العيون في العالم وكل وسائل الإعلام في العالم تركز على ماذا يحدث هنا في نيويورك. هل كل الشعوب تشعر أنها لديها صوتا هنا؟ هذا سؤال أساسي.


 

قد يعجبك ايضا