صادق الازرقي
يشير المتخصصون بتصميم وصناعة المواد الانشائية الى انه بالإمكان إنتاج مواد بناء تقاوم درجات الحرارة المرتفعة وتسهم في تلطيف الجو، منوهين الى عديد المواد والتقنيات الحديثة التي تساعد في تحقيق ذلك، ومنها، الخرسانة العازلة للحرارة التي تتضمن إضافة مواد عازلة إلى مكونات الخرسانة التقليدية لتحسين خصائصها العازلة.
وكذلك يمكن استعمال الزجاج العاكس في النوافذ والمباني لتقليل كمية الحرارة الشمسية التي تدخل إلى الداخل، مما يساعد في الحفاظ على درجات حرارة منخفضة في داخل المبنى.
كما تستعمل الدهانات العاكسة للحرارة، وهي دهانات خاصة تحتوي على مواد تعكس جزءا كبيرا من الأشعة الشمسية، مما يقلل من امتصاص الحرارة.
ومن المواد البنائية ايضا الألواح الشمسية التي يمكن استعمالها ليس فقط لتوليد الكهرباء، بل أيضا لتوفير الظل وتخفيف تأثير الحرارة على المباني، كما يتواجد الطابوق الطيني أو الحراري ويستعمل هذا النوع من الطوب في المناطق الحارة لأنه يمتاز بقدرة عالية على العزل الحراري.
وكل ذلك بحسب جهات التخصص التي تشير الى التصميم السلبي للمباني الذي يعتمد على استغلال العوامل الطبيعية مثل اتجاه الرياح وأشعة الشمس لتقليل الحاجة إلى التبريد والتدفئة الاصطناعية، كما ان زراعة الأسطح والجدران بالنباتات يمكن أن يساعد في خفض درجات الحرارة في داخل المباني بشكل طبيعي.
هذه المواد والتقنيات يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين راحة السكان وتقليل استهلاك الطاقة للتبريد في البيئات الحارة.
ومن الملاحظ ان البناء في العراق وفي بلدان الشرق الاوسط الحارة لم يزل يٌبقي على التقنيات القديمة في بناء المنازل برغم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وان استمرار استعمال التقنيات القديمة في بناء المنازل في العراق برغم تصاعد درجات الحرارة يعود إلى عدة عوامل، منها، التكلفة، فالتقنيات والمواد الحديثة غالبا ما تكون مكلفة مقارنة بالتقنيات والمواد التقليدية، مما يجعل الناس يفضلون الاعتماد على ما هو متاح ومناسب لميزانياتهم.
كما ان العمال والمهندسين في كثير من الأحيان يفضلون استعمال التقنيات التي يعرفونها جيدا ولديهم خبرة طويلة في استعمالها، مما يجعل التحول إلى تقنيات جديدة أقل جاذبية، وكذلك فان المواد التقليدية غالبا ما تكون متوفرة بكثرة وبأسعار معقولة، فيما قد تكون المواد الحديثة أكثر ندرة وأغلى ثمنا.
وبعض المجتمعات تفضل الحفاظ على الطراز المعماري التقليدي والتصاميم التي تعكس تاريخها وتراثها، مما يجعل التحول إلى أساليب بناء حديثة أقل جاذبية، كما ان البنية التحتية قد لا تكون مصممة لاستيعاب بعض التقنيات الحديثة، مما يتطلب استثمارات كبيرة للتحديث.
وبشكل عام، يمكن أن تكون هناك مقاومة للتغيير والتحديث بسبب الخوف من المجهول أو الفشل في تحقيق النتائج المرجوة.
ولكن، من المهم الإشارة إلى أن هناك اهتماما متزايدا بالاستدامة وكفاءة الطاقة في العراق، مما قد يؤدي إلى تبني التقنيات الحديثة بشكل أوسع في المستقبل؛ وان برامج التدريب والتوعية بشأن فوائد استغلال التقنيات والمواد الحديثة، يمكن أن تسهم في تعزيز هذا التوجه.
ونحن نرى وجوب ان يكون للحكومة العراقية والجهات المعنية دور في مساعدة الناس على البناء الحديث المقاوم للحرارة، وتشجيع السكان على استعماله.