محمد جواد أموري .. قصة اللحن العراقي الشجي

 

متابعة التآخي

يقف الملحن الكبير محمد جواد اموري على تاريخ زاخر بالعطاء والابداع اللحني وأحتل مكانة مهمة في عالم الغناء العراقي خلال مدة تمتد لنصف قرن امضاها في اكتشاف الاصوات الغنائية. واكتشاف الالحان التي تنسجم وطبقاتها الصوتية، وبعد رحلة البحث والتنقيب في استخراج الأنغام والبحث عن القصائد،

التي مازال الناس يرددونها لما تتضمنه من صدق العاطفة وانثيالات المشاعر، وهي تعكس صدى تلك الايام المعطرة بالذكرى والحنين والعاطفة، وتترجم آهات وحزن ولوعة العشاق وهم يكابدون قساوة الواقع والحرمان، المنبعثة من صوت الملحن اموري وكأنه نواح يرثي به موت الاحلام والسعادة المسروقة من واقع الناس.

الملحن(اموري) تعرض الى حادث دهس رقد على اثره على فراش المرض وتسبب هذا الحادث بكسور في انحاء مختلفة من جسده، وبينما هو يتماثل الى الشفاء، قمنا بزيارته ومن حصاد هذه الزيارة كان هذا الحوار ..قبل رحيله إلى عالم الأبدية.

 

كيف ينظر الفنان محمد جواد اموري الى رفاقه وهم يرحلون عن دنيا الفن، وهل اضفت عليه التحولات الكبيرة التي مر بها المجتمع العراقي، من تحولات جديدة على مستوى الالحان، كيف ينظر الى الساحة الفنية الان.. هذه الاسئلة وغيرها يجيبنا عنها الملحن محمد جواد اموري، قائلا:

لم أفكر في شيء سوى الرجوع الى الوسط الفني، وكنت اشعر بألم نفسي اضافة الى الالم الجسدي، كوني عاجزا عن احتضان العود، فقد تكسرت يداي الاثنتان، وعازف العود يحتاج الى يديه، هذه المعاناة استمرت لثلاثة شهور.

ويضيف(اموري) انا من هواة السفر، وجواز سفري، آلة العود، التي احملها معي في كل رحلة، فالناس تريد من محمد جواد اموري ان تسمع غناءه وقد جاءني الناس من مختلف انحاء العالم من السويد والدنمارك والخليج وإيران، وهذا دليل على الصدق المتبادل بيني وبين الناس.

 

 

ويقول: لم يكتشفني أحد، درست الموسيقى وعبرت سلم الفن خطوة بعد خطوة، الذي شجعني ابن عمتي الموسيقي الراحل لطيف المعملجي. دخلت دار المعلمين في الاعظمية وكنت الاول على دفعتي خلال ثلاث سنوات، وكان الاستاذ المرحوم أكرم رؤوف مسؤول عن درس الموسيقى، الذي تعلمت على يديه اصول الموسيقى ونظرياتها على الطريقة التركية، خلال ثلاثة شهور واصبحت عازف عود ونوطة وعندما يغيب او يكون تعبا كنت اقود الفرقة، وذات مرة صرح بكلام يخصني هو انه لا يرغب بتعليم طالب من الطلاب، لكن محمد جواد اموري تعلم رغما عني.

ويذكر الملحن اموري انه عندما كان طالبا في المعهد وعاد الى مدينته طويريج عام 1952، صادف زواج جار له وكان المطرب الريفي عبد الامير الطويرجاوي يحيي الحفلة، ولم يوجد عازف للعود فطلبوا مني ان اعزف له وعندما انتهت الحفلة، ابدى اعجابه بي وتنبأ لي بمستقبل باهر.

انت من بيئة ريفية تحتفظ بالتقاليد العشائرية والطابع الديني، إذا أردنا ان نعود الى عالم الطفولة، ما مدى تأثير هذه الاجواء على ميولك الفنية ونمو موهبتك؟

ـ كنت متأثرا، ومأخوذا بشكل كبير بالقراءات الحسينية، وكنت اقول في نفسي لو تحولوا هؤلاء الى مطربين، ترى ماذا سيفعلون كنت معجبا بأصوات بعض المغنين، الذين يغنون في الاعراس وحفلات الختان واذكر منهم: عزيز الروح، مهدي القزويني، ورقصة الخناجر التي تظهر في اغنية البرتقالة كان يرقصها مهدي القزويني، منذ ذلك الزمن.

ويعود الفنان محمد جواد اموري مستذكرا طفولته ويقول:

ـ الناس عادة في المدن الكبيرة يكونون مشغولين بالأعمال، اما قضاء الهندية فمعظم الشباب ينظمون الشعر والدارمي والأبوذية، فهم في مباراة شعرية مستمرة، لذلك تنشأ الافكار الجديدة على مستوى اللحن والشعر، فتركت هذه البيئة صداها في مخيلتي وذاكرتي، وكنت ابحث منذ الصغر عن الالة الموسيقية، التي فيها احاسيسي، كان حينها الناي يصنع من الطين، لكنه لايؤدي عزفا صحيحا، كان والدي نجارا وعندما ذهبت الى بغداد، رأيت الآلات الموسيقية، فأخذت لوحة ومسامير واسلاكا، وصنعت بنفسي الة القانون، ثم اشتريت نايا من القصب وكنت اصعد على الكرسي لأعزف في المدرسة.

الملحن الكبير محمد جواد أموري في أغاني له وعلى العود:

(مالي شغل بالسوگ مريت أشوفك) (شضحيلك) الأغنيتين أداها المطرب المبدع حسين نعمة، وفي أغنية من الحانه (نوبه الهوا شمالي.. نوبه الهوا جنوبي)

غناها المطرب المغدور (صباح السهل)، ومن الأغاني الرائعة لفترة السبعينات

(أفز بالليل) (آنا لحبك) الأغنية الأولى كان قد غناها المطرب الرحل ستار جبار وآخرون. وفي أغنية (يا حريمه) (چلمة حبيب أنتهت) الأغنية الأولى قد غناها المطرب الفنان حسين نعمه ومن الأغاني الجميلة.

 

 

 

كثير من المطربين والمطربات قد لحن لهم الأستاذ محمد جواد أموري على مدى الخمسين عاما الماضية وهو من المبدعين في مجال التأليف والتلحين الموسيقى.

11/7/2014 اختارت السماء أن يلحن لها في عالم الخلود أغنيته الأخيرة وعلى عوده العراقي الحزين…

قد يعجبك ايضا