يونس حمد – أوسلو
إن الدمار والمصائب التي حلت بالشعب الكوردي لم تحدث لأي شعب آخر على وجه الأرض. ولم أخوض في تفاصيل الدمار والإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الكوردي عبر التاريخ، كما قال وكتب عن تلك المآسي العديد من السياسيين والمؤرخين والكتاب والإعلاميين وغيرهم من أصحاب الضمائر الحية. كل هذه المآسي التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي كانت تهدف إلى الاستسلام والاخضاع ، لكن العكس كان دائماً هو الصحيح. ولم يستسلم الشعب وظل صامدا في وجه كل تحديات الإبادة الجماعية والأسلحة الكيميائية والتهجير القسري.
إن الأنظمة الحاكمة في العراق منذ عشرينيات القرن الماضي، أي منذ تأسيس الدولة العراقية بمباركة الاستعمار البريطاني وحتى يومنا هذا، لم تبخل في ارتكاب الجرائم بحق شعب أعزل وكان طموحهم الوحيد هو العيش في سلام وأخوة مع الجميع.
إن أهداف الحكومات المتعاقبة كانت ولا تزال غير عادلة وظالمة إلى أقصى حد، إنه يريد أن يُخضع الناس لإرادته، لكن هذا لا يحدث أبدًا، ولأن التاريخ شاهد على المقاومة، فقد تغلب الشعب الكوردي دائماً وبكل فخر على هذه المشاكل حدث هذا لهم.
بعد 2023، وتحت ستار القانون وللأسف أمام أعين أمريكا الحاضرة على الأرض، تحاول بغداد جاهدة إخضاع الكورد للاستسلام. وهنا ستكون الحكومة الحالية في بغداد أعلم أن هذا لن يحدث أبدًا. ومن المستحيل أن يستسلم الكورد لقراراته المجحفة والصعبة. وكان من في السلطة اليوم ممن قطعوا الرواتب يختبئون تحت المظلة الكوردية و جبال كوردستان، لحمايتهم من الموت والاضطهاد من قبل أنظمة بغداد السابقة ،واليوم يقومون بقطع الراتب الشهري لرب الأسرة الذي يعتاس أطفاله بهذا الراتب المستحق، وتريد سلطات بغداد أن يكون ذلك إهانة للشعب الكوردي. منذ عشر سنوات وبغداد تقطع الرواتب لأسباب غير منطقية وذرائع وهمية.، منذ نحو 20 عاما خالفت أحكام الدستور، عندما لا يعجبه شيء ما، فإنه يأخذه إلى المحكمة الفيدرالية ، وهو يعطي السلطة والقرارات لتلك المحكمة ويصدر قرارها خلال ساعات أو أكثر، لكن النصوص الدستورية تغطي أذنيه بالقطن، وتغمق عينيه بالقماش.
لسوء الحظ، هذه هي المحكمة الفيدرالية. هناك شيء مهم ويجب أن يعلم الجميع والحكومات في بغداد الحالية والمستقبلية أن الشعب الكوردي لن يستسلم ولن يحدث ذلك أبداً، وأن الشعب هو السند القوي لوطنه ولن يستسلم مرة أخرى للحكومات التي حكم بالعصي والحديد والرصاص والدمار.