مفاجأة البارتي في دهوك

آراس جواد

في مرحلة ما قبل تحديد موعد أجراء انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان، كانت هناك محاولة لفرض أجراء انتخابات محددة النتائج مسبقاً بعيدة عن ارادة ومصالح اقليم كوردستان ومواطنيه،وكان المستهدف من تلك المحاولة المشبوهة هو الحزب الديمقراطي الكوردستاني.

تم منح وعود للأطراف السياسية المعارضة للحزب الديمقراطي الكوردستاني،منها تغيير قانون الأنتخابات، وانتهاك حقوق الأقليات، وتهميش دور المؤسسات الشرعية والدستورية في اقليم كوردستان. لكن الرئيس “مسعود بارزاني” بحنكته وسياسته الحكيمة، ومن منطلق رفض فرض الأرادات الأجنبية على ارادة الشعب الكوردستاني، رفض ذلك النظام غير القانوني وغير الدستوري واصر على اجراء انتخابات شفافة ونزيهة،بعيداً عن التدخلات الخارجية والمؤامرة المعدة نتائجها مسبقاً.

وبعد صراع صعب وشاق وجهود كبيرة ،تم اجراء الإنتخابات و كانت النتيجة فوز ارادة شعب كوردستان على الإرادة الأجنبية ومؤامرات الخصوم ،وكما كان الحزب الديمقراطي الكوردستان وفياً للشعب، جدد شعب كوردستان وفاءه للرئيس بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني.

بقي البارتي كما في الإنتخابات السابقة في اقليم كوردستان في طليعة القوى المشاركة من دون منافس، وحصل على ثقة القسم الأعظم من الكوردستانيين، لكن المفاجأة الكبيرة للأنتخابات الأخيرة، كانت اصوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظة دهوك. استناداً الى النتائج النهائية لإنتخابات برلمان كوردستان،الذي اعلن من قبل المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات العراقية ،إذ حصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الدوائر الأربعة على (812.794) صوت، منها (402.152) صوت في دائرة محافظة دهوك. ومقارنة مع الإنتخابات السابقة في عام 2021 حصل الحزب في محافظة دهوك على (140.000) صوت اضافي، في حين حصلت جميع الأحزاب الكوردستانية (الإتحاد الوطني، الجيل الجديد، الإتحاد الإسلامي، الموقف،الجماعة الإسلامية، جبهة الشعب،تحالف اقليم كوردستان،حركة التغيير،التحالف الوطني، والعصر) في دائرة محافظة دهوك على (134.046) فقط، ما يعني ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد حصل في هذه المحافظة على ثلاثة اضعاف اصوات جميع الأحزاب والكيانات المشاركة في الإنتخابات، وفي عين الوقت دلالة على ان اصوات البارتي في دائرة دهوك وحدها،يعادل اصوات الإتحاد الوطني في الدوائر الأربعة (السليمانية وحلبجة واربيل ودهوك)، هذه النتائج المذهلة،كانت مفاجأة بالنسبة لمنافسي البارتي، والسبب الرئيس لهذ الفوز الساحق والكبير للبارتي في دهوك يعود الى دور القائد “منصور بارزاني” قائد الفرقة الأولى وقوات كولان، الذي اشرف على قائمة الحزب في دهوك بأمر مباشر من الرئيس “مسعود بارزاني”.
لا شك ان هذا الفوز الكبير للقائد “منصور بارزاني” لم يأت عن طريق الصدفة،وانما يعود الى قوة قاعدته الجماهيرية بين شرائح وفئات المجتمع.
وقف القائد “منصور بارزاني” في جميع المراحل الصعبة والأحداث، الى جانب الجماهير، وفي الأوقات والظروف الحرجة،هرع لمساعدة ابناء شعب كوردستان. واذا اردنا التحدث عن محافظة دهوك وحدها ،فإن القائد “منصور بارزاني” منذ ملحمة سحيلا البطولية، ومروراً بمساعدة المتضررين من سيول دهوك وزياراته المستمرة لعوائل الشهداء والمناضلين وتقديم المساعدة للعوائل المتعففة وذوي الإحتياجات الخاصة،كان دوماً الى جانب الجماهيرالكوردستانية ولم يتركها لحظة في احلك الظروف. مايعني انه متى ما واجه الأمن والإستقرار في الأقليم خطر او تحدياً ما، كان ل”منصور بارزاني” حضور فاعل لمواجهته،من اجل الحفاظ على امن وحياة المواطنين،وحتى اثناء الكوارث الطبيعية،رأينا هذا القائد الميداني الشجاع يهرع لمساعدة المنكوبين،ولم يتوانَ لحظة عن مساعدة الفقراء والمحتاجين، وهذا الكرم والسخاء والعطاء والتضحيات جعل من “منصور بارزاني” قائد يحظى باحترام وحب الجماهير الكوردستانية وتعزيز موقعه بين شرائح المجتمع الكوردستاني، وهذا ليس رأيي الشخصي، وانما رأي شعب كوردستان الذي اثبت تلك الحقيقة الدامغة من خلال مشاركته الفاعلة في الإنتخابات والتصويت للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
ونتائح الإنتخابات الأخيرة عززت الحقيقة التالية، ان “منصور بارزاني” ليس قائداً عسكرياً شجاعاً فحسب، وانما قائد سياسي يمتاز بحنكة وذكاء سياسي متميز.

قد يعجبك ايضا