تفاصيل “مريبة” من الداخل: مصفى كربلاء سيتوقف.. العراق استلمه بـ70 عيبا بتواطؤ مع الشركة الكورية

الجزء الاول

متابعة

لم يمر سوى عام واحد فقط على افتتاح مصفى كربلاء الضخم الذي كان العراق يعول عليه لإيقاف استيراد البنزين والمشتقات النفطية كافة، وبكلفة انشاء بلغت 7 مليار دولار، الا انه خلال هذه الفترة توقف المصفى لأكثر من مرة لأغراض الصيانة، واليوم لايزال متوقفا منذ مدة مما تسبب بأزمة كاز واضحة في عدد من المحافظات.

لكن بعيدًا عن الظاهر، والدخول في عمق التفاصيل والكواليس، تتكشف فظائع كبيرة وخطيرة عن حقيقة ما يحدث داخل المصفى وفقا لما كشفه مصدر مطلع وقريب مما يحدث.

وأوجز المصدر في حديث للسومرية نيوز، ما يحدث داخل المصفى وما فيه من مشاكل وعيوب فنية تتجاوز الـ60 عيبًا، غير ان المشكلة لا تقتصر على وجود عيوب فنية فقط، بل شبهات فساد وهدر مال عام وتواطؤ من قبل إدارة المصفى او شركة نفط الوسط مع الشركة الكورية المنشئة للمصفى، من قبيل توقيع استلام المصفى قبل ان تنجز الشركة اعمالها مما يجعلها “سليمة من ناحية الغرامات التأخيرية ” وكذلك غير مسؤولة عن المشاكل التي ستظهر فيما بعد، بالإضافة الى تسليمها أموالها كاملة خلافا للعقد الذي يوجب الإبقاء على جزء من المبلغ كأمانات ضريبية.

تخسف ومبادلات حرارية متهشمة ومواد رديئة

ويقول المصدر للسومرية نيوز، ان المصفى يحتوي على تشققات في الأساسات الكونكريتية وأرضيات بعض الوحدات الانتاجية وحصول تخسف في اساسات أحد خزانات النفط الخام وتمت معالجتها بصورة وقتية، وسبق ان حصلت تشققات كبيرة في اساس احدى المبادلات في وحدة توليد الكهرباء وكذلك تشقق كبير في اساس احد خزانات النفط الاسود اثناء التشغيل التجريبي، وكل ذلك بسبب اخطاء تصميمية في حسابات التمدد الحراري للمعدات وشبكات الانابيب وهذا عيب تصميمي خطير جداً، ويؤدي الى تسرب النفط والمنتوجات وحتى حصول حريق.

 

 

 

ومن المشاكل الأخرى، ان الشبكة المائية الخاصة بمنظومة الإطفاء تعاني من فقدان مستمر وتسريبات لكميات كبيرة من المياه تحت الارض في مفاصل عديدة من الشبكة، مما قد يسبب تخسفات في الطرق والابنية مستقبلا، كما ان التسرب يفقد الشبكة ضغطها الذي يجعلها تنطلق فور حدوث حريق، وهذا يعني ان عملية الإطفاء ستكون فاشلة بسبب التسرب وفقدان الضغط.

وبحسب المصدر، فإن الكثير من المعدات التي تم نصبها في المصفى غير مطابقة للمواصفات الأساسية، مثل مضخات المواد الكيميائية التي عانت من تهشم كامل لا جزاءها الداخلية نتيجة تصنيعها من مواد غير مطابقة للمواصفات، فضلا عن المعدات الثابتة مثل المبادلات الحرارية المتأكلة، وبالرغم من ان وزارة النفط اوصت باستبدال المبادلات جميعها البالغة 370، الا انه لم تنفذ تعليمات الوزارة حتى الان .

تخسف ومبادلات

 

 

تلوث وتوقف.. المصفى يعمل بطاقة 65% فقط

 

ويشير المصدر الى ان المصفى توقف عدة مرات خلال سنة الضمان نتيجة تلوث منتجات وحدة التكرير بفعل حصول تسريب في المبادلات الحرارية، مبينا ان المصفى يعمل حاليا بطاقة 65% فقط منذ عدة اشهر بسبب تسرب في المبادلات ولم يتم العمل على صيانتها لحد الان، بالرغم من انه من المفترض ان يعمل المصفى بطاقة 100‎%‎ لكن في الستة اشهر الاولى من 2024 كان معدل انتاج البنزين المحسن والسوبر 5 ملايين لتر يومياً وحسب التصميم يجب ان ينتج اكثر من 8 مليون لتر يومياً، وهذا ما يعني خسارة مالية خلال 6 اشهر تبلغ أكثر من 500 مليار دينار لمنتوج البانزين فقط ما عدا المنتوجات الأخرى، فضلا عن وجود نقص في انتاج الغاز السائل بنسبة 40% ونقص في انتاج النفط الابيض .

اطلاق مستحقات الشركة الكورية على معدات معيوبة

ويبين أن “العيوب الجوهرية لاتزال بدون خطة تصليح، كما ان مبلغ التأمينات النهائية لحسن الاداء المحجوزة البالغة 2.5%‎ لا تكفي لعمليات تصليح العيوب الكثيرة جداً، وتحتاج فترة تصليح العيوب إيقاف المصفى حوالي 4 الى 6 اشهر، مما سيؤدي الى خسائر كبيرة بالأموال.

ويشير الى انه تم اطلاق مستحقات الشركات الكورية المقاولة واطلاق التأمينات الأولية بالرغم من وجود اعمال معيوبة وجميع تقارير الاستشاري قبل الاستلام الاولي تؤكد ان هناك عيوب جوهرية وصل عددها الى 68 عيبا، كما لا يوجد اي سند قانوني ولا تعليمات حكومية تسمح باستلام معدات جديدة معيوبة ضمن مشروع جديد بكلفة 7 مليار دولار.

ويوضح انه “لا يوجد سند قانوني ولا تعليمات حكومية تسمح بأطلاق التأمينات الاولية لمشروع فيه عيوب جوهرية تبلغ 68 عيبا، ظهرت في التشغيل التجريبي، ومثبتة في تقارير الشركة الاستشارية التي اوصت بعدم استلام المشروع لحين تبديل المعدات المعيوبة لكن شركة نفط الوسط وإدارة مصفى كربلاء تجاهلت هذه التوصية واستلمت المشروع المعيوب واصدار شهادة انجاز لمشروع ملئ بالعيوب .

قد يعجبك ايضا