كيف تتخلص من آلام أسفل ظهرك بسرعة؟

 

أوس ستار الغانمي

ألم الظهر هو حالة شائعة تصيب الكثيرين، ومنها ألم أسفل الظهر، وفي غالب الحالات فإنها ليست خطيرة وعادة ما تتحسن في غضون بضعة أسابيع أو شهور، وفي كثير من الأحيان لا يكون هناك سبب واضح لآلام الظهر، ويطلق عليها الأطباء اسم آلام الظهر غير المحددة، لكن في أحيان أخرى…

ألم الظهر هو حالة شائعة تصيب الكثيرين، ومنها ألم أسفل الظهر، وفي غالب الحالات فإنها ليست خطيرة وعادة ما تتحسن في غضون بضعة أسابيع أو شهور، وفي كثير من الأحيان لا يكون هناك سبب واضح لآلام الظهر، ويطلق عليها الأطباء اسم آلام الظهر غير المحددة، لكن في أحيان أخرى قد يكون الألم ناتجًا عن إصابة أو إجهاد، كما قد يحدث نتيجة ضغط القرص الغضروفي (prolapsed disc) بين فقرتين على عصب مجاور، أو نتيجة عرق النسا (sciatica)، وهو حالة تهيج للعصب الذي يمتد من الحوض إلى القدمين.

وفي الحالتين الأخيريين عادة ما تظهر أعراض إضافية مثل الخدر أو الضعف أو الإحساس بالوخز في الأطراف.

أسباب آلام الظهر

قال الدكتور مكسيم بانكوف أخصائي طب الأعصاب، إن آلام الظهر هي أكثر الاضطرابات العضلية الهيكلية انتشارا. ويعتقد أن سببها هو الداء العظمي الغضروفي. فهل هذا صحيح؟

وأضاف: “بعض أسباب آلام الظهر محددة وأخرى غير محددة، التي تنسب لها الألم العضلي الهيكلي، الذي يظهر نتيجة مشكلات في عضلات الظهر، وكذلك الأوتار أو الأربطة والمفاصل الوجهية (أزواج من المفاصل الموجودة بين الأجزاء الخلفية للفقرات أو بين الأقراص الفقرية. وأن 90-95 بالمئة من الحالات سببها غير محدد”.

ووفقا له، تنسب إلى العوامل المسببة لألم العضلات والعظام- توتر العضلات بسبب أحمال مفاجئة، مثل رفع شيء ثقيل والانحناء المتكرر أو “التواء” الجسم لدى الرياضيين خاصة، أو التوتر العضلي الدائم الذي سببه نمط الحياة الخامل كما يحدث لدى السائقين والعاملين في المكاتب.

أما 5-10 بالمئة من الحالات المتبقية فأسبابها محددة ومعروفة ومرتبطة بأمراض معينة. فمثلا يمكن أن يظهر الألم بسبب تلف جذور الأعصاب، إصابات، عدوى مرضية، أمراض جهازية- التهاب المفاصل الروماتويدي أو أورام.

وأشار إلى أنه يسود اعتقاد مفاده، أن الداء العظمي الغضروفي هو السبب الأكثر انتشارا لآلام الظهر لدى البالغين. ولكن هذا غير صحيح. لأن الداء العظمي الغضروفي هو عملية انحطاط طبيعية- شيخوخة بنية العمود الفقري التي تختلف من شخص إلى آخر. ويمكن مشاهدة نتائج هذه العملية في الصور الشعاعية بوضوح. لذلك مع تقدم العمر يزداد الألم.

ولكن هناك تشخيص يسمى “الداء العظمي الغضروفي الشبابي في العمود الفقري”، الذي يشير إلى مجموعة من أمراض نادرة يمكن أن تسبب ألم الظهر. وهذه الأمراض تسبب ضعف نمو العظام خلال فترة نمو الطفل التي تستمر 10-18 عاما. ومن بين هذه الأمراض: مرض شورمان، الذي يسبب تغيرات في بنية الفقرات، ما يؤدي إلى انحناء العمود الفقري وبالتالي آلام الظهر. وفق ما نقله موقع “RT”.

تعديل بسيط على نمط حياتك.. ما هو؟

يعاني ما لا يقل عن 619 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من آلام أسفل الظهر، ويُتوقّع أن يرتفع هذا العدد إلى 843 مليون شخص بحلول عام 2050، وفق تقديرات بحث جديد.

ورأى الخبراء أنّ نحو 70% من الأشخاص الذين يتعافون من نوبة آلام أسفل الظهر يعانون منها مجددًا في غضون عام.

وتسبب هذه الآلام انزعاجًا جسديًا شديدًا، ومضيعة للوقت في العمل، وغالبًا ما يتطلب علاجها التوعية (على كيفية الجلوس)، والعلاج الفيزيائي، وتمارين مثل البيلاتس التي قد تتطلب رسومًا مادية، أو معدات متخصصة.

إلا أنّ هناك طريقة سهلة ومجانية للوقاية من آلام أسفل الظهر، على الأقل لبعض الوقت، بحسب تجربة سريرية عشوائية جديدة.

سار الأشخاص المشاركين في الدراسة بانتظام، بعد تعرضهم لنوبة واحدة بالحد الأدنى من آلام أسفل الظهر، فتراجع شعورهم بالألم بمقدار الضعف تقريبًا، مقارنة بمن لم يقدموا على ذلك.

وقال كبير الباحثين مارك هانكوك، أستاذ العلاج الطبيعي في جامعة ماكواري بسيدني: “كان لدى مجموعة التدخّل عدد أقل من حالات الألم التي تحد النشاط مقارنة بالمجموعة الضابطة، ومتوسّط فترة أطول قبل معاودتها تُعادل 208 أيام مقارنة بـ112 يومًا”.

وأفاد هانكوك في بيان: “المشي تمرين بسيط، ومنخفض التكلفة، ومتاح على نطاق واسع، وأي شخص تقريبًا بوسعه ممارسته، بغض النظر عن الموقع الجغرافي، أو العمر، أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي”.

المشي لمدة 30 دقيقة

وتابعت الدراسة، التي نشرت في مجلة لانسيت الأربعاء، وشملت 701 من البالغين الأستراليين، معظمهم من النساء في الخمسينات من العمر، تعافوا في الآونة الأخيرة من نوبة آلام أسفل الظهر أعاقت قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.

تم تعيين كل مشارك على نحو عشوائي في مجموعة مراقبة من دون أي تدخل، أو برنامج فردي للمشي والتثقيف.

وطُلب من المشاركين في مجموعة التدخّل ممارسة نحو 30 دقيقة من المشي خمس مرات أسبوعيًا على مدى ستة أشهر بسرعات معدّلة بحسب العمر، والقدرة البدنية، والتفضيلات الفردية، كما سُمح لهم بالركض أيضًا.

وقال هانكوك لـCNN: “بعد ثلاثة أشهر، كان معظم الأشخاص المشاركين بالدراسة يسيرون بين ثلاثة وخمسة أيام في الأسبوع، لمدة 130 دقيقة كمعدل وسطي”.

وطُلب من المشاركين ارتداء أجهزة عدّ الخطى لتتبع خطواتهم اليومية والاحتفاظ بمذكرات المشي. وبعد ثلاثة أشهر من البرنامج، ارتدوا أيضًا مقياس تسارع يقيس بشكل موضوعي عدد الخطوات اليومية، ومقدار المشي السريع، أو أي نشاط بدني آخر.

وشرح هانكوك أنّ البرنامج قدّم أيضًا ست جلسات توعويّة موجهة من قبل اختصاصيي العلاج الفيزيائي على مدى ستة أشهر، وهو نموذج أكثر فعالية من حيث التكلفة، من العلاج التقليدي.

ولفت أيضًا إلى أنهم ضمّنوا البرنامج “3 جلسات قياسية مع اختصاصيي العلاج الطبيعي، و3 جلسات متابعة قصيرة عبر الهاتف”. وأشار إلى أنه “في الدراسات القليلة السابقة من برامج التمارين الوقائية لآلام الظهر، شمل التدخّل نحو 20 فئة جماعية.

 

وقالت ميلار لـCNN: “هذا أمر مهم، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الاستجابة للألم كانت سلوكية جزئيا. كان التدريب محدود المدة، وبالتالي يمكن أن يشيروا إلى أن التدخل الأساسي المتمثل بالمشي كان المساهم الرئيسي للاستجابة على المدى الطويل”.

ماذا يفعل المشي بالجسم؟

كيف يخفف المشي آلام أسفل الظهر؟ أولاً، التمرين مفيد لكل جزء من الجسم.

وأوضحت ميلار:

ـ يجلس الشخص أقل، والجلوس ليس أفضل وضع للظهر”.

ـ يحسّن الدورة الدموية العامة، وبالتالي يحسّن الدورة الدموية لعضلات الظهر التي تدعم الفرد بشكل فعال أثناء الحركة.

ـ تساعد حركة المفصل أيضًا على تدوير سوائل المفصل، وبالتالي قد تستفيد مفاصل العمود الفقري من الحركة”.

ـ ويحسّن عملية التمثيل الغذائي وكمية السعرات الحرارية المحروقة، بحسب الخبراء. فيخفف انخفاض الوزن العبء عن الظهر والساقين، ما يضمن صحة أفضل للعمود الفقري.

ـ ويحسّن المشي السريع أيضًا قوة العضلات الأساسية حول العمود الفقري وفي الساقين، وكلها يمكن أن تحسن وضعية الجسم وتوفر دعمًا أفضل للعمود الفقري.

ـ يزيد المشي أيضًا من قدرة العضلات على التحمل، فتصبح أقل عرضة للتعب والإصابات. تمارين تحمّل الوزن مثل المشي تزيد من كثافة العظام، وتحمي من الإصابة بينما تحفز إطلاق الإندورفين، وهو هرمون الجسم الطبيعي الذي يساعد على الشعور بالسعادة ويقلل الألم والتوتر.

وخلصت ميلار إنه عند بدء برنامج المشي، من الضروري ارتداء أحذية جيدة ودعامات قوس القدم، وقد يتم تعويض المشاكل المحتملة من خلال برامج التمارين مثل تدريب المقاومة والتمدد.

نصائح لتخفيف آلام الظهر

ـ الحفاظ على النشاط قدر المستطاع ومواصلة الأنشطة اليومية، لأن الراحة لمدد طويلة من المرجح أن تجعل الألم أسوأ.

ـ ممارسة تمارين الظهر (بعد استشارة الطبيب).

ـ ممارسة المشي والسباحة واليوغا.

ـ تناول مسكنات الألم المضادة للالتهابات، مثل آيبوبروفين، ولكن لمدة معينة فقط وبعد استشارة الطبيب.

ـ وضع جبيرة ضاغطة ساخنة أو باردة لتخفيف الألم على المدى القصير، ويمكنك شراؤها من الصيدلية، كما يمكن استخدام زجاجة ماء ساخن أو كيس من الخضروات المجمدة ملفوفة بقطعة قماش.

عادةً ما يتحسن ألم الظهر من تلقاء نفسه خلال بضعة أسابيع أو أشهر، وقد لا تحتاج إلى زيارة طبيب أو أي متخصص في الرعاية الصحية.

ما هي الطريقة السليمة لحمل الأشياء الثقيلة؟

وفقا للبروفيسور الألماني برنهارد ألمان -وهو أستاذ بالجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية بمدينة زاربروكين- فإن الطريقة الصحيحة لرفع الأشياء تشمل:

الاستعداد في البداية قبل رفع الأحمال الثقيلة من خلال إبقاء الجسم في وضع قائم.

شد عضلات الجذع، ولا سيما في منطقتي البطن والمقعدة لدعم استقرار الجزء العلوي من الجسم والتخفيف في الوقت ذاته عن العمود الفقري، إذ تتم عملية التنفس في هذه الوضعية بشكل متناسق.

في مرحلة رفع الأحمال الثقيلة من الأرض، يجب أن يبقى الجسم قائما أيضا، على أن يتم الاقتراب من الشيء المراد رفعه، ثم الجلوس في وضعية القرفصاء، بحيث لا تزيد زاوية انحناء الركبتين عن 90 درجة، وأن يتخذ الظهر وضعا قائما أثناء الرفع، لأنه ينبغي أن يتم رفع الحمل من الركبتين.

لتوزيع الأحمال الثقيلة على جانبي الجسم بشكل سليم طوال مدة حملها، يجب أن تكون قريبة من الجسم قدر الإمكان.

من الأفضل توزيع الأحمال الثقيلة بالتساوي على ناحيتي الجسم عبر حمل حقيبتين خفيفتين بدلا من حمل واحدة ثقيلة. وفي حال عدم توفر إمكانية تحقيق ذلك، لا بد حينئذ من تبديل الأحمال الثقيلة على ناحيتي الجسم بالتناوب.

عند الرغبة في الاستدارة أثناء حمل أشياء ثقيلة، يجب أن تتم الاستدارة بالجسم بأكمله وليس بالنصف العلوي منه فحسب.

يمنع ارتداء أحذية ذات كعوب عالية أو بالية عند القيام بحمل الأشياء لأنها لا تدعم الوقوف بشكل آمن أثناء ارتدائها. ولكن من الأفضل أن يتم ارتداء الأحذية المزوّدة بنعال ليّنة، إذ إنها تعمل على الحد من الصدمات التي تتسبب في الضغط على العمود الفقري.

عند تنزيل الأحمال الثقيلة ينبغي أن يتم الجلوس أولا في وضعية القرفصاء، ثم وضع الثقل على الأرض.

يفضل أخذ مدد قصيرة من الراحة بعد كل 20 إلى 30 دقيقة من حمل أشياء ثقيلة من أجل ممارسة بعض تمارين التمدد والإطالة.

ما الطريقة السليمة للجلوس على المكتب؟

وفقا للهيئة الألمانية ‫للسلامة والصحة المهنية، ‫ينبغي أولاً التأكد من أن المقعد مناسب، بحيث يصل مسند الظهر على الأقل ‫إلى لوحي الكتف، بينما يكون ارتفاع المقعد مناسبا بحيث تلامس القدمان ‫الأرض تماما. ومن المهم أيضا إراحة الذراعين على المسندين المخصصين لهما ‫من حين إلى آخر، وذلك لتخفيف العبء عن الأكتاف.

قد يعجبك ايضا