هادي جلو مرعي
قد تتحول المثلية الجنسية في القريب الى قانون وتلزم الحكومات بتوفير الحماية وضمان الحقوق للمثليين، وإحترام سلوكهم ووجودهم التشاركي مع المجتمع، والمساهمة فيه كبقية الفئات الإجتماعية، وربما سيقولون لنا : الي ماعاجبو يطخ راسو بالحيط. ولانجد حينها إلا أن نذعن، أو نهرب الى أماكن نصدم بوجود قوانين أكثر تحررا تدعم وجود الشواذ والمثليين والمتحررين عن القيم والتقاليد والثقافات الدينية والأسرية وموروثات المجتمع المرتبط بإحترام الذوق العام والحشمة وتجنب الفحش، ولعلنا نرى في هذا الزمن الراهن ميل كثير من الناس الى التحرر الفاحش، وسلوك مسالك غريبة في العلاقات الإجتماعية واللباس ومخالطة الرجال للنساء بطرق مثيرة للإنتباه والقلق.. وصحيح إن دولا عدة في القارة الأوربية والأمريكيتين تجاوزت كل ذلك، بل صار الرجال لايكترثون لعري النساء وثيابهن الفاضحة، وصار معتادا عندهم ذلك، ولعلهم يقولون في سرهم: إن ذلك شيء جميل ولافت، ولايكلفنا عناء التغزل والتوسل، وهو أمر لانراه بصورة مماثلة في بلداننا التي تشهد عمليات غسل للأدمغة، وتأسيس منظمات داعية للحريات بلاقيود ليكون العالم تحت ظل حكومة واحدة تنفي وجود الخالق، أو تبوبه كما تشاء، وتبيح العلاقات الجنسية غير المقننة بين الرجال والنساء، وكذلك المثلية الجنسية، وتصر على نوع ثالث من البشر كأنه لاأنثى ولاذكر. في حين تشير الآيات القرآنية الى جنسين أنثى وذكر كما في قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
من المهم التركيز على السلوك المنضبط، وعدم فسح المجال للغريزة لتتفوق، وكنت غالبا ماأخشى السؤال: ولماذا يندفع الذكور نحو النساء المتبرجات، واللاتي يظهرن مفاتنهن كصدورهن وأفخاذهن، ويبرزن مؤخراتهن، ويكشفن أجزاء مثيرة من أجسادهن، ثم هل يفعلن ذلك لإرتفاع درجة الحرارة، أم التحرر من وضع ضاغط لايتحملنه، ومن ثم لماذا تتعرى النساء، ويرتدين ثيابا مثيرة، ويضعن عطورا تحبس أنفاس الرجال، ويضعن مالذ وطاب من المكياج والأصباغ، فهل ذلك بقصد الإثارة، وجذب إنتباه الذكور، وإثارة الغريزة، أم هو نوع من التجمل والأناقة، والأناقة معروفة والتجمل بحدود، ولاينبغي المبالغة في ذلك، مثلما لاينبغي المبالغة في الحجاب والإحتشام الذي يحول المرأة الى نصب تذكاري يمر الى جانبه الناس ولايلتفتون إليه لكنهم يعرفون إنه تمثال وحسب.. لكن من الواضح إن كثيرا من الناس حول العالم يريدون التحرر من الإنضباط في ممارسة الدين والسلوك الحياتي، وفي العلاقات الجنسية، وإرتداء الثياب، والمبالغة في الترف واللهو ولهم من يحظهم على ذلك، ويزينه لهم لأنهم يؤمنون إن هذه الحياة هي المكان المفضل لهم ليمارسوا اللذة الكاملة حتى مع الألم، ولايهتمون لموت، أو لحياة بعد الموت، وقد لايعبأون بذلك مطلقا على قاعدة : إِنْ هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ.. فينكرون البعث، ويصرون على هذه الحياة التي يولد فيها الأبناء، ويموت الأباء وحسب.
ومثلما قد يتفق العالم بأسره تحت رعاية ووصاية الأمم المتحدة والعالم الغربي المسيطر على حقوق المثليين والشواذ، فقد نصدم بقانون يتيح حق التعري للجميع، ثم تتحول العلاقات الإجتماعية الى سلوك مباح، مثلما قد نرى السيارات الخاصة على جوانب بعض الطرق، وفيها عشاق لاتأويهم بيوت ولاغرف، ويمارسون العشق الممنوع في سياراتهم المضللة كما يحدث في موزنبيق الحبيبة. ولعل بعض الأحاديث النبوية وإن كانت تبدو غير حقيقية لكنها تحظى بمصاديق في الواقع ممانراه ونلمسه ومايتجه إليه العالم بأسره كما في الحديث الذي لايقبله العقل بالكامل، بينما له مصاديق على الأرض : لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلا.
لاتقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد، ولا يغيره، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو يخبئها عن الطريق قليلا، وقد قال النووي في شرحه على مسلم: يتهارجون تهارج الحمر أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك.