ملحمة جلجامش ……قوس انشان من بلاد الكورد

مؤيد عبد الستار

اشتهرت ملحمة جلجامش بترجمة الدكتور طه باقر وكذلك تلك التي ترجمها الدكتور سامي سعيد الاحمد عن الاكدية .
ملحمة جلجامش هي العمق التاريخي والثقافي لبلاد الرافدين وشعوبها. وعندما نتحدث عن بلاد الرافدين وحضاراتها القديمة سنذكر أشهرها : السومرية ،البابلية ،العيلامية ،الاكدية والاشورية .

اشتهرت تلك الحضارات باسماء امارات ودويلات ومدن عرفت برقيها وبنضج قوانينها وعمرانها وادارتها مثل اوروك وبابل ونفر واشور وسوسة في عيلام وكذلك العاصمة القديمة لعيلام مدينة انشان.
يرد في ملحمة جلجامش في اللوح الثالث / العمود السادس مايلي ( النص منقول عن الاكدية وبعضه مفقود بسبب تلف اللوح ) :
ونزل الدمع بوجه جلجامش
(وهو يقول ) طريق لم أسر به بلاد
…. لا أعرف / لاستودع أنا
لاذهب بفؤاد مبتهج / طاعتك
… في عروش // … غطاء رأسه
ضعوا سيوفا ضخمة // سهما وجعبة
وضعوها في يديه
فأخذ الفؤوس
… جعبته
سهم انشان // وضع سيفه في حزامه
قبل بدء السفر
وقدموا الطاعة الى الاله شماش
ليرجعوا ( سالمين) الى اوروك…ملحمة جلجامش ص 194
نشير في هذا اللوح الى الفؤوس والى سهم انشان . هذه الفؤوس كانت من الصناعات المعدنية التي اشتهرت فيها عيلام وسبق أن نشرنا صورة الفأس المحفوظة في المتحف البريطاني التي تعود لاكثر من ثلاثة الاف عام التي عثروا عليها وعلى العديد من الادوات الاخرى في مقابر مدينة سوسة عاصمة عيلام.*

كما اشتهرت عيلام بصناعة العربات المتينة التي كانت تستوردها بلاد اشور لمتانتها وتستخدمها في حروبها، وبعد أن انتصرت في حربها مع عيلام استولت على العربات كغنائم .

يذكر هنري ساغز في كتابه جبروت آِشورالذي كان : ( تجتاز العربات مسافات طويلة وعليها حمولات أثقل بكثير من أن تصلح قافلة حمير لنقلها .أحيانا يرد ذكر لطرق خاصة بالعربات ، أما فيما يخص العربات نفسها فان التكنلوجيا المحلية الاشورية ، على ما يبدو ، لم تكن دائما تسير قدما مع مثيلاتها في البلدان الاخرى ، إذ أن آشور بانيبال يذكر خصيصا أن القرميد اللازم لمشاريعه الكبيرة في مجال البناء كان يجلب من كل اصقاع بلاده في عربات عيلامية تم الحصول عليها كغنائم حرب ، والمعنى هو ان هذه العربات كانت إما أكبر أو أكثر متانة ( أو هذا وذاك في آن واحد ) بالمقارنة مع مثيلاتها المحليات .)ص280
أما سهم أنشان فهو القوس و السهم الذي يصنع في مدينة انشان وهي العاصمة الاقدم لعيلام قبل مدينة سوسة ، وتقع انشان الى الشرق بين حسين آباد وكرماشان ….والتي تدل على علاقات مع هذه المنطقة جلبوا نتيجتها الاقواس فيما جلبوا.ملحمة جلجامش ص 20
……………………………………….
ينظر : ملحمة جلجامش ، ترجمها عن الاكدية الدكتور سامي سعيد الاحمد ، دار الجيل بيروت و دار التربية بغداد ، 1984.
ينظر كتاب : جبروت آشور الذي كان ، هنري ساغس ، ترجمة د, آحو يوسف ، دار الينابيع ، دمشق 1995.
رابط مقال فأس عمرها ثلاثة الاف عام :

فأس من كردستان عمرها ثلاثة الاف عام

قد يعجبك ايضا