ارهاصات بيئية .. الحاجة الى التعليم البيئي وتعزيز التوعية بين الشباب والمجتمع

 

صادق الازرقي

تبرز أهمية تعزيز التعليم البيئي من حقيقة اننا نعيش على هذا الكوكب، وان الحياة ستتواصل لألوف السنين في اقل تقدير، وان حياة المجتمعات تتعرض الى شتى صنوف المخاطر، ومنها التغير المناخي والمخاوف المتعلقة بذلك.

ويبرز هذا الامر بخاصة لدينا في العراق، اذ تبين سجلات الأرصاد المسجلة في ازمان مضت، ان درجة الحرارة القصوى في أشهر الصيف (حزيران وتموز وآب) لم تكن تتجاوز 43 درجة مئوية؛ يبين ذلك ارشيف “دليل المملكة العراقية 1935 ـ 1936″، في حين نشهد الآن اوقاتا تتجاوز فيها الحرارة 50 درجة مئوية، ومن هنا تتبين المخاطر المتعلقة بالتغير المناخي فيما لو تواصل ارتفاع درجات الحرارة.

ومن هنا تتولد أهمية التعليم البيئي ودور الشباب في لجم التدهور المناخي والبيئي.

والتعليم البيئي وتعزيز الوعي البيئي بين الشباب والمجتمع يعدان من العناصر الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة؛ ويتطلب ذلك تزويد المناهج الدراسية المتعلقة بالبيئة بشرح لمفهوم التعليم البيئي وأهدافه في تعزيز الوعي البيئي والتثقيف بشأن قضايا البيئة؛ وكيف يمكن للتعليم البيئي أن يسهم في تغيير السلوكيات السلبية تجاه البيئة وتشجيع الممارسات المستدامة.

كما يتوجب ان يتضمن المنهج الدراسي؛ دمج التعليم البيئي في المناهج الدراسية والمواد التعليمية المتنوعة، وتنظيم أنشطة ميدانية: ورش عمل، وزيارات للمحميات الطبيعية والحدائق العامة لتعزيز الفهم العملي للقضايا البيئية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، مثل التطبيقات البيئية، والمحاكاة الافتراضية، والألعاب التفاعلية لنشر الوعي.

 وتشمل الممارسات العملية من التعليم البيئي تنظيم حملات توعية عامة تتناول موضوعات مثل إعادة التدوير، والحفاظ على المياه، وتقليل النفايات، والتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، والشركات، والمنظمات البيئية لتعزيز مبادرات الاستدامة.

وكذلك تشجيع الأفراد والمجتمعات المحلية على المشاركة في المبادرات البيئية مثل التشجير، والتنظيف المجتمعي، والتدوير، ومناقشة العقبات التي تواجه التعليم البيئي، مثل نقص الموارد، أو القصور في التوعية العامة.

كما تتضمن المساعي نحو التعليم البيئي استكشاف الفرص المتاحة لتوسيع التعليم البيئي، مثل التمويل الحكومي، أو الشراكات مع القطاع الخاص، وتعزيز دور الشباب في المبادرات البيئية والمشاريع التطوعية، وتحفيز الشباب على قيادة مبادرات ومشاريع بيئية في داخل مجتمعاتهم.

ان المخاطر المتعلقة بالبيئة ليست من بنات الخيال كما يقال بل هي مخاطر حقيقية يتوجب عدم الاستهانة بها او القفز عليها؛ لأنها تتعلق بمصير البشر في العقود والحقب المقبلة وان التعليم يشكل الركيزة الأساسية التي تبنى عليها إجراءات الحفاظ على البيئة وربطها بالتقنيات المتحققة في العالم.

هل نقول ان بنا حاجة لإنشاء اقسام بيئية في المدارس المهنية مثلها مثل الأقسام العلمية، ومن ذلك الكهرباء والميكانيك والسيارات..الخ؟ قطعا نحن بحاجة لذلك، فالتعليم البيئي أصبح ضروري بعد التغيرات المناخية التي استجد استكشافها في السنين والعقود الماضية، كما ان تعزيز مناهج التعليم البيئي وربطها بآخر ما توصل اليه العلم والذهن البشري في هذا الجانب، يمثل مصدر تطمين لأجيالنا المقبلة من الطلبة وكذلك الشباب، عن طريق ربط المنهج الدراسي بتجارب حقلية فعلية، لتحقيق الإنجازات وتطوير العمل البيئي على صعيد المجتمع والتقدم في بناء البلد.

 

قد يعجبك ايضا