د. توفيق رفيق التونچي
“يقوم الأسد بترتيب عرينه ولو لليلة واحدة“.
اقصد بالأرث التأريخي جميع التطبيقات السياسيةلأدارة الدولة المطلقة والتي لم تتمكن من تغيير مسارها معمتطلبات العصر وبقيت متقوقعة في شرنقتها. مع فشلجميع تجارب الحكم القومي راجع مادتنا على صفحاتالتأخي:
https://altaakhi.net/2024/07/101661
في جميع أنحاء العالم والإتجاه الى التعددية الثقافيةوالمتمثلة في نظام الإتحاد الأوربي الذي يشمل تحتمظلتها عدد كبير من القوميات والثقافات والعقائدوالاتجاهات الفكرية المختلفة في اتحاد طوعي من اجلالسلام في القارة الأوربية والتي تظم اليوم ٢٧ دولة مستقلةتسمح لمواطنيها وبضائعها وخدماتها بالحركة بحرية دوناية قيود بين دولها في نظام فيدرالي ذو عملة موحدة تسمىاويرو والتي بدأت فكرتها عشية نهاية الحرب العالمية الثانيةعام 1951 ومن قبل نقابة الفحم و الحديد والصلب والتيأوعزت سبب الحروب الى تلك المادتين و بان اي حرب دونهذه المادة اي المعدن لا يمكن ان تشتعل فبنت أسس أولاتحاد للدول على مبدا السلم وسميت في بداية تأسيسهابالسوق الأوربية المشتركة ١٩٥٨ ثم تطورت لاحقا الىالاتحاد الأوربي ولها برلمان خاص وتسن القوانين الملزمةفي دول الاتحاد ..
منذ تأسيس دولة العراق اعتبر كوردستان من لواءين فقطاربيل وسليمانية من قبل جميع الحكومات التي جاءتللحكم لحد يومنا هذا. بقى الصراع على القسم الأكبر منكوردستان لأسباب متعددة.
الانتشار العربي كان من اهم عوامل التغير السكاني فيتلك المناطق من بدره وجصان الى مخمو وزمار شمالاوصولا الى الحدود السورية. العشائر العربية التي تواجدتفي تلك المنطقة كانت تعيش على الرعي والتنقل ولم تستقروتكون مدنا وقرى الا في التاريخ الحديث. أي العشائرالعربية الرحل من الرعاة دائما على وفاق مع العشائرالكوردية في سهل كرميان وسهل موصل.
اما التوركمان في تلك المنطقة فنادرا ما كانوا يمارسونالرعي والتنقل، بل كانوا من الحضر المستقرين فيمساكنهم في القرى والمدن كما في تركمان اربيل وكركوكلكنهم كانوا فلاحين ومزارعين وابان حكم الدولة العثمانيةانخرط ابنائهم في الجيش وعملوا كموظفين في الدولةكذلك. الا ان الدولة العثمانية كانت دوما تميز بين هؤلاء مناصول صفوية ومن الطائفة الشيعية ومن السنة منهم. اذ انانتشارهم على هذا الخط شيعي اكثر في الارياف وصولاالى مدينة تل عفر في الشمال حيث نرى الشيعة ومراقدهمتنتشر في الارياف وحتى توركمان كركوك نرى الشيعة منهميتمركزون في المناطق الجنوبية للمدينة واحياء مثل تسعين وحمزلي وقرى قريبة في ضواحي المدينة مثل تازة و بشيروداقوق وطوز و امرلي وسلمان بيك وكفري واماكن اخرىباتجاه خط خانقين– مندلي.
هذه الخريطة الثقافية كانت عاملا مهما في عدم موافقةالحكومات المتعاقبة الاعتراف بكونها ضمن الخط الفاصلبين المدن العربية على امتداد جنوب سلسلة جبال حمرين. هناك أسباب اخرى منها عسكرية واقتصادية والتي ترجعبصورة مباشرة الى اكتشاف منابع النفط والغاز ومصادرالمياه في هذه المنطقة. الجدير بالذكر ان جميع مفاوضاتالحكومة مع الكورد بائت بالفشل بسبب عدم وجود حدودواضحة لإقليم كوردستان وعدم رسمها. ولا تزال تلكالمعظلة لم يتم حلها رغم وجود نص قانوني في موادالدستور حول حل النزاعات الحدودية للاقليم .
ان جميع الحكومات الجمهورية اعترفت بمحافظةالسليمانية واربيل ومن ثم دهوك كأراضي تابعة للإقليموليومنا هذا. هذا يعني انه رغم انتهاء عهد الحكم القوميالبعثي العربي الأحادي بان السياسيين من الغرب تغيروجهة نظرهم لا بل يمكن سماع تصريحات اكثر عنصريةمن عهد الدكتاتورية يدليها أصحابها اقل ما يمكن تفسيرهاانها عنصرية أحادية وجاهلة حتى لبنود الدستور العراقي.
ان عدم تتغير نظرة الحكومات المتعاقبة ومنذ عقدين منالزمن وحتى في عهد ما يسمى بالديمقراطية لهذا الموضوعالشائك لجدير بالتمعن والدراسة. لا بل معظم تلكالتشكيلات الوزارية حاولت إيجاد صراعات جانبية من اجلتأجيل والهاء الإقليم مثل تأخير الرواتب وتغير الموازنةوحصة الإقليم من الثروة الوطنية في الموازنة السنوية ناهيكعن مشاكل تأجيل البت بالحوار من اجل إيجاد حل لماتسمى بالأراضي المتنازع عليها وامور اخرى كثيرة. الشيالوحيد الذي لم يتغير هو منصب رئيس الجمهورية الفخريللكورد. فكر الكيان السياسي في المنطقة غلب عليه الاتجاهالقومي وغاب هنه الاتجاه الوطني الكوردستاني الذي يمثلجميع القوميات والعقائد والطوائف الدينية في الوطن وبهذاتحولت القيادات السياسية الى قيادة جزء من الشعب اوقومية وطائفة محددة مما ادى الى تقوقع القوميات الاخرىفانضوائها تحت احزاب قومية صغيرة غير فاعلة ناهيك انالموجة الطائفية قسمتهم وشتت قواهم.
المعروف في كل دول العالم والكيانات بان القيادة لا تمثلقط قومية واحدة، بل جميع من يقطنون في حدود الكيانوالا تبقى تلك الأنظمة تمثل فقط ذلك الجزء او بالأحرى جزءمن ذلك الشعب الذي انتخبهم فقط. الفكر المؤسساتي اهمركيزة لبناء الكيانات السياسية وتجربة الإقليم ندية لتجاربالشعوب الاخرى في المنطقة وما يزال امامها الكثير لتنضجناهيك عن وجود ارث ثقافي وسياسي للتوقع المحلي منزمن الأمارات الكوردية المستقلة ابان العهد العثماني وماتلتها وحتى قيادة المنطقة من قبل قائد كوردي فشل فيتكوين كيان سياسي منذ التاريخ ابتداء من ابو مسلمالخراساني وصلاح الدين الايوبي الى يومنا هذا. هذاالتركيب الفكري والسياسي هي كذلك سمة الحركاتالقومية العربية والفارسية والتركية كذلك والمحيطة كجغرافيةسياسية للمنطقة. لكنها تعاملت بصورة مغايرة معالاستعمار البريطاني والفرنسي مما حدا بالمحتلين صنعدول وكيانات لهم وتقسيمها في المنطقة ووضع حدودهاالذي يدافعون عنها اليوم اي صنيعة سيفر، لوزان، سايكسبيكو والاتفاقيات التي تلتها. المثال الأكثر وضوحا كانت فيتجربة حكم البعث العربي الفاشلة في المنطقة لأنها بجرةخط الغو وجود القوميات الاخرى في المنطقة رافعا شعار(الأمة العربية الواحدة).
اما الحركات السياسية الدينية فقد بقت متقوقعة بين انتماءالشخص الى طائفة دون أخرى وتمثل الحركة تلك الطائفةفي حين اليسار القومي بقى يمثل فكراً يسارياً مغلفاً لايقبل النقد وبفكر أحادي واحياناً بطابع قومي في ايرانحزب توده وفي تركيا شيوعي (تركي وكوردي عمالي) وفيالعراق كذلك. اليسار بصورة عامة بجميع اتجاهاته حاولجاهداً من تمثيل كافة طبقات الشعب وقومياته وعقائده،ولكنه بقى فكراً نظرياً كمدينة أفلاطون الفاضلة لم تطبقفي المنطقة كسلطة وبقى ينادي بالشعارات وامنيات بوطنسعيد والحرية لشعوبها. الفكر الاشتراكي القومي كمثيلتهالنازية الألمانية (الحزب الاشتراكي القومي الألماني) لميتمكن من تطبيق اي من شعاراته واقرب مثال لذلك نراهفي مصر حيث الفكر القومي العروبي الإتحاد الإشتراكيالعربي القومي الفاشل الذي ادخل مصر في دوامةالصراعات المحلية والعالمية بين اليسار واليمين والإسلاميوانتهت بفشلها وخسارتها جميع الحروب. . .
هذه الخارطة الفكرية وحدود الدول مطلقة ومقدسة لدنجميع الاتجاهات الحزبية في المنطقة وانعكاساتها واضحةاليوم على التركيب الفكري السياسي السائد في إقليمكوردستان. كل شيء يمثل الجزء، جزء وكل شيء يمثلالوطن، كامل متكامل يرفع المواطن فيه رأسه فخورا.