لطيف دلو
صدق من قال الصحة تاج على رؤس الاصحاء ولكن هناك اناس يصنعون من هذا التاج تابوتا لمترجي الشفاء بشهادة شكاوي كثيرة في الشارع العراقي عن تدني الخدمات الطبية والصحية الحكومية وجشع بعض العيادات والمستشفيات والصيدليات االاهلية وتفشي الادوية الرديئة والمغشوشة المتسربة باسماء ذات علامات تجارية مشهورة وباسعار غالية ومنها عدم تناولها افضل للمريض ولربما لو بقوا على حالاتهم المرضية دون المعالجة قد تعافوا منها بنسب اعلى خاصة ضحايا العمليات بعهود وأساليب وهمية ومثلهم كالغريق يتشبث ولو بخيط للنجاة .
إن الادوية الفاسدة بغلاف متجدد او غيرالمفيدة االمتسربة من نوافذ عديدة وتباع في صيدليات رسمية لضعف الرقابة الصحية وابلى منها الاعلانات في شبكة التواصل عن الاعشاب الطبية باسماء دكاترة و خبراء وفيها يسيؤن الى وزارة الصحة والاطباء بانهم يخفون هذه الادوية القاضية نهائيا على امراض السكري والقولون وسوفان الفقرات وغيرها ولديهم اكثر من اسم وموقع بدعايات مغرية وضمانات كاذبة حتى يستغلون بعض الانباء من التلفزيؤنات عن ايجاد ادوية لمعالجة مرض ما ويلصقونها باعلاناتهم كأنما نعيش في عالم الغاب فهي أخطر من المخدرات لان تباع الادوية والاعشاب دون خوف وفي اماكن يلجأ اليها المرضى للشفاء والقائمين عليها اكثرهم من موظفي الدولة والمجازين من قبلها للعمل ،والثراء الفاحش منها علامة مميزة عن خروجهم عن القوانين الالهية والانسانية والامور الصحية للدولة في صلاحية الادوية وغلاء الاسعار يستوجب إعادة النظر عن اشراف الوزارة على استيرادها وتوزيعها وختم الدواء وكتابة السعر عليها تحت رقابة مشددة للحد من إنتشارالادوية المغشوشة والرديئة المتسربة والاعشاب البديلة بضمان الشفاء دون معاينة او فحوص لمعرفة الداء كظاهرة في شبكة التواصل الاجتماعي دون خشية من القانون والمحاسبة إن يفهمها المسؤلون في السلطات التنفيذية .
في هذه الايام شاهدت وصفة طبية مشفرة لا يمكن معرفة محتواها إلاّ من قبل جهة خاصة بالطبيب ومكتوب عليها اسم الطبيب نفسه من خلال شبكة التواصل كما قرأت الكثير منها في السنوات الماضية واصدرت نقابة الصيادلة امرا يقضي بكتابة الدواء من قبل الاطباء بالحاسبة للقضاء على تلك الظاهرة ولكن لاتزال قائمة لان الرقابة معدومة والشكاوي مهملة وهنا المصيبة الكبرى في تدهور إدارة شؤن البلاد والمجتمع في قضية خاصة بحياة المجتمع يمارسها بعض اذكى خريجي الدراسات يُختارون لهذه المهنة ولكن يستغل ضعفاء الانفس منهم ارواح المرضى الذين يراجعونهم على ارجلهم للشفاء وبالمقابل يدفعونهم الى التابوت بثمن مدفوع من عرق جبينهم .
في جميع الحرف والمهن يوجد مسيئين ومجدين ولكن المهن الطبية والصحية لا تقبل إلا المجدين النزيهين المخلصين لانها لها علاقة صميمية بحياة الانسان ومن ينحرف عنها فانه ينحرف عن الانسانية ولا ننسى القول الشائع ( لو خليت لقلبت )وشخصيا اعرف اطباء يخصصون اوقاتا معينة لعلاج المرضى مجانا ولهم باع طويل في نصائح وارشادات صحية وطبية على شاشات التلفاز وشبكة التواصل الاجتماعي ومن خلال هواتفهم في اعز واثمن اوقاتهم للاجابة عن الحالات الحرجة وكذلك هناك صيدليات قدمت ما عجزت عنها الوزارة تقديمها لمرضى السرطان والامراض المزمنة ويمكن التعرف عليهم أطباءا وصيادلة من خلال تلك القنوات عن مدى انسانيتهم واخلاصهم لمهنهم وعن اليمين التي ادوها لممارستها وهم مؤهلين لشارة ملائكة الرحمة تعلق على صدورهم .
إن إستعانة المسؤلين وممثلي الشعب في العراق اغنى دولة في المنطقة للمعالجة الطبية في اقل وعكة صحية بدول لم تكن بمؤهلات دولتهم في توفر المال والمناخ الصحي والموقع الجغرافي والحضاري خير شاهد على فشلهم في إدارة الحكومة في الامور الصحية والطبية لانهم لم يكونوا الاشخاص المناسبين لاشغال الاماكان المناسبة .
إن تردي المعالجة الطبية في المستشفيات الحكومية لصالح العيادات والصيدليات والمستشفيات الاهلية قد ادخلت الطبقة الفقيرة في يأس محتوم يندى لهم الجبين في وقت تتعالى فيها المستشفيات والعيادات الطبية والصيدليات الاهلية على حساب آلام وآهات المرضى بتكاليف الادوية إن كانت دواءا ومنها إضافية لتحميل المريض إقتناءها باضعاف مضاعفة عن المعاينة الطبية ودفعوا ثمنها دور سكنهم وقوت يومهم ، و هذه اقوال الشارع العراقي فهنا محط الاصلاح وبناء الدولة وتخليد شخصية القادة وليس الثراء والكراسي الفخمة والسيارات الفارهة والحماية المدججة بالسلاح .