مهند محمود شوقي
ماعاد الحديث عن ميزان القوى في العراق يوحي بتساوي أطرافه لا من حيث أعراف الديمقراطية الشكلية وظاهرها الذي تحكمه الأغلبية ! ولا من حيث التطبيق المؤجل أو المرفوع حكما لذات الأغلبية ! سقطت جميع الأقنعة وبات اللعب السياسي على المكشوف أمرا مرا لكنه الحقيقة الأصح في خضم الشعارات المكررة و المعادة و المستنسخة لذات الفكر العقيم العميق .
وليس سهلا من حيث المنطق العقلاني أن تستمر لعبة البيض والحجر طوال تلك التجارب التي مرت على العراقيين تارة بأسم الوطن ! وتارة بأسم الشعب ! وتارة بأسم الحقوق ! في حين أن الحقوق مازالت حتى الآن مؤجلة وفي ابسط تفاصيلها إذا ما خضنا في تفاصيل غمار الحالة المعيشية للمواطن المهدد دائما بإقتصاد يتحكم فيه الدولار وقت ما يشاء ! وإذا ما اعترفنا خجلا بأن العراق أرض يغمرها البترول لكن شعبها يطالب بالكهرباء صيفا لترده الدولة بذات الإجابة سنتوردها لك في القريب العاجل !!!
عشرون عاما ونحن في انتظار القريب العاجل ! عشرون عاما ونحن نلوك الصبر لنصنع منه صبرا لنتركه إرثا لأطفالنا .
سقطت كل العبارات وتلاشت كل الدعايات الانتخابية أمام دورات حكم الأربع سنوات … كل شيء وكأنه مستنسخ لذات التجربة الأولى والمجرب لا يجرب هكذا سمعناها كل حين !
لا شك أن المياه تحدها السدود لتحصرها ضمن حدود أطرها لكن هذا لا يعني أن السدود دائما في امان ؟
الوقت والحالة والضغط سيتولد عنها انفجارا قد لا تعيقه الحشوات المؤقتة لردء الصدع طالما أن الفجوات تكبر وتتسع كل حين .
الانتخابات على الابواب هكذا يقول برج السياسة في العراق لكن مالضامن من المشاركة في ظل كل هذه المعطيات. سيما وأن تناسل الخلافات ما بين الأحزاب صار كعلكة تمضغها وسائل الإعلام عندما تشاء الحالة ! وتختفي عندما تشاء الأحزاب !!!
العلاجات المؤقتة تهدئ لكن هذا لا يعني أن لها تأثيرا مؤكدا للشفاء …لذلك أعتقد أن اللعب بالبيضة والحجر بعد العشرين عام من التجربة لن يستمر وخطر انهيار السدود وإن تلافتها وسائل الإعلام اليوم قد تصبح حقيقة غدا .