ماجد زيدان
في اعلان متبادل بين العراق وسوية بدأت حركة التبادل التجاري في منفذ القائم الحدودي مع سوريا وتأكد دخول أول شاحنة سورية بعد حصول الموافقات الأصولية من المراجع العليا، بعد خضوعها للتفتيش وإجراءات الإقامة .
هذه العودة تشكل خطوة هامة في العلاقات بين البلدين وتطبيع الاوضاع بينهما على امل الانتقال الى المجالات الاقتصادية الاخرى وازالة الخلافات التي نشبت اثر الاطاحة بالنظام السوري السابق , وتبقى طبيعة النظام في البلدين من الشأن الداخلي للشعبين .
فتح الحدود تمس الحاجة اليه لكلا الشعبين السوري والعراقي , فهو يسهل استئناف حركة المسافرين من أجل تخفيف العبء على المواطنين العراقيين في مغادرتهم وعودتهم للبلد، وكذلك المواطنين السوريين الذين يقيمون ويعملون في العراق واعدادهم كبيرة, اضافة الى ما تتطلبه من عمالة الحركة التجارية من تشغيل الأيادي العاملة وسواق الشاحنات والباصات , الذي سيسهم في انعاش المدن الحدودية في الجانبين,
باختصار الخطوة مهمة على اكثر من صعيد لتعزيز التعاون الاقتصادي بما يلبي احتياجات البلدين، ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية ويتم من خلالها تعظيم الإيرادات الحكومية اليهما وتلبية متطلبات السوق وحاجات المواطنين .
ان التجارة انخفضت بين العراق وسوريا إلى 5 بالمئة فقط بعد أن كانت تشكل 80 بالمئة، وذلك بسبب الظروف التي مرت بها سوريا في السنوات السابقة أي قبل الأزمة السورية عام 2011 وغلق الحدود بين البلدين مؤخرا, مما دفعه نحو ايران وتركيا.
الواقع ان الطموحات في سوريا والعراق اكبر بكثير من فتح منفذ واحد , فعلى الجانب الاقتصادي ذاته كلاهما يعمل على استنهاض القطاعات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة ,وتتوافر الامكانات لبناء شراكة وتعاون متكافئ في مختلف المناحي الصناعية والزراعية وتطوير القطاع السياحي , وهذه القطاعات وغيرها واعدة وسوقها المشتركة تشكل قوة لا يستهان بها على صعيد البلدين او في المنطقة يعم خيرها على الجميع .
وهذا التطور سيمتد لمواجهة التحديات التي تجابهما في مسائل المياه وضمان حقهما في قسمة عادلة مع تركيا وفقا للقانون الدولي , كما ان العراق يمتلك الطاقة وهو بحاجة الى منفذ اضافي لتصديرها عن طريق الشقيقة سوريا مثلما كان الحال سابقا , وفي ظل اوضاع الاستقرار السياسي الذي يشكل الاقتصاد قاعدته الرئيسة التي تعزز من الربط المتبادل في قطاع المواصلات بين الشرق والغرب ..
مرة اخرى نقول فتح المنفذ الحدودي وتطويره غاية في الاهمية سيعود بالنفع على الشعبين ويعزز الروابط الاخوية بينهما ويدعم قدرتهما ويفتح الابواب على مصراعيها لخطوات اوسع واعمق تدر الخير ليس عليهما , وانما على المنطقة كلها وتساعد في بناء علاقات على اساس المصالح المتكافئة واحترام ارادتهما وسيادتهما.