مسعود البارزاني ؛ الرجل القوي في أقليم كُردستان

مدحي المندلاوي

وأخيراً جرت انتخابات أقليم كُردستان العراق بعد طول شد وجذب ، وتدخل أكثر من طرف داخلي وإقليمي ودولي . وكان سكان الاقليم يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من مفاجآت كبيرة ، وحدوث ما لا يحمد عقباه ، في وقت تمتد الحرائق والتنانير الملتهبة في المنطقة بعد صدمة ( طوفان الأقصى ) ، والاجتياح الاسرائيلي لغزة ولبنان ، ومن يدري من القادم !
كُرد العراق يعرفون معنى الحروب أكثر من غيرهم لانهم خاضوا غمارها لقرن من الزمان ، ويدركون تماماً ان دمهم مطلوب على طول خارطة الشرق الأوسط . وفي الظروف الحالية يعرفون بأنهم يقفون على أعتاب تغييرات كبيرة في المنطقة ربما يكون لهم نصيب من إيجابياتها إذا استطاعوا ان يحسبوا حسابهم ، ويلعبوا بذكاء . الديمقراطي الكُردستاني بقيادة السيد البارزاني حزب قومي وعريق وعقلاني ، بعيد عن الديماغوجية والقفز في الهواء ، وهو الحزب الوحيد الان على الساحة الكُردستانية ، الذي يستطيع العوم في هذا البحر المتلاطم الذي تغرق المنطقة في أتونها. لذلك جاءت نتائج الانتخابات والتي استطاع الحزب فيها ان يحافظ على قوته وجماهيريته رغم جميع السلبيات والمشاكل التي رافقت مسيرة حكومة الاقليم في السنوات القليلة الماضية مرضية للجميع . ورغم انه لم يحصل على اكثرية مريحة يستطيع من خلالها تشكيل الحكومة لوحده ، إلا انه بإستطاعته استمالة شريكه العتيد ، ونعني به الاتحاد الوطني بقيادة السيد بافل الطالباني ، لتشكيل الحكومة الجديدة .
ونرجو ان يستعجل الجميع لتشكيلها نظراً للظروف والأحداث الدراماتيكية التي تمر بها المنطقة . وبالتأكيد سيكون البرلمان الكُردستاني في دورته الجديدة اكثر قوة وتأثيراً بعد وصول مجموعة من الشخصيات القوية والمؤثرة اليها من الاحزاب والتجمعات الاخرى كحزب الجيل الجديد الذي كان مفاجأة الانتخابات . ولكن ، سيبقى السيد مسعود البارزاني الشخصية الأكثر تأثيراً ، والمحرك الأساسي للأوضاع في الأقليم ، وعيون الجميع ( تربي ) نحوه !!

قد يعجبك ايضا