أربيل – التآخي
وجّه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني بضبط ورفع مستوى القدرات الأمنية لدرء أي مخاطر على استقرار البلاد، بالتزامن مع التصعيد العسكري في المنطقة.
وأجرى السوداني، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، زيارة إلى مقرّ قيادة العمليات المشتركة في بغداد.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بأن السوداني التقى خلال الزيارة “بعدد من القيادات الأمنية العليا، واطلع على الوضع الأمني في مختلف قواطع المسؤولية العسكرية، وسير تنفيذ الخطط الأمنية والتحديات التي تواجه الأجهزة والتشكيلات العسكرية بمختلف صنوفها، ومستوى الجهوزية، لدرء أي مخاطر وكل ما من شأنه أن يعكر صفو الأمن والاستقرار”.
ووجه القائد العام للقوات المسلحة “جميع القادة الأمنيين ببذل أقصى الجهود اللازمة لضبط الأمن في جميع أرجاء البلاد”.
كما شدد على مواصلة “تعزيز قدرات القوات الأمنية، وتطوير آليات التدريب التي تساهم في رفع مستوى الجهوزية أمام المخاطر التي قد تهدد البلد، في ظل بدء تنفيذ الإعلان المشترك مع الولايات المتحدة والخاص بإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق خلال عام”.
جاء ذلك في الوقت الذي أكّدت فيه إيران أنّها أطلقت على إسرائيل 200 صاروخ بالستي فرط صوتي، في هجوم قالت إسرائيل إنّها صدّته بفعالية وتوعّدت بجعل الجمهورية الإسلامية “تدفع ثمنه”.
وهدّد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بضرب “كل البنى التحتية” في إسرائيل إذا ما هاجمت بلاده، قائلاً إنّ القصف الصاروخي الذي تعرّضت له إسرائيل مساء الثلاثاء “سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان (الإسرائيلي) سيتمّ استهدافها”.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنّ “مئتي صاروخ أطلقت” على إسرائيل التي كانت قد أعلنت من جهتها أنّ طهران استهدفتها بحوالي 180 صاروخاً وأنّ غالبية هذه الصواريخ تمّ اعتراضها بنجاح.
بالمقابل أكّد الحرس الثوري أنّه استخدم في هذا الهجوم صواريخ بالستية فرط صوتية من طراز فتّاح، مؤكّدا أنّ 90% من هذه الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح.
وكانت إيران كشفت في حزيران 2023 عن الصاروخ البالستي فتّاح وهو صاروخ متوسط المدى فرط صوتي تصل سرعته إلى 15 ضعفاً سرعة الصوت.
وأعلنت واشنطن وبغداد الجمعة أن التحالف الدولي سينهي خلال عام مهمته العسكرية المستمرة منذ عقد في العراق، وذلك بعد أشهر من المحادثات الثنائية.
وردا على هذا البيان، طالبت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران بأن “يكون الخروج شاملاً ووفق جدول زمني واضح ومتفق عليه”.
وبعد تراجع ملحوظ في هجمات الفصائل خلال الأشهر الماضية، سجّل في آب إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة عين الأسد بغرب العراق، ما أدى إلى إصابة سبعة أميركيين.
وأعلنت السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوفسكي، أمس، تعرّض “مجمع الدعم الدبلوماسي” في بغداد “لهجوم” فجر الثلاثاء دون أن يسفر ذلك عن إصابات.
وكتبت رومانوفسكي في منشور على منصة “إكس”، “شُنّ الليلة الماضية هجوم على مجمع الدعم الدبلوماسي في بغداد، وهو منشأة دبلوماسية أميركية”، مضيفة “لحسن الحظ لم تقع أي إصابات”.
وشدّدت على وجوب “أن تتوقف هذه الهجمات”، معربة عن امتنانها ازاء “استجابة حكومة العراق السريعة للهجوم” ومجددة مطالبتها بـ”التعاون لحماية موظفي ومرافق البعثات الدبلوماسية وشركاء التحالف” الدولي الذي أنشأته واشنطن عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش ويضمّ التحالف كذلك قوات من دول أخرى لا سيّما فرنسا والمملكة المتحدة.