عمالقة مطربي الأغاني الفلكلورية الكوردية شمال كوردستان

 

الجزء الثالث

ا. د. قاسم المندلاوي

الفنان محسن قرمز غل او محسن قرمزي كل: اسمه الحقيقي، عبد الله بوز انشير، مغني وموسيقي وملحن وممثل ومخرج وكاتب من مواليد 1968 في ديار بكر – كوردستان، بعض المصادر يذكر تاريخ ميلاده 1969 وبعض الاخر 1964 وهو من عائلة ضا ضا الكوردية أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس ديار بكر، انتقل مع والديه الى مدينة اسطنبول ودرس في جامعة اسطنبول التقنية – قسم الموسيقى.. بدا مشواره الفني في بداية الثمانينات، وسجل في عام 1984 اول البوم، وفي عام 1991 أصدر البوم ثاني بالتركية، كذلك أنتج عام 1993 البوم آخر بالتركية وحقق نجاحا كبيرا ووصل الى قمة مشواره الغنائي عام 1998 عند اصداره البوم ثالث بالتركية والذي حقق مبيعات أكثر من مليونين ونصف نسخة، وخلال الفترة (1984 ولغاية 2011) أصدر 18 البوما وحصل على جوائز عديدة.

امتازت اغانيه بطابع الحزن والالم التي كانت تعكس ما يجري في كوردستان من معاناة وويلات ومآسي ودعا الى ايقاف حملات القمع في شمال كوردستان مناشدا رئيس الوزراء داوود اوغلو بإيقاف تدمير بلدة سور وقتل الابرياء من الاطفال والنساء ومن أشهر اغانيه (مهني فان – يا دنيا دواره – يوتيوب 2023، ووار يادي – فيسبوك 2018، وزماني كوردي – يوتيوب 2016، والغربة وحائط وبلالم، بالعربية بلوتي يوتويوب 2019، وغيرها، وقد اشتهر ايضا بتلحين اغاني تلفزيونية، وشارك في العديد من المسلسلات منها.. مسلسل  اذا كان، وجد مجال 1994، ومسلسل  هذا حب وليس لدغة، وخلال (1998 – 2012) شارك في مسلسلات منها:  الانهيار والحب في المنفى، وتستمر الحياة، والاباء والابناء وغيرها، وفي عام 2006 بدا مشواره السينمائي في فيلم، الملاك الابيض 2007 الذي حقق نجاحا كبيرا في تركيا، واخرج فليمه الثاني عام 2009 بعنوان، انا ارى الشمس، من اخراجه وتأليفه وبطولته وهذا الفلم جاء فيه ليوضح طبيعة المشكلة الكوردية واعطاء حلول لها ورشح هذا الفيلم لجائزة الاوسكار عام 2009، وفي نفس العام المذكر انفا اخرج فيلم ثالث بعنوان  اجنحة اليل  وفيلم  خمس مآذن في نيويورك  الذي احتل المركز الاول في امريكا عام 2010 وفيلم  المعجزة – عام 2015، وفيلم  الوزير – عام 2017، وسمي هذا الفنان الكوردي العملاق ملك الفن  وفضلا عن عطائه الفني المتنوع كان رجل اعمال، وصاحب شركة انتاج الموسيقى في تركيا باسم، بريستيج ميوزك  قام بعدة حفلات في العواصم الأوربية، وامريكا، ودول اخرى في العالم، و زار ايضا جنوب كوردستان للعمل في مسلسلة على القناة التركية، ولايزال في اوج نشاطه وعطائه الفني والى يومنا..

 

 

 

الفنان  اوزجان دينيز: مغني، وموسيقي، وملحن، وكاتب، وممثل، ومخرج ولد عام 1972 في انقرة وهو من عائلة كوردية من مدينة  آكرين  عاصمة محافظة آكرين الكوردية – شرق الأناضول، والديه هاجرا الى العاصمة انقرة بسبب الظروف المعيشية الصعبة، ولد اوزجان عام 1972 في انقرة، وعاش فيها زهاء 5 سنوات، ثم انتقل مع عائلته عام 1977 الى مدينة  آيدن  في منطقة بحر ايجة، وعاش فيها فترة من طفولته وشبابه، ولم يستطع تكملة دراسته لكثرة انتقال عائلته من مدينة لأخرى من اجل لقمة العيش، لذا ترك الدراسة عندما كان في الصف الاول الاعدادي، وبدا مع الموسيقى والطرب تارة، والعمل في البناء، وبيع بعض المأكولات لكسب المال أيضا. وفي عام 1985 تفرغ كليا للموسيقى والطرب والتلحين وبدأ حفلات غنائية على مسارح ازمير وانطاليا ومدن تركية اخرى، واسس ايضا فرقة غنائية باسم فرقة بلوسي او البحر الازرق  وحصل على المركز الاول في مسابقة تابعة لمهرجان الاصوات الشعبية بمدينة  آيدن، عام 1988 انتقل الى اسطنبول وبقي فيها مدة سنة، ثم سافر الى المانيا عام 1989 واستقر في مدينة ميونيخ فترة من الزمن وقدم بعض الحفلات الغنائية، وفي احدى الحفلات اكتشف موهبته الغنائية من قبل احد المنتجين الاتراك، وكان هذا عاملا قويا ومشجعا للعودة الى اسطنبول عام 1991 حيث اخذ الفنان العملاق  اوزجان التركيز بأنشطة فنية في المجال الموسيقى والغناء واصبح في التسعينيات من القرن الماضي عازفا ومغنيا معروفا ومشهورا في عموم تركيا.

اصدر 11 البوم غنائي، وفاز بكثير من الجوائز نذكر منها  اغلاتين بني عام 1992، وميليجم عام 1993، وفي عام 1994 اصدر البومه الثالث، ثم توقف عن الحياة الفنية زهاء 3 سنوات، واصدر في عام 1997 البوم اخر، ثم تولت اعماله في مجال الافلام السينمائية شارك في عام 1994 باول فيلم له، وفي عام 1999 قام بكتابة قصص حب في الجبال وشارك في بطولته، و خلال (1994 الى 2016) اصدر 11 فيلم، وبدا العمل في 10 مسلسلات تلفيزيونية 4 منها قام بكتابتها واخراجها بنفسه، وقام بالتمثيل في 9 منها، بالعناوين التالية : جواز سفر، وقصر الحب – الذي حصل عليه رائد في المسلسل التلفيزيوني عام 2002، ولعبة القدر، و ندى العمر، وورد وشوك – الوردة السوداء، وفي عام 2011 اخرج مسلسل  عروس اسطنبول  الذي اشتهر عربيا، ومن المسلسلات الاخرى  ليلة من حزيران، وحرقة الحب، وانتظرتك كثيرا، ويوم كتابة قدري،

الفنان اوزجان دينيز الذي هو من اصول كوردية – من شمال كوردستان وخلال مسيرتة الفنية المتعددة الجوانب كما جاء اعلاه وحيث استطاع ان يدخل عالم الفن من خلال نضاله وقدرته ومثابرته وصموده العالية وتقديمه اعمال فنية رائعة ومتميزة ومتنوعة وأصبح واحدا من أشهر النجوم على الساحة التركية والاوربية الفنية، الا انه لم يقدم اي عمل فني بخصوص معاناة شعبه الكوردي في تركيا ولايزال وهو في اوج عطائه الفني وكأشهر ممثل في تركيا.

 

 

 

مما تقدم في الحلقات السابقة عن عمالقة الكورد من الفنانين الموسيقيين والمغنين والملحنين والمخرجين والممثلين والكتاب والشعراء في شمال كوردستان نلاحظ جانب مأساوي لحياة هؤلاء، العملة النادرة والثمينة الذي عاش اغلبهم بين العذاب والعنف والملاحقات، والسجون في تركيا، واستطاع قسم منهم الفرار الى أوربا كملاذ آمن، وأكملوا مسيرتهم الفنية وقضوا بقية حياتهم في الغربة – المهجر، بعيدا عن ارض آبائهم كوردستان، وعن الاهل والاقرباء والاصدقاء ومحبيهم.

تركيا التي تدعي بانها راعي الاسلام والسلام في المنطقة، ولكن وفي وضح النهار ترتكب أكبر وأقبح جرائم بحق شعب كوردستان! تركيا تقتل الابرياء الكورد على ارضهم شمال وجنوب وغرب كوردستان ظلما وهذا ايضا أكبر وأعظم اثم وذنب عند الله خالقنا العظيم،

تركيا تريد بهذا الوجه الاسود القبيح دخول السوق والوحدة الاوربية، ولا تزال تمنع الكورد شمال كوردستان ممارسة ابسط حقوقهم، التعليم باللغة الكوردية، وممارسة تراثهم وتقاليدهم القومية، وتلاحق وتعتقل مطربيهم وترميهم في سجون وزنزانات التعذيب والموت، ولا تزال تركيا تحتل مناطق واسعة من اقليم وغرب كوردستان وتحتل مدنهم واراضيهم وتستخدم اسلحة حلف الناتو في قتل اطفالهم ونسائهم وشيوخهم الابرياء ظلما وتحرق وتدمر مزارعهم واشجارهم وغاباتهم والى هذه الساعة، وبصمت وسكوت الدول الكبرى غربا وشرقا والامم المتحدة!

لقد فاقت الحالة الهستيرية العنصرية والشوفينية لحكام تركيا ضد شعب كوردستان حدود الظلم، ولم تبقى اي شيء للعدالة والانسانية والسلام لدى هؤلاء الظلام.

قد يعجبك ايضا