هذا شيء عن حزبكم

*فاضل ميراني

 حزبنا الديمقراطي الكردستاني هو رواية واقعية لشعب كردستان، ومهما جرى استذكار ما مر به شعبنا و حزبنا من احداث اقرب للخيال و ابعد من منه احيانا، حيث صلابته للبقاء أمام أنظمة بطش، وقدرة قل مثيلها لعلاج الجراح الغائرة، فهو رواية من هذا الشرق الذي لم تزل شعوب فيه تناضل ضد عقلية من يريد فهم الحياة و تفاصيلها و منها السلطة بمضمون يخالف مضمون قوانين الحياة.

رفيقاتنا و رفاقنا، عوائل الشهداء و اصحاب مصاب الانفال و السبي و ضحايا القصف و القصف بالغاز السام، السجناء السياسيون و المهاجرون و المبعدون، يا كل جماهير حزب البارزاني الخالد: لكم من حزبكم سلام المناضلين الثوريين السائرين على درب مصطفى البارزاني أب امتنا و الجمع المؤمن به من خيرة ما جادت به امتنا: إدريس البارزاني الحي في الوجدان و الآلاف ممن يشملهم  قوله تعالى : من المؤمنين رجال  صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.

لئن انعقدت تأملات في مسير حزبكم فأنها ستمتد على عقود ملأها نضالكم الذي سطره تاريخ الانسانية، فأن تأملناه تاريخ أنظمة فقد امتد من أيام الوصاية على الراحل فيصل الثاني و إلى الرئيس الخامس في نظام ما بعد ٢٠٠٣ في العراق، و تتسع للمتأمل ان يستحضر كل الاسماء التي لعبت ادوارا في الأسرة الإقليمية و الدولية من عام ١٩٤٦ عام التأسيس و المؤتمر الأول و إلى عام الناس هذا، ومع التأمل سيجد المنصفون عظمة قائد حزبنا و حكمة رئيسه الرفيق و الأخ الكبير مسعود البارزاني، اذ و على امتداد الخمس و السبعين سنة منا التاريخ كله و شريكه تاريخ حزبنا فقد عبر الحزب عبر تحديات قاتلة خطرة قدم فيها قرابين معطرة بدماء الشهداء و صرخات الثكالى و اليتّم ليصل بقرار شعبنا إلى ضفاف الحرية و المنعة و التقدم.

قرابة العقود الثمان، سبقها البارزاني مصطفى المناضل مذ طفولته بسنوات من الحراك الذي نما فكان ان وضع لبنات أولى جمهوريات شعبنا بكردستان إيران ثم ليقود رفاق طريقه في ملحمة ئاراس الكبرى حتى يمضي زمان يعود فيه إلى ارضه مع قيام الجمهورية في العراق، سبقها انتخابه رئيسا للحزب الذي ناضل فيه أجدادكم و آبائكم وإخوتكم و تحملت فيه المشاق جدارتكم و أمهاتكم من اجل يومكم المشرف هذا.

والد امتكم مصطفى البارزاني، هو المثال الكبير الذي يعد كنزا في تاريخ الإنسانية كلها و تاريخ كردستان الكبرى و العراق، فمثل هذا القائد قليل ما تجود به الأزمان، قائد جعل المستحيل ممكنا، وكان و يبقى روحا و نفسا يديم المسار القومي و الوطني و يصحح أي اعواجاج يصيبه.

والد امتكم مصطفى البارزاني ترك لكم من إرثه روح و منجزات ثورة ايلول و ثورة گولان، و ترك لكن ارث الشهيد إدريس البارزاني الذي نفتقده و لم نفقده كلما مررنا بمكان مرت به الثورات و مع كل منجز لشعبنا.

مصطفى البارزاني ترك لكم و لنا الرئيس مسعود البارزاني الذي تحمل المسؤولية الضخمة لقيادة أمة وسط صراع دولي عنيف، فسار بالأمانة نحو هدفها مضحيا بخيرة أهله و عائلته و عشيرته مترفعا عن الجراح مؤثرا لمصلحة شعبه قبل أي مصلحة.

حزبكم الذي يعقد مؤتمره الرابع عشر، يتأمل في تاريخه و معه المنصفون فلا يسجل له الا كل مكان للفخر، و لا يسجل لمناوئيه الا مواقف تستوجب عليهم العذر و الاعتذار.

هاجمه أعداء الانسانية فصبر و نال و ضفر، هذا هو حزبكم، حزب القيم و الكلمة و العمل و الأمل.

حزبكم الذي لا مكان فيه للأحقاد او الخيانة او الارتزاق، و لا موطىء قدم فيه لباعث على العنصرية او الشوڤينية او مبيّت المواقف من قومية او إثنية او طائفة او دين، حزبكم يمثل الانسانية في مثال قل شبيهه، حزبكم هو سلوك مصطفى البارزاني الذي عانقته المثل العليا وكان سابقا لزمنه و لفهم من قصر بهم الفهم.

هاهو حزبكم يعقد مؤتمره و قد تحمل الحروب العسكرية و الأمنية و تفرعت منه أغصان ثورتين و انتفاضة، و تجاوز جراح حروبه دفاعاتنا الشرعية و دافع عن كردستان و العراق ضد هجمة الظلام الداعشية، حزب لا يجاريه حزب في عديد تضحياته و نبل مواقفه و صواب اتجاهه.

وحتى قبل المؤتمر و خلاله و بعد ان يختتم أعماله بنجاح ان شاء الله، فلكم ان تفخروا فخر المؤمنين بالرئيس البارزاني، الوريث الأوفى للنهج الخالد، و ان تفوا لتحقيق شعارات حزبكم التي استلها من صميم حاجات الأمة و قدم لأجلها الشهداء.

حزبنا الديمقراطي الكردستاني، يجدد للرئيس البارزاني مكانه فالمكان يحتاجه و الأمة و الحزب و الحاضر و العبور للمستقبل.

الحديث عن حزبكم يطول و يفترش صفحات التاريخ و صنع التاريخ لانه حزب من صميم التاريخ، تاريخ الأمة و متشابك معها تشابك الوقت مع الزمن.

*سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكَوردستاني

قد يعجبك ايضا