37 عامًا مَرَّتْ على الجريمة المروعة

رئيس التحرير

ما تزال حلبجة الشهيدة حية في قلوب الكوردستانيون واحرار العالم، وما تزال آثار الدمار ترعب قلوب الناجين من الكارثة،القصف الكيماوي المروع لهذه المدينة الآمنة الجميلة التي راح ضحيتها اكثر من خمسة الاف شهيد وعشرات الآلاف المصابين من الأطفال والنساء والشيوخ، المشاهد المهولة للجريمة حركت الأقلام الحرة لتعبرعن مشاعرها الأنسانية بنظم القصائد وكتابة الخواطرالمحزنة عن عمق المأساة التي هزت الضميرالأنساني واخذت حيزاً كبيراً من صفحات التأريخ الكوردي المليء بالمآسي والدموع.

ما يزال السادس عشرمن آذار يذكرنا بهول الجريمة وعمق المأساة عندما تناثرت اجساد الأطفال والنساء والشيوخ في احياء المدينة واطرافها وهي تشكوا الى بارئها قساوة الكارثة وهول الجريمة،الأشجار كالضحايا من البشر،جفت اغصانها وذبلت اوراقها وماتت وهي واقفة من شدة استنشاق المواد السامة المطعمة بعطرالتفاح.

مياه الينابيع تغيرلونها وطعمها ورائحتها،الربيع الجميل الزاهي لحلبجة الشهيدة اضحى خريفاً جافاً من شدة السموم القاتلة التي تناثرت في سماء المدينة وبيوتها وبساتينها وجبالها ووديانها.

رغم مرور 37 عاماً على الكارثة ،ما يزال الناجون يعانون من الأمراض المزمنة وماتزال عيون المياه ملوثة وأزهار البلوط واللوز الجبلي تموت قبل حلول الربيع وتفتح الزهور.
رغم مرور 37 عاما على المشاهد المروعة لم تنصف حلبجة كما ينبغي والجرحى يدقون ابواب مستشفيات دول الجوار والمهجرعسى ان يعثروا على دواء يريحهم من شدة الوجع واللآلام.

على الضمائرالحية في العراق الجديد والعالم ان يعوا ويقدروا حجم الكارثة وان يفعلوا المستحيل لعدم تكرار الجريمة في اي بقعة من العالم الذي يحكمه منطق القوة بدلا من قوة المنطق.

مجداً لشهداء حلبجة الشهيدة
ستبقى كارثة القصف الكيمياوي وصمة عار على جبين كل من ساهم وشارك في ارتكاب الجريمة المروعة التي دمرت مدينة آمنة عن بكرة ابيها.

قد يعجبك ايضا