الأستاذ الدكتور : سحر سعيد صالح
تعد نظرية بياجيه في التطور المعرفي نظرية شاملة عن طبيعة الذكاء البشري وتطوره، اعتقد جان بياجيه ان مرحلة الطفولة لشخص ما دوراً حيوياً وفاعلاً في تنمية الشخص، تعرف فكرة بياجيه في الاصل على انها نظرية المرحلة التنموية.
ذكر بياجيه في نظريته ان مرحلة المراهقة تبدأ في ما بعد السنة الحادية عشرة وتمتد حتى نهاية فترة المراهقة أو ما يمكن تسميته بداية التفكير المنطقي عند الرشد وينتقل التفكيرمن المراحل الحسية الى المراحل المجردة المنطقية وهذا يعني قدرة الطفل المراهق على فهم الأشياء والقيام بالتجارب عليها وأستخلاص النتائج منها.والقدرة على فهم العلاقات وربط العلة بالمعلول أمر يميز هذه المرحلة من النمو. ويؤكد بياجيه بأن مرحلة المراهقة تكمن أهميتها في ظهور القدرة على الأستدلال المنطقي بعيداً عن المثيرات الحسية كما أن القدرات الأستدلالية تبدأ بالظهور, كلما تطورت هذه القدرات تطورت معها القدرة على حل المشكلات.. وفيها ايضاً يدخل الطفل مرحلة المراهقة والنضج وفي هذه المرحلة تنمو قدرة الطفل على التفكير المجرد فيستطيع أن يعالج القضايا بعزل المتغيرات وتثبيت بعضها للتحقق من عمل البعض الآخر. وهكذا عبر هذه المراحل ينتقل الوليد الذي جاء إلى هذا العالم وليس لديه فكرة عنه من كائن بيولوجي فحسب إلى راشد يواجه العالم ويتفاعل معه ويفكر في مشكلات هذا العالم تفكيراً منطقياً.
ويذكر (بياجيه) أن قدرات المراهق الجديدة التي تعمل على مستوى العمليات الشكلية قد تحمله على أن ينغمس في جميع أنواع المسائل المجردة والنظرية بما في ذلك ما يتصل بالميدان الأجتماعي والسياسي وهكذا ينشئ المراهق نظريات سياسية مفصلة ونظريات فلسفية معقدة وقد يضع خططاً لأعادة تنظيم المجتمع كلية او ينغمس في تأملات ميتافيزيقية وبمجرد أن يكتشف قدراته على التفكير المجرد يتقدم ليمارسها دون قيود أو حدود وقد يفقد المراهق أحياناً أتصاله بالواقع ويشعر أنه يستطيع أن يحقق كل أمر بالتفكير.
ويفكر المراهق في هذه المرحلة على نحو مجرد ويصل الى النتائج المنطقية دون الرجوع الى الأشياء المادية او الخبرات المباشرة، هذا وتعتبر قدرة المراهقين على ممارسة العمليات المجردة،والتفكير في الإمكانيات المستقبلية والتنبؤ بهامن أبرز خصائص هذه المرحلة.